عروبة الإخباري –
ترحب الجبهة العربية الفلسطينية بقرار شركة الشحن العالمية “ميرسك” بمراجعة علاقاتها مع الشركات العاملة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، وبتعليقها للشحنات المرتبطة بهذه المستوطنات، استجابةً لضغوط حملة حقوقية وقانونية دولية شجاعة سلطت الضوء على تورط الشركة في دعم منظومة الاستيطان الإسرائيلي.
إننا نعتبر هذا القرار خطوة مهمة على طريق تصاعد المقاطعة الشعبية والمدنية العالمية للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري، ودليلاً على يقظة الضمير العالمي المتنامية، والتي تؤكد أن العالم الحر يرفض أن يكون شريكا في جرائم الإبادة والاضطهاد والاستيطان التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني.
وفي الوقت الذي يتحرك فيه أحرار العالم لفرض العزلة على دولة الاحتلال ومحاسبتها، يطل علينا المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بتصريحات مستفزة حول نية إدارة ترامب توسيع “اتفاقيات إبراهيم” مع دول عربية جديدة، في مفارقة موجعة تعكس حجم التواطؤ السياسي مع الاحتلال، وتكشف أن الإدارة الأمريكية ما زالت متمسكة بسياسات التجاهل الكامل لحقوق شعبنا، وتسعى لتجميل صورة الاحتلال عبر تعميق مسار التطبيع العربي معه.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن هذه الاتفاقيات، التي أثبتت التجربة أنها لم تجلب إلا مزيدا من العدوان والدمار، لن تحقق استقرارا في المنطقة، بل تغذي نزعات التوسع والإرهاب لدى الاحتلال، الذي لم يتوقف عن ارتكاب المجازر في غزة، ولا عن تهويد القدس، ولا عن إحراق الضفة الغربية بالمستوطنين المدججين بالحقد والسلاح.
لقد تجاوز شر الاحتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة ليطال معظم الإقليم، واستقراره الزائف يقوم على تطبيع القوة، لا على سلام عادل، ولذلك فإن أي استقرار حقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق ما لم ينعم الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة، وفي مقدمتها التحرر من الاحتلال، وقيام دولته المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم.