غسان نقل..قصة نجاح مستمرة.. أعاد تعريف مفهوم مؤسسة العمل..وانتاج صورة مغايرة للمجموعة

بنى على ما غرسه المؤسس واستفاد من العصرية والتحديث ومواكبة آخر المستجدات في الادارة ..
عروبة الاخباري – خاص – كتب سلطان الحطاب
حين يرد اسم غسان نقل .. الشاب الذي انجز التحصيل الدراسي العالي لينخرط في العمل متدرجاً الى أن أصبح نائب رئيس مجلس الادارة لاكبر مجموعة صناعية اقتصادية اردنية ذات اذرع خارجية ” مجموعة نقل ” فانه ترد قصة نجاح لم تكتمل صفحاتها بعد فمازالت تتطور وتقدم الجديد والناجح ..
هو يتسلم راية المجموعة ليعلو بها فوق علّوها ويعطيها روح التدفق والشباب ويديم جلوسها في المقاعد الاولى للعطاء والانتاج وتجسيد المسؤولية الاجتماعية للشركة وهو ما ظل يؤمن به غسان نقل ويدافع عنه حتى غدت المجموعة من اكثر المجموعات الاقتصادية الاردنية انخراطاً في المسؤولية الاجتماعية التي زرع بذورها والده ايليا نقل الشخصية العصامية التي دونت سيرتها في كتاب يحمل اسم هذه الشخصية ودورها ومعاناتها وقصة نجاحها المدهشة واذا كان ايليا يستحق لقب العصامي مثله مثل ابناء جيله ممن عرفناهم فان غسان يستحق لقب الأمين على الانجاز والمحافظ عليه والمطور له..
يتمتع غسان بروح الشباب التي لم يبتعد عنها للحظة والتي يجسدها في رياضته اليومية ولقاءاته المفتوحة وحتى في شربه الشاي بالعسل وقلة وجباته ونزوعه الزاهد في المتع والتسلية واقترابه من روح الانسان وفلسفته وصوفيته .. يتقن الانصات والاستماع ويفصل كلماته بميزان الوعي حين يحكم أو يعلق . وهو يغلق باب النميمة وتراه المدافع عن الغائب حتى يحضر وعن الناجح ليستمر نجاحه وقد عانى غسان من صراحته ومن اصراره على الدفاع عن الفكرة الرائدة مهما كانت مكلفة ..
لديه من خلال خبرته ووعيه تصورات واضحة عن تطوير الاقتصاد الوطني وعن طبيعة التربة الاستثمارية الاردنية ولم يبخل بهذا التشخيص في تقديمه رغم أن ذلك قد لا يعجب البعض أو حتى يحرج البعض حين لا يدركون خصوصية الحالة الاردنية وحاجتها الماسة للعناية والحفاظ على المبادرة والارادة وروح الشباب في اكثر من لقاء وعلى اعلى المستويات كانت فكرة غسان نقل قابلة للالتقاط معبرة عن نفسها بموضوعية ووضوح وابتعاد عن المصلحة الشخصية . ولأن “ضيقة العين” مؤذية ولأنه من مراحل التطور الاجتماعية والمنعطفات المختلفة يبرز من يحسد او لا يرغب في اضطراد قصص النجاح أو بروزها حتى لا تحرج المعطلين والقعدة والمتكسبين فان غسان عانى ولكنه بنفسية طيبة ورضية كان يرغب ان يكون ” الفادي ” في كثير من الاحيان حتى لا تخدش الصورة وحتى لا تعاب التزكيات التي كانت تأتيه من مرجعيات محايدة وقائدة ومخلصة ..
في المعاناة والمنعطفات والصعوبات كان يستبدل الكلام بالعمل وكان يصمت حتى لا يجرح وكان يؤمن أنه في المسيرة العملية لا حاجة له للكلام ولكن للعمل ..
تصدى لكثير من المشاكل الطارئة والمفروضة وحتى للاختبارات القاسية ليثبت أن مشروعه ومشروع العائلة ومن ايدها هو مشروع وطني خالص لن يستطيع أحد ان ينال منه بالتشكيك وأن مال الحلال هذا ” لا يغرق ولا يشرق “وحتى ان اقتطع منه الكثير لصالح المصلحة الوطنية أو الانسانية ..
رأيناه في أكثر من بلد عربي يحتفى به كرائد ومؤسس ومبادر واحياناً بما يفوق الاحتفاء به في وطنه ففي بعض الاحيان “لا كرامة لبني في بلده” وهذا ما كان ينعكس عليه بالابتسامة وليس بالحزن أو الغضب لأنه كان يؤمن ان الغراس التي تغرس ستكون للاجيال القادمة ..
عرفت في مجالسته حديثه واحترامه للوقت والعمل ومتابعته التفاصيل ودقة احكامه ومن تلك صفات ورثها عن والده وبنى فوقها قدرته على المناورة الموضوعية والتعبير الجميل واستعمال الجملة في مكانها مما جعل مجالسته لطيفة واحكامه على الاشياء عادلة وشبكة علاقاته مقدرة لعمله ..
أكد دائماً أن الكذب عملة زائفة يمكن طردها دائماً من الاعمال الناجحة ولذا فان علاقته بالاخرين في اطار العمل أو الصداقة تقوم على الصدق ولذا تمتع بعلاقات هامة وكبيرة لهذا السبب كثيراً ما حسد عليها حين كان يذكر اسمه في غيابه ومن شخصية قائدة ..
لديه خطة للحفاظ على تداول الاجيال في العائلة للمؤسسة وتخطى عقبة توالي الاجيال وهي التجارب التي لم تنجح في العالم العربي بعد جيلين من عمر المؤسسة ونجحت في الغرب حتى أن المالكين الاوائل غابوا جسداً وعملاً وظلت المؤسسة والمجموعة والشركة حيّة لسنوات وقرون تشع اثارها وتبشر بالاستمرارية بدل جمع المال ..
لا تراه الاّ شاكراً حتى في الزمن الصعب ورغم انه احياناً كان يدفع من البعيد والخارجي من مؤسساته وشركاته في مجموعته لخدمة القريب والمحلي من هذه الشركة ليغطي على خسارة أو كساد الاّ ان ذلك لم يؤسس عنده مرارة أو انكار فضل فقد ظل وطنياً دائماً وظل الاردن على لسانه وفي وجدانه كما ظل يشعر ويدرك أن شخصية الملك عبدالله الثاني هي الشفيع والملاءة والضمانة لاردن الغد ولاطلالته على العالم . فقد وهب الله الأردن ملكاً وعائلة ملكية لتضع علامة فارقة في هويته وتجعل قبوله في العالم عظيماً ..
لا تأخذه القضايا الاقتصادية والتجارية مهما كبرت عن حسه الانساني وتفاصيل حياته اليومية وانحيازه لمن يحتاجه أو يشعر أنه يمسح عنه الما أو يسد له حاجة هذا ما عرفته من اصدقاءه الذين هم اقرب اليه من معرفتي ولذا فانه في احترام عائلته الصغيرة له واقترابه المستمر منها واحتضانها في كل لحظة ممكنة له جعلت منه نموذجاً في الابوة والزوجية والعائلية وفي دفء الاحتضان وقبول المشورة ورضى الوالدين ..
مازال غسان يعطي ومازال شاباً ومازال يصل العمل الذي بدأ قبل جيل بعمل يستمر لاجيال وهو واثق أن ما انجزه سيعطي ثماراً كثيرة ..
اكتب انطباعات سريعة عن شخص عرفته في ميدان عمله وكان بودي معرفته أكثر ليكتب عنه ما ينصفه أكثر ولأنه موضوعي لا يحب المدح أو الثناء الذي يعتبره ديناً يحتاج لوفاء فانني سأتوقف هنا حتى تتوالى قصص نجاحه التي تصبح الكتابة عنها واجباً وطنياً لأن هذه القصة عامة في عطائها وليست خاصة في اهدافها ..

شاهد أيضاً

أثلجت الصدر…. يا كباريتي

عروبة الإخباري_كتب سلطان الحطاب ما زلت اعتقد ان الرجل نائل الكباريتي وهو يحمل صفة العين …

اترك تعليقاً