عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
نادراً ما تلتفت البنوك لمسؤولياتها الاجتماعية بالشكل المطلوب، وان التفتت فإنها قد لا تراعي الأولويات، لأن جهات رسمية تدخل على الخط وتغيّر الأولويات كما حدث في التبرع القسري للكورونا ولصندوق “همة وطن”.. ومع ذلك استطاعت بعض البنوك أن تسجل مواقف فارقة في المسؤولية الاجماعية وبشكل واضح..
سأتوقف عند تجربة البنك الأردني الكويتي.. فمنذ تولي المدير العام الرئيس التنفيذي هيثم البطيخي المسؤولية سأل عن الجانب الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية ليبدأ في اسنادها رغم أن البنك من قبل وفي عهد الرئيس الريادي عبد الكريم الكباريتي ومن موقعه كرئيس مجلس إدارة سابقاً لم يقصر في دعم الفكر والتأليف والابداع والحاجات الضرورية..
هذه المرة التقط هيثم البطيخي التفوق في أحد تجلياتها حين كرم طالبتين كفيفتين متفوقتين بشكل في الثانوية العامة، وهي التفافة مدهشة شدتني لدرجة كبيرة وأحسست وأنا اتابع بحالة من الصعب تفسيرها.
صحيح أن البنك اعتبر ذلك من واجباته وجسد ذلك بتكريم سخي ، ولكنه لفت انتباه المجتمع كله لذوي الحاجات وخاصة المتفوقين والمبدعين..
وقد أصاب هدفين.. الأول اصحاب الأهلية للتكريم من ذوي الاعاقة، والثاني أبطال التفوق الرياضي الذين حصدوا ميداليات في دورة الالعاب الاولمبية والالعاب البارالمبية طوكيو 2020، واعتبر البنك ذلك مساهمة اجتماعية فيها درس ونموذج يحتذى.. وجزء من برنامجه لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.. وفي سبيل تقديم نموذج واع لتحقيق هذا الهدف وتوفير كلفته قام البنك بمشاركة في إعادة تدوير المنشورات والاوراق غير المستخدمة بالتعاون مع احدى الشركات..
كان في التكريم الطالبتين مايا الجدعان و فاطمة عيسى الكفيفتان المتفوقتان في الثانوية وكان التكريم مباشرة من المدير العام الرئيس التنفيذي الذي حرص على تجسيد هذه المناسبة بطواقم من البنك انفذت الرغبة بكفاءة..
كان الاحتفال بهيجا ساده الفرح والثقة بالنفس والتقدير الكبير والرضى، فقد ادركت المكفوفتان انهما جزء اصيل من مجتمع فاعل، وأنهما قادرتان على أن يقدما بتفوق ومن موقع الصدارة وأن الاعاقة ليست عقبة حين تقوم الارادة ..
لقد ضرب البنك المثال في تقديم المرأة الأردنية وحفزها وتمكينها، وسعى أن تكون نسبة العاملين من النساء فيه والتي بلغت الآن 38% صاعدة أكثر لإيمانه بالمساواة وتقديره للمرأة..
البنك الأردني الكويتي الذي نعتز بدوره لم يتجاوز أي طلب مجد يمكن أن يضيف سواء في الابعاد الابداعية أو الثقافية أو الرياضية وكذلك الانسانية المميزة.. واذا كان لا بد من الاشارة بشكل مثالي فإنني أشير إلى اهداءات البنك لمجموعة من الكتب وخاصة كتاب “القدس مدينة السماء على الأرض” باللغة الانجليزية لبلدية السلط مع مجموعة أخرى.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون..