الملك في أمريكا د.حازم قشوع

يستهل جلالة الملك عبدالله الثاني زيارته للولايات المتحدة بالمشاركة بالملتقى الاقتصادي الذي تستضيفه مدينة صن فالي بولاية أيداهو الأمريكية هذا المؤتمر الهام الذي يعقد سنويا يحرص على المشاركة فيه جلالة الملك كونه يضم أبرز القيادات الاقتصادية الأميركية والدولية الى جانب بعض الشخصيات السياسية والامنية الامريكية الوازنة القريبة من صنع القرارات الاستراتيجية وهو ما يجعل من هذا المؤتمر مؤتمرا استشرافيا بالدرجة الاولى وكما هو مؤتمر اقتصادي مهم كونه يشكل ارضية عمل ملائمة لاستقطاب الاستثمارات والعلامات التجارية .
ولان مؤتمر صن فالي هذا يعتبر احد مطابخ صنع القرار الامريكي والدولي على الصعيد الامني كما على المستوي السياسي فانه يشكل وجبة معلوماتية مهمة لبناء ارضية عمل تتيح لجلالة الملك واسع الاطلاع على بعض القراءات الخاصة بمجريات الاحداث على المستوي العالمي كما على صعيد المنطقة الامر الذي يجعل من هذا المؤتمر بوابة رئيسية لتشكيل الجملة السياسية والامنية والاقتصادية للمنطقة بمناخاتها القادمة .
جلالة الملك الذي يتوقع بعد مغادرته لولاية أيداهو ان تكون المحطة الاخرى واشنطن حيث ينتظر ان يجري لقاءات رسمية في بيت القرار السياسي في السنت والكونجرس والبيت الامني والبيت الاقتصادي هذا اضافة للقاء الرسمي المنتظر الذي سيجمع جلالة الملك بالرئيس جو بايدن في إطار سعي جلالته الموصول لابراز دور الاردن ومكانته والوقوف عند التصورات القادمة لحل عقدة النزاع الاساسية في المنطقة من على ارضية القرارات الاممية وبما يحقق للمنطقة وشعوبها السلام الدائم والسلم الإقليمي هذا اضافة الى ملفات اخرى تهم الواقع الامني في المنطقة بشكل شامل بما فيها الملف السوري كما بينت بعض التحليلات الواردة وهذا ما يجعل من الزيارة التى يقوم بها جلالة الملك الى امريكا زيارة تحوي ابعادا خاصة ومسائل دقيقة فيما ذهبت بعض التحليلات تصف هذة الزيارة من منظور استراتيجي لكثرة الملفات الامنية والسياسية والاقتصادية التي ستتناولها والتي تتوافق مع مرحلة ينتظر فيها ان يتم اسدال الستار عن ملف الوباء والحديث عن ضرورة فتح ابواب أخرى تجاه منطلقات واعدة تنهي فترة المخاص وتبدا في مرحلة اعادة الصياغة وروابط الترتيبات .
وكما تتزامن زيارة جلالة الملك الى امريكا مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينت الى واشطن وهذا ما يجعل من فرصة اللقاء قائمة وهو ما ذهبت اليه بعض الصحف الاسرائيلية والامريكية عندما قالت ان هنالك لقاء سيجمع نفتالي بينت بجلالة الملك بعد محطة البيت الابيض وكما ينتظر فيه ان يتم الترتيب لزيارة ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله في ايلول القادم الى القدس وهذا ايضا ما يؤكد ان ولي العهد الامير الحسين بدأ يقود مرحلة جديدة برعاية جلالة الملك وبموافقة القوى الاقليمية وصناع بيت القرار الاممي والدولي .
اذن هي زيارة مكثفة كما هي زيارة مهمة على كافة الاصعدة لانها ستحمل ما بعدها ليس على الصعيد الآني لكن على المستوي الاستراتيجي الامني لاسيما وان القضايا الرئيسية في المنطقة كان قد حولتها الادارة الامريكية من الاطار السياسي الى المستوى الامني بما فيها القضية المركزية كما المسالة الايرانية كما انتقل مطبخ القرار الامني في المنطقة من تل ابيب الى واشنطن واصبحت الاردن الدولة الوحيدة التي تمتلك ارضية عمل واعدة للتدريب والاعداد الامني والعسكري والسبراني وذلك بعد الاتفاقية العسكرية الاردنية الامريكية التي كانت قد وقعت مع بداية استلام الرئيس جو بايدن لمهامه ، فهل ستعود المملكة الاردنية الهاشمية لبيت القرار الاقليمي وللقيام بالدور المحوري في المنطقة وهو السؤال الذي سيشكل بيت القصيد وعنوانه.

شاهد أيضاً

سباق الرئاسة ينطلق مبكراً في تونس.. كيف يبدو المناخ الانتخابي؟* حنان جابلي

عروبة الإخباري – بدأ سباق الرئاسة مبكراً في تونس بإعلان عدد من الشخصيات نيتها الترشح …