عروبة الإخباري – من بعيد، تظهر منشآت بدأت بالارتفاع قرب الشاطيء الشمالي لمدينة العقبة (جنوب)، تعود لمشروع “واحة آيلة”، أحد الاستثمارات السعودية الأردنية المشتركة بقيمة إجمالية تقدر بـ 3 مليارات دولار.
نعد “واحة آيلة” واحدة من أضخم المشاريع الاستثمارية السياحية والسكنية في مدينة العقبة، على مساحة 4300 دونم (الدونم 1000 متر مربع)، تعود ملكيتها لشركة واحة آيلة للتطوير، المملوكة من مجموعة “أسترا” السعودية بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وتعد العقبة أقصى جنوب المملكة، قبلة سياحية رئيسية للسياح الوافدين والمحليين، وتطل على البحر الأحمر وتحتوي على العديد من المشاريع والمنتجعات السياحية.
يقول المدير التنفيذي للمشروع “سهل دودين”: “يتميز المشروع بواجهة بسيطة على خليج العقبة قدرها 235 متراً، لكنه أضاف 17 كم من الواجهات المائية الإضافية من خلال إقامة مجموعة بحيرات صناعية تبلغ مساحتها 750 دونماً، وإقامة مجموعة من المرافق التجارية والسياحية والسكنية والترفيهية المحيطة بها”.
دودين أشار إلى أن المشروع سيضم مجموعة من الفنادق والوحدات السكنية والتجارية والترفيهية المطلة على البحيرات الصناعية والشواطيء الجديدة، التي تمت إضافتها لمدينة العقبة.
وتشمل المرحلة الأولى، إقامة حوالي 300 وحدة سكنية، تم إنشاء حوالي 150 منها وبيع 50% من إجمالي عددها لأردنيين، “وهي ذات إطلالة مائية جيدة، وتم تسليمها لأصحابها”.
وتبحث السلطات المحلية في العقبة، على تعزيز صناعة السياحة في المدينة الوحيدة التي تطل على بحر مفتوح في المملكة، والقريبة من مدينة البتراء الأثرية، التي يقصدها أكثر من مليوني سائح سنوياً.
وتأثرت صناعة السياحة الأردنية سلباً، بالتوترات الأمنية في دول الطوق الشمالية والشرقية (العراق وسوريا)، وتراجع عدد السياح الوافدين إليها بنسبة 8% في 2015.
“دودين” أضاف: “يضم المشروع وسطاً تجارياً، وفندق “حياة ريجنسي” بسعة 286 غرفة فندقية، إضافة إلى محال تجارية بمعدل 11 ألف متر مربع ومجموعة من الوحدات السكنية، ويضم أول ملعب “جولف” في الأردن”.
من جهته، اعتبر “شرحبيل ماضي” مفوض السياحة والاستثمار في سلطة العقبة، أن “آيلة من المشاريع التي ستضع العقبة على الخارطة السياحية العالمية لكثير من الشرائح التي لم تزرها.
وأضاف “ماضي” في حديث مع الأناضول، المشروع “سيستقطب بالتحديد ذوي الدخل العالي ورجال الأعمال والأثرياء، الذي يهتمون بزيارة مثل هذه المشاريع، خصوصاً في ظل وجود ملعب الجولف الذي يستقطب الكثير من الجنسيات”.
والعقبة، هي بوابة الأردن السياحية وتمثل إلى جانب البتراء ووادي رم (جنوب) المثلث الذهبي كما اعتاد أن يسميها العاملون في القطاع السياحي، أو العصب الرئيسي للقطاع السياحي في الأردن.
وتستقبل مدينة العقبة ما يقرب من نصف مليون سائح سنوياً، ويوجد فيها 4500 غرفة فندقية، وستزيد 4000 غرفة إضافية بحلول 2020 ليصبح إجماليها 8500.
وتجاوزت نسبة القطاع السياحي ما نسبته 12% في الناتج المحلي الإجمالي للأردن؛ بينما تساهم منطقة العقبة سياحياً وتجارياً وصناعياً بنسبة تتجاوز 25 % من الدخل القومي المحلي.
يختم دودين حديثه للأناضول قائلا “سيضم مشروع “واحة آيلة”، قرابة 1500 غرفة فندقية وحوالي 3000 وحدة سكنية و20 ألف متر مربع من المساحات التجارية، ستقام على عدة مراحل، تنتهي المرحلة الثانية مطلع 2018، تشمل استكمال بناء وحدات سكنية وسياحية وتجارية، على أن تنتهي جميع مراحل المشروع في 2025”.