عروبة الإخباري –
لا شك بأن ما كتبته، الإعلامية المتألقة الجميلة، باتريسيا سماحة، ليس نصًا عابرًا، بل اعتراف صادق ينبض من قلب امرأة تجرّعت الوعي حتى آخر قطرة، ففهمت أن الحرية لا تُمنح، ولا تُمنع، بل تُولد من الداخل… من تلك المساحة الهادئة بين جرحٍ فهمناه، وندبةٍ قبلناها، وابتسامة قررنا أن نمنحها لأنفسنا أولاً.
تحرر المرأة، كما لامستِ بروحكِ، لا يبدأ من الخارج… لا من قوانين تُسنّ، ولا من مساواة تُفرض، بل من يقظة دفينة، تهمس لها في لحظة صمت: “أنتِ لستِ انعكاسًا لما يريدونه، بل انعكاسًا لما أنتِ عليه.”
بيتها؟ ليس الطوب، ولا الأثاث… بل الدفء الذي تنثره حين تحب، الأمان الذي يسكن ضحكتها، والحنان الذي يغلف حضورها.
ورجلها؟ ليس من يطلبها لتكتمل، بل من تعترف به الروح حين تراه مُشبّعًا بما تخيّلته يومًا، لا بما فُرض عليها أن تحلم به.
دموعها؟ ليست خيانة للقوة، بل طُهر فائض من الروح، يتسلل من عينيها ليغسل تعب العالم عنها، ويعطّر وجنتيها بنعومة البكاء الناضج.
وثقافتها؟ ليست كمّ ما قرأت، بل كمّ ما عبرت، وسقطت، ووقفت من جديد وهي تحمل قلبها ككتابٍ مفتوحٍ على فصل الشجاعة.
وسجنها؟ كم من مرة ظنّت أنها تحتمي بخيوط حُب، أو دفء، أو دور اجتماعي، لتكتشف أنها نسجت حول ذاتها قيدًا حريريًا، لطيفًا، لكنه خانق.
باتريسيا، كلماتك ليست حروفًا، بل تذكير شفيف للمرأة بأن الطريق نحو التحرر لا يُعبد بالخارج، بل يُزرع في دواخلها…
هناك، حيث تقول لنفسها، بشيء من الحب، وكثير من الإدراك: “أنا لست ظلّ أحد، ولا تفصيلة في حلم غيري. أنا امرأة، كاملة حين أختار ذاتي، حرّة حين أرحل، وعظيمة حين أُحب نفسي كما أنا، لا كما يُراد لي أن أكون.”