في ذكرى تأسيسه الرابعة والتسعين.. جهاز الأمن العام أكثر احترافية.. وحكمة.. وشجاعة

عروبة الاخباري- خاص – كتب سلطان الحطاب – هذا جهاز يعتز به كل أردني لما قام ويقوم به عبر مسيرة طويلة ظل يراكم فيها خبرات حتى أصبح موقع تقدير الأجهزة المثيلة في عالمنا العربي والاقليم وعلى المستوى العالمي .. فقد ظل هذا الجهاز يحافظ على توازن الاحترافية ومراعاة حقوق الإنسان، وقد حصد لذلك عديد من الجوائز كان آخرها “جائزة الجهود المتميزة لحقوق الإنسان” التي تسلمها مدير الأمن العام الفريق أول الركن توفيق الطوالبة في دبي ..
لقد استطاع جهاز الأمن العام ومن خلال خطته الاستراتيجية كإطار وتحديد هدف ومن خلال الممارسة الابداعية لقيادته وتعاون المنتسبين للجهاز أن يرسم صورة واضحة في تحقيق الاهداف، وخدمة الوطن، وان يقدم نفسه كجهاز حضاري شمولي النظرة ،والعمل بانجاز يتصف بالاقتدار والتميز والكفاءة ..
ظل الجهاز يحرص على طهارة سلاحه، ونبل أهدافه، وظل ما استطاع الى ذلك سبيلا يبتعد عن الأخطاء ويحرص على عدم وقوعها، واستطاع في السنوات الأخيرة أن يجعل مراكز التاهيل المختلفة تحظى بالعناية، وتقر الهيئات الدولية المراقبة بتقدم الاردن في هذا المجال والحفاظ على سجل نظيف نفاخر به ..
الإدارة الحالية في سعيها لمزيد من الانجاز وتحقيق الاهداف لا تنكر فضل السابقين، بل تبني على المداميك التي انجزت وترفع البناء ليليق بالاردن . وهذا من اسرار نجاح الجهاز الذي ظل يحافظ على المؤسسية ويرعاها كوسيلة لوصوله لأهدافه .. وظل مفهوم العمل الشرطي واضحا وظلت فلسفته ماثلة . وفي هذا السياق استطاع الجهاز ان يعيد انتاج الكثير من جوانب الوضع الامني الذي اختل تحت شعار “الأمن الناعم”، حين استغلت مجموعات وفئات المناخ التصالحي الاردني لتاخذ القانون بيدها ولولا جهود جهاز الامن العام لكانت كلفة استعادة الربط والضبط عالية بل وباهظة على المجتمع المدني ومؤسساته، فالحكمة والشجاعة وسداد الراي ظلت صفات تساعد الجهاز على التكيف والتعامل لاستعادة هيبة القانون واعادة موضعة العمل الشرطي والأمني في خدمة اهداف التنمية بكل ابعادها ..
لقد ظلت توجهات القائد الاعلى لجهاز الامن العام تصب في ارادة المنتسبين للجهاز، وتحملهم باتجاه تحقيق الاهداف رغم التحديات الكبيرة التي تواجه هذا الجهاز نتاج التغييرات الموضوعية في المنطقة والاقليم وانعكاسها على الاردن وكذلك التطورات الذاتية في بنية المجتمع الاردني نفسه وبروز ظواهر جديدة او تفشي ظواهر تقليدية بمساحات اوسع. ومع ذلك استطاع جهاز الامن العام ان يتصدى لكثير من هذه الظواهر وان ( يعقلّها) ويضبطها ويحاصرها في محاولة القضاء عليها . ومازلنا نلاحظ كيف استطاع هذا الجهاز بوعي ادارته ان يحاصر ظاهرة العنف في الجامعات باساليب تبتعد عن انتهاك حقوق الانسان او المس بحرمة الحرم الجامعي .. كما استطاع الجهاز وبخطط محكمة بعيدة عن الارتجال والفزعة ساهم فيها مدير الامن العام شخصيا الحد من عملية سرقة السيارات والقبض على عصاباتها وايداعهم الى العدالة وكذلك المركبات المسروقة والاموال المنقولة وغير المنقولة ..
لقد نمّى الجهاز خبرات تقنية وفنية عالية في مكافحة الجريمة وخاصة الجرائم الالكترونية وكذلك جرائم المخدرات وكان لمديرية البحث الجنائي والامن الوقائي أدوارا واسعة في هذا المجال ..
حين كنت أسال عن اختراقات وتجاوزات، قال أحد الذين جاءوا لشطب مخالفات ان تعليمات مدير الأمن العام واضحة و”ما عنده لحية ممشطة”، قلت: كيف ؟ قال: ما في واسطة لقد جرى ايقاف عملية شطب المخالفات بتعليمات صريحة منه..
وأضاف لقد اختفى الذين على “رؤوسهم ريشة” واندرجوا مع البقية فقد ظلت قضية التمييز تثير حفيظة المواطن وايضا رجل الامن العام الذي كان يلاحظ ذلك الخلل ..
في الاونة الاخيرة ظلت قيادة الجهاز تحرص على تعشيب حقل الامن العام من الخلل والكسل وظلت تاخذ بالتجديد للدماء والمهام والتعليمات والنصوص والخطط .. وظلت تضع في اعتبارها هاجس التحديث ومواكبة العصر وهو ما لفت انتباه اجهزة امن تتبع دول متقدمة كالمانيا وبريطانيا حرصتا على التعامل مع الاردن ودعم جهاز الامن الاردني باسباب الخبرة والتدريب ..
كنت اتابع شاشة كبيرة في مكتب مدير الامن العام تنبثق من غرفة العمليات .. كانت الكاميرا على طريق جرش وكانت الدوريات واضحة وكل اشكال التعاطي مع الجمهور فالشرطي ايا كانت رتبته هو تحت القانون وعليه رقابة . وحين يلتقي الشرطي والمواطن في مظلة القانون وتطبيقه فان العدالة تاخذ مجراها وهو ما يحقق الامن بالرضى وهذا ارقى اشكال الامن ..
انتشار الدوريات على مختلف الطرق خارج العاصمة وحتى الدوريات الليلية ومواقع التوقف والوقوف يصاحبها الان لغة راقية واحترافية من جانب رجال الامن العام ولها قاموس محدد وشفاف يجري التدرب عليه فقد انتهى ان يمارس الشرطي السلطة وحل محل ذلك تطبيق القانون ولغة الحوار الهادئة ..
لدى جهاز الامن العام الان وسائل متقدمة من التتبع والمباحث والعمل الوقائي ولوائح للافراد يجري فتحها والكشف عن مكوناتها لدى ادخال الاسم او الرمز ومن اي مكان وفي اي مكان فيه الدورية او المتسائل وهذه الاجهزة المخصصة للسيطرة تقلل بشكل كبير الوقت الذي يجري التحقيق فيه او التحقق من اي معطيات وتكشف عن اي مخالفات ولعل التوجهات الاخيرة في رفع وتائر كفاءة السير وتطبيق القانون واحداث تغير في ادارته سيعود بالفائدة على المواطنين لجهة الانضباط وتقليل الحوادث وصون المركبات والممتلكات رغم الضجة والاحتجاجات من اولئك الذين يخالفون ويظل السؤال لهم هل لو انضبطتم كان يمكن ان تخالفوا ؟ ويكن الجواب ان ما يريدونه من رفع اصواتهم هو السماح للمخالفة ان تستمر وان يظل الاستثناء قائما وهو ما حسمه الان جهاز الامن العام برفض اي تعطيل لتطبيق القانون او اي اعتراض على تطوير الخدمة في هذا المجال ..
جهاز الامن العام الذي سيتم قرن من الزمن على بدء تكوينه بعد خمس سنوات ظل واحدا من المؤسسات القليلة التي قامت مع قيام الدولة وظل مسؤولا عن حماية المكاسب واسناد التجربة الاردنية الرائدة التي لولا توفر المناخ والاستقرار لما تقدم بلدنا وتماسك ليكون نموذجا ..
في الذكرى الرابعة والتسعين لمولد جهاز الامن العام فاننا نبارك ونشد على يد القائمين على الجهاز من ادارة عليا ومنتسبين ونبارك لأبي الحسين تعهد هذا الجهاز بتوجيهاته ورعايته ليعيش المملكة الرابعة وهو يرفع راياتها ويحقق طموح القائد في هذا الجانب من الاهتمام ..

شاهد أيضاً

انسحاب مئات الطلبة الجامعيين الأردنيين مسابقة عالمية رفضا للتطبيع قيمتها مليون دولار أميركي

عروبة الإخباري – انسحب مئات الطلبة الجامعيين الأردنيين من مسابقة “هالت” (Hult Prize) العالمية لهذا …

اترك تعليقاً