عروبة الإخباري – تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة اليوم، التاسع من حزيران (يونيو)، بالعيد الخامس عشر لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على عرش المملكة الأردنية الهاشمية.
هذه المناسبة الوطنية المهيبة والغالية على قلوبنا جميعا والتي يدون فيها الاردنيون اسمى معاني الفخر والاعتزاز بما شهدته المملكة في عهد جلالته من نقلات نوعية شاملة في مختلف الميادين والمجالات، وكذلك على صعيد تكريس دور الأردن المحوري اقليميا ودوليا في قضايا الأمتين العربية والاسلامية.
“معا اقوى” هي رؤية جلالته التي يعبر عنها عمليا وواقعيا من خلال حرصه الشديد على تعزيز مشاركة جميع ابناء الوطن في صناعة وصياغة مستقبلهم الافضل باذن الله، فالأردن ورغم الظروف الإقليمية التي تحيط به، بقي غنيا بتربة خصبة من التعاون والقيم الايجابية ومستعدا على الدوام للتطور والنماء وتحويل المعيقات الى ممكنات والتحديات الى فرص.
ويأتي يوم جلوس جلالة الملك على العرش، حيث يجدد الأردنيون شحذ الهمم، وتعزيز الإرادة، في مسيرة الوطن، التي تحتاج الى سواعد الجميع، باعتبار أن المستقبل المنشود نحو الاردن الحديث تصنعه الإرادة والحرية والمواطن المنتمي لقيادته ووطنه لتستمر المسيرة في عهد جلالة الملك، بخطى ثابتة وواثقة نحو المستقبل الأفضل، والحفاظ على تميز الأردن، كنموذج في الانفتاح السياسي والاقتصادي والأمن والاستقرار والديمقراطية وتبني مفهوم التنمية الشاملة بأبعادها المختلفة.
ويستذكر الأردنيون، بمناسبة عيد الجلوس الملكي الغالية، بفخر واعتزاز حجم الإنجاز الذي تحقق في عهد جلالته، والذي انعكس على مختلف مناحي الحياة، ليصبح الاردن، وبشهادة الجميع، البلد الأنموذج في التقدم والاصالة والتميز والاستقرار.
ففي التاسع من حزيران (يونيو) العام 1999، الذي يفخر به الأردنيون كيوم من أيام العز والفخار، انتقلت الراية الهاشمية المظفرة من خير سلف الى خير خلف – من المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي حملها باقتدار وبعد نظر وشجاعة وإقدام في مسيرة انطلقت منذ الحادي عشر من آب (أغسطس) 1952 استطاع خلالها ان يعبر بالأردن والأردنيين الى بر الأمان، الى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
وعاما بعد عام عبر الأردن محطات مهمة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حملت في طياتها الكثير من التحديات التي واجهها الأردنيون بعزيمة وتصميم، وحمل كل عام في عهد جلالته الميمون هدفا وطنيا مستندا إلى مطالب الشعب والقائد في تعزيز الأمن والاستقرار والحرية والازدهار في وطن لم يتخل يوما عن ثوابت عقيدته وقناعاته ومبادئه ولم يتوان ساعة عن تقديم العون والمساندة لقضايا الأمة وتحقيق الرخاء وإرساء قواعد السلام العادل والشامل.
لقد عمل جلالته على صون وحماية قواعد الدستور التي قامت عليها المملكة، وتعزيز الحياة الديمقراطية، كما تقدمت الوحدة الوطنية أهداف جلالته واولوياته إيمانا منه بأن مواجهة التحديات الخارجية تتطلب حشدا كاملا لطاقات شعبه، الأمر الذي لا يكون إلا ببلورة الجبهة الداخلية ورص صفوفها وتمتين أواصرها وايجاد المناخ الإنتاجي الفعال فيها.
كما جسد جلالته مفهوم التنمية السياسية التي يشارك فيها جميع قطاعات المجتمع وقواه السياسية حيث النزاهة والمساءلة والشفافية، وحيث سيادة القانون والعدالة والمساواة، وحيث مشاركة فاعلة وحقيقية للمرأة الأردنية والشباب الاردني وتفعيل طاقاتهم واستثمارها في شتى مناحي الحياة.
كما عمل جلالته على ترسيخ دولة المؤسسات وسيادة القانون ومفاهيم العدالة وتكافؤ الفرص والحريات العامة والديموقراطية والتنمية الشاملة بارادة حرة وصلبة بما يضمن ان تنجز الخطط والبرامج الموضوعة وان تشمل عوائد التنمية والاصلاح كل بقعة من هذا الوطن وفقا لرؤية ملكية شاملة تراهن على ارادة الاردنيين وكفاءاتهم وابداعاتهم ومواهبهم.
وفي خطاب العرش السامي، الذي افتتح به الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة السابع عشر قال جلالته ” لقد عززت العملية الإصلاحية، المستندة إلى تعديلات دستورية جوهرية منظومة الحريات، ورسخت الفصل والتوازن بين السلطات، كما أوجدت مؤسسات ديمقراطية أساسية لاستكمال التحول الديمقراطي والانتخابات النيابية الأخيرة، وإطلاق خطوات أساسية نحو الحكومات البرلمانية على أساس المشاورات النيابية، والتي نسعى للوصول بها إلى حالة متقدمة عبر الدورات البرلمانية القادمة، بحيث تشكل الأغلبية النيابية المستندة إلى أحزاب برامجية الحكومات، ويوازيها أقلية نيابية مستندة إلى أحزاب برامجية أيضا، وتعمل بمفهوم حكومة الظل في مجلس النواب. ويوازي هذا التقدم في أسس العمل الحزبي والنيابي والحكومي تطور تدريـجي في دور الملكية ومسؤولياتها الدستورية، وعلى رأسها ضمان التعددية والديمقراطية، وحماية التوازن بين السلطات والدفاع عن أمننا الوطني”.
وفي سياق توفير نهج إصلاحي متكامل، قطع الاردن أشواطاً كبيرة ومتقدمة في إنجاز منظومة وطنية شاملة للنزاهة والرقابة والشفافية، بما يعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة، ويحمي حقوقهم ويلبي تطلعاتهم.
وجلالة الملك يؤكد أن جوهر ميثاق النزاهة، الذي يعد عنصرا رئيسا في تعزيز الثقة بين المواطن والدولة، يكمن في العدالة والمساواة والشفافية، وفي هذا الاطار تشكلت في عهد جلالته لجنة ملكية لصياغة ميثاق النزاهة تجذيرا لمبادئ الشفافية والعدالة والمساءلة وحسن الأداء ومكافحة الفساد حفاظاً على المصلحة العامة.
ويتجلى الحرص الملكي للوقوف على أحوال المواطنين وتفقد أوضاعهم على ارض الواقع، في الزيارات المفاجئة لجلالته، حيث يتواصل على الدوام مع الاردنيين جميعا في كل اماكن وجودهم يستمع الى مطالبهم ويتفقد أحوالهم، في جميع الظروف ليكون مثلا ونموذجا للانسان المسؤول الذي يتابع امور المواطنين ميدانيا.
فما يزال في بال الاردنيين متابعة جلالته الحثيثة لاحوال المواطنين في جميع انحاء المملكة من اقصى شمالها الى اقصى جنوبها خلال العاصفة الثلجية التي مرت بها المملكة الشتاء الماضي، حين وقف جلالته في زياراته الميدانية على واقع الحال وامر بتقديم الخدمة في ظل الحالة الجوية التي سادت المملكة وتأمين المواطنين في مختلف مناطق المملكة بالخدمات والمواد الأساسية.
وخلال الاعوام الخمسة عشر الماضية تحققت إنجازات سياسية كبيرة، وشهد الاردن انطلاق مرحلة جديدة من مسيرة الاصلاح الشامل، فبعد التعديلات الدستورية، أقرت العديد من القوانين وفقا لمعطيات التعديلات الدستورية، فاصبح هنالك محكمة دستورية، وهيئة مستقلة للانتخاب ويجري الآن ضمن المراحل الدستورية تعديل قانوني الاحزاب والانتخاب.
وفي اطار الدفاع عن صورة الاسلام السمحة اطلقت عمان رسالتها في العام 2004، وتبنت الامم المتحدة في دروتها السادسة والخمسين مبادرة جلالته في شهر تشرين الأول (اكتوبر) 2010 “اسبوع الوئام العالمي بين الأديان”، الاسبوع الأول من شهر شباط (فبراير) من كل عام لتكون منصةً سنويةً لنشر الوعي والتفاهم بين مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة، عبر إجراء الأنشطة والفعاليات التي تعزز ذلك، ارتكازا على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء، التي انطلقت في العام 2007 ودعت كلا من العلماء المسلمين والمسيحيين الى الحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين، هما حب الله وحب الجار من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم، حيث تعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.
وفي صفحة التآخي والعيش المشترك استقبل الاردن أيار (مايو) الماضي قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس، فسطر الاردنيون بوعيهم وصفائهم، وبما قدموه وظهروا عليه، خلال زيارة قداسته.
ونالت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية نصيبا وافرا من رعاية جلالة الملك وشهدت قفزات نوعية بالتجهيز ومواكبة احدث الأساليب العسكرية بالإضافة إلى دقة التدريب والانضباط بصورة لم يسبق لها مثيل في سير بنائها وتطورها المتلاحق، كما تشعبت الوظائف والأدوار التي أصبحت تؤديها المؤسسة العسكرية الأردنية باعتبارها مؤسسة وطنية تنموية على المستويات المحلية والعربية والدولية من خلال اشتراكها في إسناد جهود المحافظة على الأمن والسلم في مناطق النزاعات في العالم.
كما نهضت القوات المسلحة بدور إنساني وتواجدت المستشفيات الميدانية في مختلف مناطق العالم العربي والأجنبي وقامت بما عليها من تقديم العلاجات اللازمة للمنكوبين في تلك المناطق.
ووفر الأردن في عهد جلالته بيئة استثمارية جاذبة محفزة ومشجعة لكثير من الاستثمار الأجنبي للقدوم إلى الأردن، الذي شكل واحة أمن واستقرار، بما يمتاز من وسطية واعتدال في النهج والتعامل، وكذلك من خلال وضع التشريعات الكفيلة بتسهيل وضمان ذلك الاستثمار.
ووجه جلالته حكومة عبدالله النسور لوضع تصوّر مستقبلي واضح للاقتصاد الأردني للأعوام العشرة المقبلة، وفق إطار متكامل يعزز أركان السياسة المالية والنقدية ويضمن اتساقها، ويُحسِّن من تنافسية اقتصادنا الوطني، ويُعزِّز قيم الإنتاج والاعتماد على الذات وصولاً إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتمثل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة درة من الانجازات التي تحققت في عهد جلالته، فعلى سبيل المثال فاق حجم الاستثمارات في مدينة العقبة الصناعية الدولية الـ180 مليون دولار ووفرت 900 فرصة عمل، فضلا عن تمكين الإعلام المتخصص والشراكة بشفافية مع الجميع، وإطلاق إذاعة صوت العقبة، وإعلان العقبة من قبل الأمم المتحدة كأول مدينة أنموذج في الجاهزية للحد من مخاطر الكوارث.
واستنادا إلى أرقام سلطة العقبة الاقتصادية للعام 2013 فقد بلغ مجمل أعداد السياح حوالي 496 ألف شخص منهم 262 ألف أجنبي، فيما بلغ أعداد المسافرين عبر مطار الملك الحسين 90 ألف شخص، وتشير الأرقام لذات العام إلى ان أعداد الغرف الفندقية بلغت 3916 غرفة، فيما بلغت العطاءات التي تم طرحها من قبل السلطة وشركة تطوير العقبة حوالي 113 مليون دينار، كما بلغ عدد الشركات التي تم تسجيلها في العقبة 235.
ودشن جلالة الملك مشروع ضخ مياه الديسي إلى عمان وعدد من محافظات المملكة ليسهم في توفير مصدر مستدام للمياه في محافظة العاصمة وباقي محافظات المملكة، ويدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ضمن منظومة متكاملة لتعزيز الوضع المائي في الأردن.
ويجري العمل حاليا على تنفيذ عدد من المشروعات المائية ومشروعات الصرف الصحي ومشروعات التزويد المائي وبناء السدود وبناء محطات التنقية والمشروعات المصاحبة لإعادة استخدامها بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي ملياري دينار للأعوام 2013 – 2016 ومن ضمن المشروعات الاستراتيجية ذات الأولوية مشروع ناقل مياه البحر الأحمر – البحر الميت.
وفي عهد جلالته يشهد الاردن نهضة في صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المرتبطة بها، خصوصا في مجالات الصحة والتعليم وصناعة المحتوى، ليغدو مركزا لهذه الصناعة التي تم تصديرها إلى دول المنطقة والعالم على السواء.
وجلالته يؤكد أهمية مأسسة ثقافة التميز في الجهاز الحكومي للنهوض بأداء القطاع العام، ويقول في هذا الصدد ان “هدفنا الأساسي خدمة المواطن، وهذا يتطلب التطوير المستمر لكفاءة ونوعية الخدمات المقدمة له، وعلى الجميع أن يعلم أن موظف القطاع العام موجود لهذه الغاية “.
ويشدد جلالته على أهمية أن تكون ثقافة التميز صفة ونهج وسلوك موظفي هذا القطاع، وأن يعمل الجميع على تطوير الأداء في جميع مؤسسات الدولة بما يحقق مصلحة المواطنين جميعا.
ويؤكد أهمية إجراء مراجعة جذرية وعاجلة لتنمية المحافظات لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، وتوزيع مكاسبها وتوفير فرص العمل للمواطنين من خلال خطة عمل لتنمية المحافظات بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص والمختصين في مجال التنمية، وبما يتناسب مع الميزات التنافسية لكل محافظة، وإدراج خطة العمل هذه في الموازنة العامة للدولة.
وأولى جلالة الملك اهتماماً خاصاً بالتعليم العالي، ووجّه حكوماته المتعاقبة بضرورة الاهتمام بالتعليم العالي وتطويره، حيث تم في عهده إنشاء العديد من الجامعات الرسمية والخاصة، فضلاً عن الجامعات الأجنبية العاملة في الأردن والبرامج المنبثقة عن اتفاقيات تعاون بين الأردن وجامعات أجنبية إضافة الى برامج الجامعات الأردنية في عدد من جامعات الدول العربية الشقيقة.
وشهد قطاع التعليم العالي في الأردن خلال العقدين السابقين تطوراً ونمواً ملحوظين تؤكده الزيادة في عدد مؤسسات التعليم العالي واعداد الطلبة المسجلين وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الإدارية والزيادة في حجم الإنفاق والدعم الحكومي لهذا القطاع التعليمي الهام إذ بلغ عدد الجامعات الرسمية عشر جامعات وسبع عشرة جامعة خاصة وواحدا وخمسين كلية مجتمع متوسطة، بالإضافة إلى جامعة العلوم الإسلامية العالمية، هذا التطور في أعداد الجامعات صاحبه زيادة في اعداد الطلبة الدارسين فيها حيث يقدر أعداد الطلبة الملتحقين في الجامعات الأردنية الرسمية والخاصة لمختلف البرامج والدرجات بحوالي 260 ألف طالب وطالبة، منهم 30 ألف طالب وطالبة من دول عربية وأجنبية.
وشهد قطاع التربية والتعليم تطورا كميا ونوعيا في عدد المدارس ونوعية التعليم ويعمل الاردن الآن ضمن إستراتيجية جديدة وخطط تنفيذية من أهم أولوياتها التركيز على التعليم التقني الذي يحتاجه سوق العمل المحلي والعربي في ظل انخفاض عدد الملتحقين بالتعليم التقني الذين لا تتجاوز نسبتهم من 8 إلى 10 بالمئة.
وفي شهر ايلول (سبتمبر) أمضى جلالة الملك صبيحة ذلك اليوم بين طلبة مدرسة الشريف عبدالحميد شرف الثانوية المهنية للبنين – أول مدرسة صناعية في الأردن تأسست عام 1924-، حيث شهد الطابور الصباحي الذي اصطف الطلبة فيه منتظمين في ساحة المدرسة لرفع العلم، معلنين بداية يوم دراسي حافل بالأمل والعطاء، وكرم جلالته الطلبة الأوائل في الثانوية العامة من جميع الفروع الأكاديمية والمهنية في المملكة، تقديرا لتميزهم وإبداعهم في التحصيل العلمي.
ويولي جلالته القطاع الصحي اهتماما فائقا حيث يشهد النظام الصحي في المملكة -الذي يتسم بتعدد الجهات المقدمة للخدمات الصحية – توسعا أفقيا وعموديا وتطورا في خدماته كما ونوعا، ويصل مجموع النفقات الصحية كنسبة مئوية من الناتج القومي الإجمالي الى نحو 8ر9 بالمئة.
وشهد الجهاز القضائي في عهد جلالته جملة من التطورات والتحديثات التي تعمل على تعزيز دور القضاء في ترسيخ العدالة وسيادة القانون ومكافحة جميع أشكال الفساد وحماية المجتمع وتعزيز النهج الإصلاحي.
ويحظى عمال الوطن على الدوام باهتمام ملكي خاص من ناحية تعديل التشريعات بما يكفل بيئة عمل اكثر امنا وامانا، وفي كل عيد للعمال يحرص جلالته على مشاركة ابناء الوطن هذه الاحتفالية ويخصهم بكلمات صادقة نابعة من قلب مليك يؤمن بان العمل هو الترجمة الحقيقية للانتماء، وللعمال يقول جلالته “أعتز وأفتخر بكل نشمي ونشمية شمّر عن ذراعه.. اشتغل وتعب من أجل وطننا، بهمتكم الأردن أقوى، كل عام وأنتم بخير”.
وفي عهد جلالته حظيت المرأة الأردنية بكل اشكال الدعم من اجل زيادة مشاركتها السياسية والاقتصادية في عملية التنمية الشاملة لتبقى كما كانت عبر تاريخ الوطن تعمل يدا بيد مع الجميع لبناء مجتمع تسود فيه قيم العدالة والكفاءة والمساواة والتكافل والمسؤولية.
وحظي الشباب بجل رعاية جلالة الملك انطلاقا من دورهم المهم في ترسيخ مبدأ المشاركة الفاعلة ولكونهم فرسان المستقبل وبناة حاضر الوطن، فكانت المبادرات الملكية السامية المتعلقة بدعم الشباب متعددة وفاعلة ومن ضمنها برنامج نوافذ التمكين الشبابي، أحد نشاطات برنامج التمكين الديمقراطي، الذي أطلقه جلالته في كلمة له بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على تأسيس الجامعة الأردنية.
ويكرس جلالة الملك الدبلوماسية الاردنية لتعزيز مكانة الاردن العربية والاقليمية والدولية وخدمة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال التحرك المكثف والمتواصل الذي يقوده جلالته في المحافل الدولية ومراكز صنع القرار من أجل تحقيق سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.
وبفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك بقي الاردن على الدوام الصوت القوي المسموع لدى عواصم القرار في ارجاء المعمورة بفضل السياسة الاردنية المتوازنة تجاه مختلف اوضاع وقضايا المنطقة وفي مقدمتها عملية السلام من خلال احلال السلام الشامل والعادل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في سياق اقليمي شامل يحقق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
ويحرص الأردن، بقيادة جلالة الملك، على دعم الأشقاء في فلسطين لتحقيق مطالبهم المشروعة وإنهاء الاحتلال، ومساندة الأشقاء للوصول إلى دولتهم المستقلة، هذا على الصعيد السياسي، اما الإنساني، فقد حرص جلالته على تقديم كل الدعم للأشقاء في فلسطين، فكانت المستشفيات الاردنية أول من حضر الى هنالك لتضميد الجرحى ومعالجة المرضى.
وبقيت القدس وما تزال حاضرة في قلوب الاردنيين جميعا وعلى رأسهم جلالة الملك الذي اولى لها كل رعاية ودعم، فتواصل الإعمار الهاشمي للمقدسات بما شمل ترميم المقدسات وإعادة بناء منبر صلاح الدين، وكذلك صيانة قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك وتعزيز صمود الأشقاء بما يضمن المحافظة على هوية المدينة المقدسة عربية إسلامية.
وخلال العام الماضي وقع جلالة الملك والرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان اتفاقية تاريخية، جددت التأكيد على أن جلالته هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف، وله الحق في بذل جميع الجهود القانونية للحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، المعرّف في هذه الاتفاقية على أنه كامل الحرم القدسي الشريف.
وتمكن هذه الاتفاقية، التي تؤكد على المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، الأردن وفلسطين من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدسة من محاولات التهويد الإسرائيلية كما تهدف إلى حماية مئات الممتلكات الوقفية التابعة للمسجد الأقصى المبارك.
وفي يوم الجلوس الملكي العام -1999 – قلد جلالة الملك، جلالة الملكة رانيا العبدالله، قلادة الحسين بن علي.
وعلى درب ونهج ورؤية جلالة الملك تسير جلالتها مهتمة بالتعليم والابداع والتميز والشباب والتنمية المستدامة، وتؤمن جلالتها ان التعليم هو اكثر من حق انساني اساسي.
وضمن اهتمام جلالة الملكة بالتعليم وإدراكاً منها لأهميته وأثره في توفير أفضل الفرص للشباب العربي، أطلقت جلالتها الشهر الماضي منصة “إدراك” غير الربحية للمساقات الجماعية الإلكترونية المفتوحة المصادر (موكس) باللغة العربية، وتعمل “إدراك” تحت مظلة مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية بالشراكة مع “إدكس” وهي مؤسسة مختصة في هذا المجال أقامتها جامعة هارفرد ومعهد ماسشوستس للتكنولوجيا.
وعلى صعيد استخدام التكنولوجيا في التعليم تابعت جلالتها مبادرة التعليم الاردنية التي أطلقها جلالة الملك في العام 2003 كمنظمة غير ربحية تبني شراكات بين القطاعين العام والخاص لتحفيز الاصلاح التعليمي حيث جهزت المبادرة العديد من المدارس الحكومية بتكنولوجيا المعلومات، وزودتها بمناهج متقدمة وتم تبني نموذج المبادرة في عدد من الدول وحصلت المبادرة على جائزة اليونسكو- ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة الدولية – لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم لعام 2009.
وخلال العام الماضي أطلقت مبادرة التعليم الاردنية برنامج “فرصتي للتميز” بهدف تعزيز فُرص التوظيف لخريجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حديثي التخرج، او ممن مضى عامان على تخرجهم بحد أعلى.
وخلال هذا العام وقعت المبادرة مذكرة تفاهم مع مركز تكنولوجيا المعلومات الوطني يتم بموجبها تفعيل برنامج محطات المعرفة المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، واستخدام كامل بنيتها التحتية وخدماتها الإلكترونية ومواردها البشرية بشكل مجاني لموظفي المبادرة من متدربي البرنامج ليكونوا الذراع الفني للمبادرة في 177 مدرسة من المدارس الحكومية التي يطبق فيها نموذج المبادرة التعليمي في مختلف محافظات المملكة.
وفي اطار اهتمامها بتوفير بيئة تعليمية محفزة اطلقت جلالة الملكة مبادرة “مدرستي” في العام 2008، لتحسين البيئة التعليمية في 500 مدرسة حكومية في المملكة حيث تشهد المدارس المشمولة أعمال صيانة وتطبيق برامج تعليمية وتوعوية لإغناء مهارات الطلاب فيها.
وفي العام 2005 أطلق جلالتا الملك والملكة بشراكة مع وزارة التربية والتعليم جائزة سنوية للمعلم، باسم جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي بهدف رفع المستوى التعليمي في الاردن ووضع معايير وطنية للتميز في التعليم والاحتفال بالذين يحققون التميز وتشجيعهم.
وفي العام 2006 اعلنت جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز، وتبعها في عام 2009 اطلاق جائزة المدير المتميز، اذ ساهمت هاتان الجائزتان في تجذير التميز، وتعزيز مكانة المعلم والمدير ونشر نجاحاتهم وإتاحة المجال امامهم لتبادل الخبرات محليا ودوليا.
وخلال العام الحالي أعلنت جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، عن إطلاق الدورة الأولى لجائزة المرشد التربويّ المتميز في القطاع الحكومي 2014.
وانشأت جلالتها في حزيران (يونيو) 2009 اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين التي استطاعت ايصال برامجها التدريبية إلى نحو 5580 تربويا وتربوية.
وفي العام 2006 تم انشاء صندوق الأمان لمستقبل الأيتام بمبادرة من جلالة الملكة وترأس جلالتها مجلس امناء الصندوق الذي يهدف الى توجيه الأيتام فوق سن 18 عاماً، ومد يد العون لهم بعد مغادرتهم دور رعاية الأيتام حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، ويصبحوا أفراداً مساهمين في المجتمع.
وتترأس الملكة رانيا المجلس الوطني لشؤون الأسرة الذي أسس بإرادة ملكية سامية في أيلول (سبتمبر) 2001 بهدف المساهمة في تحسين نوعية الحياة لجميع العائلات الأردنية.
وترأس جلالتها مؤسسة نهر الأردن وهي مؤسسة غير حكومية تمد يد العون للأفراد والمجتمعات الأقل حظا في الأردن وتقوم المؤسسة بتوفير التدريب والمهارات اللازمة لعائلات بأكملها لتحسين ظروفها المعيشية، كما كان للمؤسسة دور ريادي عربي، في مجال حماية الطفل.
وفي العام 2005 اسست جلالتها الجمعية الملكية للتوعية الصحية لزيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي من اتباع سلوكيات صحية وإيجاد بيئة تعليمية توفر التعليم من خلال الترفيه.
وانشأت جلالتها أول متحف تفاعلي للأطفال في الأردن ليقدم خدماته للأطفال حتى عمر 14 عاماً ويتوفر فيه أكثر من 150 معروضة تعليمية، وبهدف إيجاد بيئة تعليمية لخبرات تفاعلية تملك القدرة على تشجيع وتعزيز التعلم مدى الحياة لدى الأطفال وأسرهم.
وفي العام 2009 أطلقت جلالتها مبادرة (أهل الهمة) التي هدفت إلى تسليط الضوء على الأفراد والجماعات التي أثرت في مجتمعاتها المحلية، وكما هي جميع مشروعات ومبادرات جلالة الملكة كانت للمحافظات كافة وفي مدن وقرى المملكة.
وعلى الصعيد الدولي تعمل جلالتها على تنسيق الجهود لضمان التعليم للجميع وانطلاقا من دورها كمناصرة بارزة لليونيسف، ورئيسة فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات، تعمل الملكة من أجل التعريف بمعاناة ومشكلات الطفل وتشارك في مؤتمرات واجتماعات دولية، مثل مبادرة كلينتون العالمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي هي عضو في مجلس إدارته.
والعام 2012 اختار الامين العام للأمم المتحدة جلالتها لتكون عضواً في اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى والتي تم تشكيلها لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد العام 2015.
وفي العام 2007، ونظرا لجهودها في رعاية الطفل دعتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لتنضم للمبادرة العالمية للقيادة الإنسانية للمنظمة وعملت جلالتها جنباً إلى جنب مع كبار قادة العالم على سبيل المثال رئيس جنوب إفريقيا السابق الراحل نيلسون مانديلا، بهدف بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية التي تتصل مباشرة بصحة الأطفال وتعليمهم ورفاهيتهم، وفي العام 2009، أصبحت رئيسة فخرية لمبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات. -(بترا)