6
عروبة الإخباري – نقلاً عن موقع ملح الأرض –
رلى السماعين، صحفيّة وكاتبة مُتخصِّصة في شؤون الحوارات والسِّلم المجتمعيّ، توقَّفَتْ عند عمق التّصريح البابويّ، مُعتبرةً أنّه لا يجب أن يُقرأ فقط كموقفٍ دينيّ، بل كموقفٍ سياسيّ وأخلاقيّ بالغ الأثر.
قالت السماعين في تصريحٍ خاصٍّ لـملح الأرض: “بالتمعن في التّصريح الّذي أدلى به البابا لاون الرابع عشر، لا بدّ من التّوقف عند أهمّيّته من حيث الشّكل والمضمون فالبابا، بصفته رأس الكنيسة الكاثوليكيّة وزعيم دولة الفاتيكان، لا يُمثِّلُ فقط سلطةً دينيّةً روحيّةً ذات مكانةٍ عالميّةٍ، بل يحمل أيضًا وزنًا سياسيًّا وأخلاقيًا يُعزِّزُ من تأثير كلماته على السّاحة الدوليّة.
جاءت دعوته لإسرائيل وإيران إلى التحلّي بالمسؤوليّة والعقلانيّة، وسط التّصعيد الخطير بين الطّرفين، ولا يمكن اعتبارها مُجرَّد رأي، بل هي موقف صادر عن مرجعيّة دينيّة وسياسيّة عُليا تعبِّر عن رؤية مُتوازنة تستندُ إلى مبادئ إنسانيّة وأخلاقيّة راسخة.
وتابعَتْ سماعين “حين يُشدِّد الكرسيّ الرسوليّ على ضرورة عدم تهديد أي طرفٍ لوجود الآخر، ويطالِبُ الدّول كافّة بدعم السّلام عبر دروب المصالحة والحلول الّتي تضمن الأمن والكرامة للجميع، فإنّه يوجّه نداءً يحمل أعلى درجات الاحترام والسُّلطة، ويستوجبُ الإصغاء الجاد من جميع الأطراف المعنيّة”.
ورأت السماعين في هذا النّداء محاولة زرع بذور سلامٍ حقيقيّةٍ: “في عمق هذا الخطاب يزرع الحبر الأعظم بابا لاون بذور السّلام عبر تركيزه على وجوب النّظر إلى العالم من وجهة نظر الشّعوب، وبالذّات الضحايا منهم، والعمل على كشف الظُّلم الّذي تفرضه الأنظمة الّتي تُبنى على ثقافة الإقصاء والتّهميش. وبذلك يؤكِّدُ بأنَّ بناء السّلام لا يبدأ باتفاقيّاتٍ سياسيّةٍ فحسب، بل يتطلّب قلوبًا وعقولًا مُدرّبةً على الإصغاء للآخر، قادرة على التعرُّف إلى الخير المُشترك في ظلِّ تحدّيات العصر.
وختمت حديثها لـملح الأرض: “الرّؤية المُتكاملة الّتي طرحها البابا لاون الرابع عشر تُشكّلُ نموذجًا لبناءِ سلامٍ مُستدامٍ يبدأ من الدّاخل – من القلب والعقل – ثمَّ يمتدُّ إلى السّياسات والنُّظم، في محاولةٍ جادّةٍ لفكِّ عقد الصّراعات لا تعقيدها