لم يدم إجتماع القيادة الفلسطينية سوى ساعة واحدة، وصدر قرار وقف السلطة التعامل مع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل بسرعة ما يؤكد رغبة الجميع طي صفحة التسويف الاسرائيلي وبدء صفحة جديدة عنوانها الانفكاك عن الاحتلال. وقد شهدت الجلسة لحظة غضب من جانب الرئيس خلال رده على بعض الملاحظات التي تشكك في قدرة الفلسطينيين على إتخاذ وتنفيذ القرار. وقد صدر القرار بالإجماع من جميع الحاضرين من اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية والمجلس الاستشاري والطاقم السياسي في مكتب الرئيس.
واللافت في المشهدية الاّن، أن نسبة كبيرة من المثقفين لا تصدق أن الرئيس سوف ينفذ هذا القرار. تماما كما لم يصدقوا أن الرئيس سوف يوقف المفاوضات مع اسرائيل، ولم يصدّقوا ان الرئيس سيقطع العلاقات مع أمريكا، ولم يصدّقوا انه سيعقد المجلس الوطني ويتخذ قرار وقف التنسيق الامني، ولم يصدّقوا أنه سيجمع المجلس المركزي ويصدر قرار سحب الاعتراف بإسرائيل، ولم يصدقوا أيضا أنه سوف يعلن أمام الامم المتحدة موت اتفاقيات اوسلو والاتجاه نحو مفهوم الدولة الواحدة.
التنظيمات كانت اكثر ذكاء وفهمت على الفور أن الرئيس قلب الطاولة كلها على رأس نتانياهو وعلى رأس ترامب وطاقمه الصهيوني. ولذلك سارعت لتشجيع القرار والمطالبة بجدول زمني لتطبيقه.
ومنذ أعلن الرئيس القرار والسؤال الذي يشغل بال الأرض المحتلة: كيف يقوم الفلسطينيون بذلك؟ وما هو رد الاحتلال المتوقع على هذه الخطوة؟ وما تأثير ذلك على حياة المواطنين اليومية؟
الدائرة الأولى المقربة من الرئيس لم تدل بأي تصريح، ومثلها الصف الأول من القادة والتفسير الأقرب أن رام الله تنتظر لترى رد الفعل الإسرائيلي على هذا القرار. وبالمقابل لم تنبس قيادة إسرائيل ببنت شفة والتزمت الصمت ولم ترد بعد على قرار وقف الفلسطينيين الالتزام بالاتفاقيات معها.
فهل ينجح الرجل الذي وقع أوسلو بالخروج من زنازين هذا الاتفاق وما هو الثمن المطلوب؟
الاجابة نعم .. والتنفيذ يصار اليه أولا من خلال إعادة تشكيل الوعي السياسي وأن اتفاقيات أوسلو لم تعد تلزم الفلسطينيين، وقد بدأت حكومة إشتية فعلا بتنفيذ عملية انفكاك صعبة وقاسية سياسيا واقتصاديا وأمنيا قد تستمر لسنوات وعلى قاعدة (عليّ وعلى اعدائي ).