عروبة الإخباري – وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان تهديدًا صريحًا لحزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، بتنفيذ هجمات ضد مواقع الحزب في الأراضي السورية، دون الرجوع لواشنطن، وفقًا لقواعد الاشتباك، في حال تعرض الحدود التركية لتهديدات.
وعلى غرار حزب العمال الكردستاني، تصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي، على أنه “منظمة إرهابية” في حين يرى بعض الأكراد في الحزبَين مصدر قوة للمطالبة بالحقوق الكردية.
ونقلت صحف محلية، اليوم الخميس، عن أردوغان، أن بلاده ستتحرك “دون الرجوع لأحد” في حال واجهت هجمات من أي نوع من “وحدات حماية الشعب”، المنبثقة عن حزب الاتحاد الديمقراطي.
وقال أردوغان إنه أبلغ الأمريكيين بأن “وقوع أي هجوم على تركيا من جانب وحدات حماية الشعب الكردية السورية أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، سيدفع تركيا إلى تطبيق قواعد الاشتباك دون الرجوع لأحد”.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن تهديد أردوغان جاء في معرض حديثه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال لقائهما في الولايات المتحدة، التي يجري أردوغان زيارة إليها منذ يوم الثلاثاء الماضي.
وسبق أن شن الجيش التركي بالفعل، أواخر نيسان/إبريل الماضي، هجمات جوية، استهدفت مواقع حزب الاتحاد الديمقراطي شمال شرق سوريا، بالقذائف والصواريخ، ما أدى إلى مقتل قادة بارزين حينها، وأغضب الإدارة الأمريكية.
وخلال لقائه بإعلاميين في السفارة التركية، لم يخفِ أردوغان قلقه من “وحدات حماية الشعب” وتمدد حزب الاتحاد الديمقراطي في الكثير من مناطق شمال سوريا.
وأعلن الأكراد السوريون حكمًا ذاتيًا، منذ مطلع العام 2014، في مناطق تواجدهم في الجزيرة السورية، وريف حلب، ليقسموها إلى مناطق إدارية، هي كانتون الجزيرة، وكانتون عفرين، وكانتون كوباني (عين العرب).
وتنبع المخاوف التركية من تمدد أكراد سوريا وانسحاب تجربتهم إلى أبناء جلدتهم في الداخل التركي، الذي يشهد حربًا عرقية تشنها الحكومة التركية ضد حزب العمال الكردستاني، منذ تموز/يوليو 2015.
وينظر الأتراك بعين التوجس إلى التقارب الأمريكي مع حزب الاتحاد الديمقراطي، الأمر الذي كان من أبرز نقاط جدول أعمال لقاء أردوغان وترامب.
وكانت الولايات المتحدة، أعلنت الأسبوع الماضي، تقديم الدعم لأكراد سوريا، ما شكل خيبة أمل للحكومة التركية.
ويُعارض القرار الأمريكي، بتقديم الدعم لأكراد سوريا، أحد الخطوط الحمراء لتركيا، التي يجمعها بالولايات المتحدة حلف استراتيجي، قائم على عقود من التعاون تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ينضوي البلدان تحته.
كما تعارض الحكومة التركية مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي، إلى جانب قوات التحالف في معركة انتزاع مدينة الرقة السورية المرتقبة، من يد تنظيم “داعش” إذ باتت مشاركة الأكراد في المعركة أمرًا واقعًا على ما يبدو، بعد تأكيدات أمريكية.
ويرى الكاتب البريطاني، أنتوني لويد، في مقال نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، اليوم الخميس، أن “الإدارة الأمريكية قررت تسليح وحدات حماية الشعب الكردية السورية، حليف واشنطن على أرض المعركة المقبلة في الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية، رغم أن تركيا تنظر إليها على أنها تنظيم إرهابي”.