أسوق هذا العنوان بعناوينه الجزئية بعد أن قرأت لأحدهم ممن طال عمره وساء منهجه ووعيه وتفكيره وتوجيهه وهو يحاول أن يكون مخلصا لوظيفته الثانوية وهي تغيير المسار العام في التوجيه.. إذ اعتبر أمر خروج الناس في المظاهرات أمرا عبثيا.. واقترح بديلا عن ذلك التبرع بدينار مقابل الف مظاهرة..
وما ظن صاحبنا بعدما ضن بديناره.. فأبقاه حبيس الجيوب أن المظاهرات ذات فائدة للأسباب الآتية..
أولا.. إنها أداة التعبير الجماهيري.. التي تحتاجها الحكومات والشعوب على حد سواء.. فكم شجعت الأجهزة الرسمية الشعوب للخروج بمظاهرات عامة لخلق رأي عام شعبي.. حتى تتخلص هذه الحكومة أو تلك من تبعات قرار ما لو ترك الأمر لتنفيذه لأضر بمصلحتها ومصلحة الشعب معا..
ثانيا.. إن المظاهرات التي خرجت ضمت كل أبناء الأردن وساكنيه من شتى المنابت والأصول والاديان والطوائف.. وقد كان لها رسالتها الواضحة وهي رفض العدوان على الأرض والمقدسات والانسان..
ثالثا.. إن المظاهرات تنفيس لحالة الاحتقان العام الذي يحتاج إلى إدارة حكيمة للتعامل معه . وذلك بغرس المحبة والولاء والانتماء للفكرة التي خرجت من أجلها.. وللوطن كذلك قيادة وشعبا ومقدرات.. ولا تحتاج لشخص لا يعرف غرس شجرة.؛؛؛
رابعا.. إن عدم خروج المظاهرات في الأردن في هذا الظرف بالذات.. وهو الأقرب قلبا وروحا وجسدا من القضية لأنها قضيته الأولى.. في الوقت الذي نرى فيه المظاهرات عند غير المسلمين والعرب تخرج نصرة لهذه القضيةانطلاقا من بعدها الانسانى. الأمر الذي يسبب حرجا لنا.. لأننا أصحاب القضية والوصاية فيها..
خامسا… اقول ان المظاهرات أثمرت الدنانير عندما أجبرت المعتدي على وقف اطلاق النار.. وحمت بذلك النفس والمال..
سادسا… لا أعرف كيف يفكر هؤلاء نيابة عن شعب عندما يسمح لهم بالكتابة في المنابر الاعلامية.. بهذا المستوى من الوعي..
انصحهم بالرجوع إلى زراعة الغيصلان… فربما الخبرة تساعدهم بذلك..
المظاهرات.. أثمرت النصر.. والدنانير.. /الدكتور حسن علي المبيضين
8