مع قرب ولادة نظام عالمي جديد … أين فلسطين في المعادلة ؟ د فوزي علي السمهوري — 2/ 2 —

إستعرضت في الجزء الأول مصالح الولايات المتحدة الأمريكية ومحورها في إستمرار تمكين الكيان الإستعماري الإسرائيلي من عناصر القوة وإعادة تأهيل وظيفته ودوره خدمة لأهدافها الإستراتيجية بإستمرار هيمنتها ونفوذها العالمي وخاصة في الشرق الأوسط لما يحتله من مكانة إستراتيجية جيوسياسية وإقتصادية .
وفي المقابل نجد أن المحور الروسي الصيني العامل على فرض نفسه قطبا شريكا في قيادة العالم ما له أن يحقق ذلك دون النجاح في بناء معسكر دولي مبني على اهداف وقواسم مشتركة قوامها نبذ العدوان وتصفية الإستعمار وإحترام سيادة الدول وسمو مبادى الأمم المتحدة والشرعة الدولية دون إزدواجية وإنتقائية والموقف العملي من إلزام الكيان الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي بإنهاء إستعماره لأراض الدولة الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس يمثل العنوان والتحدي والبوصلة نحو مدى جدية المحور الروسي الصيني بإعمال ميثاق الأمم المتحدة وتنفيذ قراراتها دون إبطاء .
من هذا الواقع يتبين لنا مغزى جولات الرئيس محمود عباس للعديد من الدول النافذة إقليميا ودوليا الهادفة إلى حشد جبهة عريضة داعمة لفرض حرية فلسطين وإستقلالها من نير الإستعمار الإحلالي الإسرائيلي على أجندة النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب .
خطة عمل فلسطينية :
على ضوء تنصل وإنقلاب سلطات الإحتلال الإستعماري الإسرائيلي على إتفاق المرحلة الإنتقالية ” اوسلو ” الذي وصفه رمز مجرمي الحرب نتنياهو بالكارثة وعلى ضوء تأكيد الحكومات الإستعمارية الإسرائيلية المتعاقبة على تأبيد إستعمارها العنصري للدولة الفلسطينية المحتلة المعترف بها دوليا وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 أو حتى وفق قرار الجمعية العامة رقم 19 / 67/ 2012 وفي ظل غياب إرادة مجلس الأمن بدوله دائمة العضوية عن إلزام ” إسرائيل ” تنفيذ القرارات الدولية بإنهاء إحتلالها الإستعماري وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بات إستكمال ترتيب البيت الفلسطيني ضرورة قصوى إستجابة لتحديات وواقع مرحلة النظام العالمي متعدد الأقطاب بما يعزز نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية والإستقلال :
أولا : عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بأقرب وقت تعزيزا لقوة ووحدة الحركة وليؤسس للمرحلة القادمة والتعامل مع تحدياتها من حيث :
▪إقرار إستراتيجية مقاومة شعبية تكفل تعبئة وحشد كافة مكونات الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها في مواجهة سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعمارية العنصرية .
▪رفد المواقع القيادية من لجنة مركزية ومجلس ثوري بشخصيات قيادية مؤهلة وقادرة على تنفيذ الرؤية الإستراتيجية للحركة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا ودوليا وتخطي المعوقات مهما كانت .
▪ تفعيل وتنشيط دور الجاليات الفلسطينية و الأقاليم الخارجية للإضطلاع بواجباتها الوطنية الفلسطينية في ساحات تواجدها وذلك من خلال بناء شراكات مع الأحزاب والقوى السياسية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني تعمل على حث حكوماتها دعم حق الشعب الفلسطيني بالحرية والإستقلال واللجوء إلى مقاطعة وعزل الكيان الإستعماري الإسرائيلي سياسيا وإقتصاديا وثقافيا عقابا على رفضه تنفيذ القرارات الدولية الداعية لإنهاء إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة وهذا يتطلب رفع نسبة تمثيل الخارج في المؤتمر العام إلى حوالي 40 % .
▪ بناء شراكات وجبهات إقليمية تتبنى الإستراتيجية الفلسطينية مع التأكيد على القرار الفلسطيني المستقل في ظل تسابق بعض الدول على ممارسة الضغوط السياسية والإقتصادية والمالية على الشعب الفلسطيني خدمة للمشروع الإستعماري الإسرائيلي بتابيد إستعمارها .
▪الإعتماد على الذات في التصدي للجرائم والإنتهاكات الصارخة التي ترتكبها سلطات الإحتلال الإسرائيلي وميليشياتها من عصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني من قتل خارج القانون وإعتقالات تعسفية وإعتداء وإقتحام وتدمير للمنازل والمزارع وغيرها من أشكال الجرائم التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية .
ثانيا : تصعيد الإنتفاضة الشعبية بمشاركة كافة الفصائل والأحزاب والقوى السياسية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني تجسيدا وترسيخا لمبدأ وحدة الميدان في كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية وخطوط الإحتكاك انما وجدت .
ثالثا : تعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة الهدف الوطني الفلسطيني بالنضال بكافة الوسائل المكفولة دوليا حتى التحرر من نير الإستعمار الإسرائيلي العنصري وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
رابعا : في ظل التوافق الوطني على المقاومة الشعبية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 بات من الضرورة الوطنية ان تبادر حركة حماس بالإعلان عن إنهاء الإنفصال الجغرافي والسياسي تعزيزا لمنعة الجبهة الوطنية الداخلية في نضالها من أجل الحرية والإستقلال وإجهاضا لهدف الكيان الاسرائيلي المصطنع بإختراقها .
خامسا : التصدي للمؤامرات إقليمية ودولية مباشرة او بالوكالة التي تستهدف الشرعية الفلسطينية ورمزها الرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية رئيس دولة فلسطين .
مرحلة النظام العالمي الجديد تستدعي التحرك مع أقطاب العالم بالتنسيق والشراكة مع الدول الصديقة والشقيقة وخاصة مع الأردن لحث مجلس الأمن الدولي على إتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإلزام قادة الكيان الإستعماري الإسرائيلي العنصري لإنهاء إستعماره الإرهابي لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة تنفيذا وإحتراما لمبادئ وميثاق الأمم المتحدة ولقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية. .. تصفية الإستعمار لفلسطين عموما …والإستعمار الإسرائيلي لفلسطين …واجب دولي إعمالا للشرعة الدولية وليس منة. .. النظام العالمي الجديد دون حرية فلسطين سيبقى رمزا للإضطهاد والعدوان وغياب العدالة…. الشعب الفلسطيني مدعوما من أحرار العالم لن يركع ولن يستسلم حتى النصر والتحرير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله تعالى. ..؟!

شاهد أيضاً

تأثير الصادرات على النمو الاقتصادي* رعد محمود التل

عروبة الإخباري – تُعتبر الصادرات من أهم المحركات للنمو الاقتصادي في الأردن، حيث تلعب دوراً …