زيارة جلالة الملكة لمحافظة الزرقاء ما بين التشخيص والأسناد وجدلية الزمان والمكان

زيارة جلالة الملكة لمحافظة الزرقاء ما بين التشخيص والأسناد وجدلية الزمان والمكان
بقلم: الدكتورة ردينه محمد العطي
فوجئ القطاع النسائي في محافظة الزرقاء بدعوة من جلالة الملكة رانيا العبدالله للقاء عام وودي مع جلالتها والأهم من ذلك هو انه دون اي جدول اعمال او اليات تقليدية كلاسيكية في اللقاءات بين المرجعيات والقطاع النسائي هذا من جانب ومن جانب آخر ان هذا اللقاء رغم طابعه الودي والأنساني والعاطفي فأن مكان اللقاء كان في الصرح الأكاديمي الأكثر انجازا وتطورا في المحافظة وعلى مستوى المملكة ألا وهي الجامعة الهاشمية هنا اود ان اشير بكل وضوح وصراحه بان الميكانيزم الذي اتبعته جلاله المملكة قد جعل اللقاء لقاءا عفويا طبيعيا حيث قامت جلالتها بانغماس مباشر مع هموم وآمال المراة في محافظة الزرقاء دون اي حواجز تذكر فأسقطت الرهبة لدى النساء محافظة في ذات الوقت على الهيبة فبدا الأنفتاح في الحوار والعنف الذهني المباشر وغير المباشر ياخذ طابعا لم اشهده خلال مسيرتي السياسية والنيابية في حياتي عند اللقاء بمرجعية بثقل وهيبة جلالتها
ولكني بحكمة المراجعة الحثيثة حول دور جلالتها وذلك تمهيدا لمشروع كتاب يتضمن فلسفة جلالتها التربوية والنسوية تحت عنوان ( المنطلقات النظرية و الفكرية لجلالة الملكة رانيا العبدالله وتجلياتها المعاصرة في الممارسة والتطبيق )
لقد استطعت ان اشخص ما ارادت ان تعكسه جلالتها لدى النخبة النسوية في المحافظة والتي ارتكزت على مكون سيكولوجي ذاتي انساني بكليته يعكس بشكل حقيقي الطبيعة الأنسانية المسيطرة على سلوك جلالتها وهذا كان واضحا ايضا على سلوك مرافقي جلالتها من خلال الأحترام والتماهي والأبتسامة التي توحي بالطمأنينة لذلك فأنني استطيع ان اقول ان أنسنة السلوك النسوي اثناء وخلال وبعد هذا اللقاء ومن خلال حوار جلالتها انها وبشكل عفوي كانت تشخص تشخيصا دقيقا توجهات وآراء المرأة الأردنية في محافظة الزرقاء حول المكتسبات السياسية التي ترسخت في التعديلات الدستورية لصالح المرأة الأردنية دون أن يلمس احد ذلك التشخيص العميق
اذن جلالة الملكة المحرك الحقيقي والضامن المرجعي لمكتسبات المرأة كانت تلعب دورا اساسيا في اسناد الأستراتيجية الملكية لتمكين المراة الأردنية والتي هي أحدى المرتكزات المحورية في فكر جلالة االملك عبدالله الثاني ابن الحسين وهدف لا يمكن التراجع عنه في سياق مسيرة الأصلاح الشامل فقد جعلت كل الحاضرات يتلمسن حجم المكتسبات التي تحققت
فكل خطوة من خطوات جلالتها كانت تدل على اسناد في النظرية والتطبيق لتلك الأستراتيجية الملكية لتمكين المرأة
هذا الجانب حتى استطاعت جلالة الملكة ومن خلال هيبة وجودها وحنيتها وعاطفتها والتي تجلت في أزالة الحواجز كما اسلفت اي تشخيص حقيقي لأبرز الهموم المباشرة وغير المباشرة لنساء الزرقاء واستطاعت ان تتلمس ايضا مدى تجلي المكتسبات الدستورية للمراة على قطاع المراة في الزرقاء أبنة وزوجة العسكري والعامل
ولذلك أتضح ان جلالتها كانت مرتاحه جدا ليس فقط لأن اللقاء كان وديا ومريحا وشفافا ولكن أطمئنان جلالتها على أن المراة
في الزرقاء تعي تماما دورها في الأطارين المعاشي واليومي كما اوضحت جلالتها واهمية مشاركتها في القرارات السياسية للدولة الأردنية فكانت ابتسامتها عريضة جدا وهي تستمع بشغف الى التحول الحقيقي في الوعي الجمعي للمراة الأردنية والتي ساهمت جلالتها وبأصرار شديد على استكمال مهام التحول الديمقراطي لدى المراة الأردنية
هذا جانب لا يمكن لأي مراقب حريص وموضوعي ان يلمسه انما البعد الآخر والذي يمكن ان يغيب عن قراءات البعض هو المكان
فالبعد الزماني والمكاني هو العامل الحاسم في نهج جلالتها فهذه الزيارة بعد التعديلات الدستورية للمراة في الزمان اما في المكان فهذا يعني عقد ذلك اللقاء في صرح اكاديمي معرفي تطور في مسيرته المعرفية كالجامعه الهاشمية فقد ارادت جلالة الملكة وفي البعد المكاني ان تبعث برسالة حقيقية ان المراة بكليتها والمعرفة بجوهرها هي مرتكزات ومنطلقات نظرية وفلسفية وتطبيقية في مسيرتها فقد شعر كل الكادر الأكاديمي وغيرالأكاديمي بأن جلالة الملكة جاءت في البعد المكاني بدعم استراتيجي مرجعي الى هذا الصرح الذي أبدع في النظرية والتطبيق المباشر وأدى الى مساحة واسعة من العلاقات الأكاديمية الدولية أعطى الجامعة الهاشمية في وجدان جلالة الملكة مركزا حقيقيا كونها الرافعة الحقيقية للنهضة التربوية والأكاديمية القادمة والناجزة بأذن الله وهذين البعدين لا يمكن الربط بينهما الا من خلال مرجعية قادرة بذكائها الخارق وسلوكها الأنساني الا تسلخ المعرفة عن التطور السياسي والمجتمعي فكانت النساء هي جوهر الزيارة وكان الدعم الأكاديمي هو جوهر الزيارة وفك شيفره المكان والزمان في البعد الأكاديمي لا يمكن ان تجده الا من خلال حنكة وحكمة جلالتها وان انغماسها في البعدين هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية الدولة الأردنية والذي يقودها باقتدار وحكمة وصبر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده أمير الشباب الدولي الحسين بن عبدالله الثاني من اجل استكمال مهام التحول الديمقراطي ووضع الأردن على ابواب تحول حقيقي ببعد أنساني محلي ودولي من خلال تشخيصها وأسنادها الأنساني وغير المباشر لتلك الأستراتيجية استراتيجية التمكين الديمقراطي.

شاهد أيضاً

ما أحوجنا في هذا الوقت لأن نحتفل بكلّ عمّال هذا الوطن* معالي العين خولة العرموطي

عروبة الإخباري – ما أحوجنا في هذا الوقت لأن نحتفل بكلّ عمّال هذا الوطن.. نذكّرهم …