عروبة الإخباري –
في فضاء الإعلام المتسارع، حيث تختلط الأصوات وتذوب المعاني في ضوضاء السطحية، تظهر أحيانًا شخصيات تسطع كنجوم في سماء العقل والجمال. الإعلامية رولا الدهيبي هي واحدة من هؤلاء القامات، حضورها ليس مجرد ظهور على الشاشة، بل قصيدة حية تُكتب بحروف الجرأة والفكر والأنوثة الراقية.
عودتها المبهرة عبر منصة النوستالجيا لم تكن مجرد رحلة إعلامية عابرة، بل انفجار للإبداع واحتفاء بالمشهد الإعلامي الراقي، حيث قدمت سلسلة من المقابلات التي تناولت موضوعات متنوعة وشائكة بجرأة وذكاء. تطرقت رولا إلى عمليات التجميل وما يحيط بها من جدل اجتماعي، إلى الموسيقى كلغة تتجاوز الكلمات وتلامس الروح، مرورًا بالدفاع عن لغة الضاد بروح الأصالة والانتماء.
كما لم تغفل القضايا المحلية الحساسة، فتحدثت عن التعليم الخصوصي بين الضرورة والفرض، وعن الكلاب الشاردة في شوارع لبنان، لتسبر أغوار المجتمع اللبناني بتوازن بين الحس الإنساني والوعي الاجتماعي. هذه التغطية المتقنة تؤكد أن الإعلام الحقيقي ليس مجرد نقل للخبر، بل فن في طرح الأسئلة وإثارة النقاش وإيصال صوت الناس بصدق وأناقة.
فحضور رولا الدهيبي اليوم ليس مجرد حدث إعلامي، بل ملحمة حية تخلّد في ذاكرة المشاهد، وتجربة فكرية تتجاوز السطحية، لتصبح رمزًا للجرأة والإبداع والفكر الراقي في المشهد الإعلامي اللبناني.
