عروبة الإخباري –
مجدداً، مثل كل مرة، تتقن رُلى صناعة هذه اللحظات، تفاجئنا بذائقتها الرفيعة ولمساتها الراقية، وكأنها تعزف بأناملها على أوتار قلوبنا. لا تكتفي بأن تكتب الجمال، بل تصنعه، وتمنحه للآخرين بكرم من يعرف أن السعادة الحقيقية تكمن في أن تُسعد من حولك.
الكاتبة والإعلامية رُلى السماعين، كان لها موعد مع لحظة مفعمة بالتاريخ والعراقة والمجد، كانت لحظة التقت فيها القلوب قبل العيون، واشتعل فيها الحنين، وتفتّحت الذاكرة على دفء الماضي وأصالة الحاضر، وسط صخب الحياة التي تمضي بنا دون توقف، لتمنحنا أحيانًا لحظات نادرة من نور.
ذلك النور تجلّى في لقائها مع العين اللواء الركن المتقاعد الباشا شفيق عجيلات؛ قامة وطنية شاهقة، وصفحة مشرقة من تاريخ هذا الوطن.
ولم تُخفِ السماعين سعادتها الغامرة بهذا اللقاء، فكتبت على صفحتها على “فيسبوك”:
“أمس، كان لي موعد مع إحدى تلك اللحظات. لحظة لا تُقاس بالزمن، بل تُقاس بقيمة من نلتقيهم… وتشرفت فيها بلقاء العين اللواء الركن المتقاعد.”
التقت قامة لا تُشبه إلا نفسها؛ تشبه الجبال الراسخة التي لا تهزّها الرياح، بل تزيدها شموخًا وثباتًا. رجلٌ إذا ذُكر اسمه، لاحت في الأفق راية الوطن، تُحيط بها معاني الكبرياء وعزّة النفس.
فيه من حكمة الشيوخ، ومن دبلوماسية النبلاء، ومن سموّ الخُلق ما يجعل حديثه درسًا في الفصاحة، وتأمّله رحلة في الاتزان.
وعلى الصعيد الشخصي، وصفته قائلة:
“هو عمّي، ولي معه ودٌّ لا يشيخ، ومحبة راسخة متجذّرة منذ الصغر. هو مدرسة وطنية، وأيقونة رجولة نادرة لا تتكرّر.”
وكما اعتدنا منها، أتقنت رُلى صناعة اللحظة، وأهدتنا نصًا مشبعًا بالمشاعر والعمق والحنين. تفاجئنا دائمًا بذائقتها الرفيعة، وكأنها تعزف بأناملها على أوتار القلوب. لا تكتفي بأن تكتب الجمال، بل تصنعه وتمنحه بسخاء، كما لو أنها تؤمن أن السعادة تكمن في أن تُسعد من حولك.