عروبة الإخباري – تلامس مسرحية “سارحة والرب راعيها”، التي بدأت عروضها خلال شهر رمضان المبارك في فندق جراند ميلينيوم، الواقع المحلي بهمومه وخاصة قضايا الاسعار والفساد وأجواء الاستعداد للانتخابات النيابية.
المسرحية تناسب أجواء رمضان، حيث تتكون من مجموعة من اللوحات الكوميدية القصيرة ذات النقد السياسي اللاذع، إذ تتحدث كل لوحة عن قضية معينة لكنها لا تبتعد عن الهموم اليومية التي يعيشها المواطن، وبالذات ارتفاع الأسعار التي تؤثر على حياته المعيشية، فيصبح دائم الشكوى والتذمر مما آلت اليه ظروفه الاجتماعية.
كما تبرز في المسرحية قضية اللجوء السوري وتأثيرها على الوضع الداخلي وامتدادها العربي، وتتكشف تلك المعاناة من خلال شخصية فتاة تبحث عن مكان ومأوى لها، رغم المكان الفسيح في العالم العربي، إلا انه يضيق بها ولا تعرف أين تتجه.
وتقمص الفنان تامر بشتو شخصية الملك سلمان ملك المملكة العربية السعودية واحتوائه للسوريين اللاجئين، وقدم شخصية الرئيس السيسسي واردوغان، ويوحي المشهد ما يتحمله الاردن من أعباء كبيرة جراء تدفق اللاجئين السوريين، كون أعدادهم الكبيرة تفوق القدرات المحلية، ولكن واجبه القومي يجعله يقف إلى جانبهم ليعيشوا في واحة الأمن والاستقرار، ويظهر ذلك من خلال شخصية العرافة التي لا تجد للفتاة السورية ملجأ لها سوى الاردن البلد المضيف الذي يحب أبناء عروبته.
المسرحية اخرجها محمد ختاتنة عن نص للدكتور هناء البواب، ومن بطولة تامر بشتو، ومعاوية الطرمان والفنانة السورية نسرين أبي سعد، والفنانة العراقية ملايين والطفل حمزة المشاقبة، وتصميم ومكياج ناصر خورما.
يعود المخرج من خلال المشاهد المسرحية إلى الأغاني التراثية التي تحمل الهوية الاردنية وهي أغان التصقت بالناس وموروثهم خاصة التي تحمل معاني الرجولة والقوة والتمسك بالأرض، إلى جانب الأغاني التي تعبر عن طبيعة الانسان الأردني وترحيبه بالضيف ووقوفه إلى جانبه.
وكما هي معظم المسرحيات التي تعرض في رمضان، تتكرر التجربة في تقليد الشخصيات السياسية والتي يتقنها بجدارة الفنان تامر بشتو، الذي استطاع أن يتنقل من خلال هذه الشخصيات إلى معظم الدول العربية التي ترتبط بقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية على علاقة مع الأردن.
وتبرز مفارقات عديدة من خلال مشهد الترشيح للانتخابات وبالذات عملية الاختيار والترشيح، إلى جانب تركيزها على قضايا الفساد المالي او ما يسمى بالمال السياسي الذي يؤثر في عملية الاختيار.
المسرحية فيها الكثير من النقد الهادف والسخرية الكوميدية والمفردات التي تنعكس على الواقع السياسي والاجتماعي، ولكنها تظهر في مدى تمتع الأردن بالأجواء الديمقراطية والحرية في تناول قضايا مفصلية في المجتمع ،حيث يكون المشهد الختامي ذلك الالتفاف الشعبي نحو الوطن وقائده.
وتؤكد مؤلفة المسرحية الدكتورة هناء البواب، ترابط النص مع الرؤية الإخراجية وخاصة ما يتعلق بالمشاهد وتوظيف الشخصيات بطريقة فنية تحاكي الواقع.
وتجد ان الانسان العربي وصل الى مرحلة التيه، ولا يعرف الى اين يتجه بفعل الصراعات التي تدور في المنطقة وتفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية