إنّهم يأكلون العدَس، مثلنا !/ طلعت شناعة

ماذا يفعل الناس في الجو البارد؟
جاراتنا «المخمليات» اللواتي لا أراهن الا وهنّ يقُدن سيارات «الجيب» الفارهة، يختفين منذ الصباح الى أعمالهنّ. وحين يعُدن في المساء لا يجدن مكانا أمام العمارة، فيتخلصن منها في أي مساحة فارغة.
أحيانا الاحظ ان بين أيديهن أكياسا من «المولات»، وأكتشف أن من بين «الأغراض»، «عدَسا» وبصلا وليمونا وبطاطا وبندورة.
كنتُ أظن في السابق ان الاثرياء و «الزناقيل» لا يأكلون» العدس» مثلنا، نحن الذين «تفطمنا» أُمهاتنا على «شوربة العدس». وإذا ما أردن «تدليلنا»، كنّ يطبخن لنا «مجدّرة».
وذات يوم وكنت في الصف الثالث إعدادي بمدرسة «الوكالة» شاهدتُ أحد زملائي الطلبة ـ في الفرصة ـ يلتهم «سندويش» ضخما وبعد التدقيق عرفتُ انه «سندويش مجدّرة/ جامبو». وكان يقال إن «العدس» يقوّي البدن ويجعل الجسم مثل الحديد.
طبعا لم يكن هناك البديل،..
وأول مرة اكلت بيضة مسلوقة كانت في «طولكرم» وكنتُ طفلاً وقتها، عند عائلة ثرية، ولم أُصدّق نفسي وأنا أرى عددا كبيرا من البيض المسلوق أمامي فالتهمتُ واحدة و، و»لحّقتُ» على الثانية فتوقفت في فمي وكدتُّ «أختنق» لولا رحمة الله و»الدقّ» على ظهري ممن كانوا يجلسون حولي.
جاراتنا إذن، يطبخن «العدس» الحَبّ والمجروش ويعملن «مجدّرة».. زينا تماماً وما حدا أحسن من حدا.
وحين أردتُ « تطبيع العلاقات» مع إحدى جاراتنا، لم يكن أمامي موضوع للتحرّش/المحترم بها سوى موضوع «العدس».
لاحظتُ ان السيدة الجميلة تتحدث عن»العدس» كما تتحدث عن «عملة نادرة». وقالت انها سمعت في «الراديو» ان «للعدس» فوائد جمّة، ولهذا ذهبت الى «المول». واشترت كميّات من «الذهب /الأحمر».
وفي المساء تخيلتُ العمارة تكاد « تنفجر» من كميات «العدس» الرهيبة التي تجمّعت في الطناجر، ومنها «طناجر/الضّغط».
خرجتُ ليلا بعد ان اكتشف الصغير انه بحاجة الى «دفتر /مفكرة»، ولففتُ رأسي بحطّة وتدثرتُ بـ «جاعد» صوف من بقايا «أُضحية» العيد وذهبتُ مثل الأرنب او الخاروف الى المكتبة من اجل عيون «ابو الخِلّ».
وفي طريق العودة حرصتُ على شراء كيس «شيبس» لخالد وكيس»عدس» الي.

شاهد أيضاً

الإعلامية سارة علي لا ترضى إلا أن تتذوق طعم النجاح

عروبة الإخباري – هناك قول، عن النساء صاحبات البصمة المميزة في الحياة العملية، والنجاح مع …

اترك تعليقاً