عروبة الإخباري – «حديدون» و»الغولة» و»أبو إجر مسلوخة» والعتمة والضوء والضلال والإبصار والفعل ورد الفعل والحب والخوف والرحيل والوطن والغربة تشكل علامات أولية في مسرحية «عالخشب» التي تشارك من تأليف وإخراج الفنان الأردني زيد خليل مصطفى في مهرجان المسرح العربي الذي انطلقت فعالياته السادسة أمس في الشارقة بتنظيم من قبل الهيئة العربية للمسرح.
تضافرَ جهودِ فرقةٍ مسرحيةٍ رؤيةً وأداءً ومؤثراتٍ وسينوغرافيا بصرية وموسيقى وغناءَ جوقةٍ، لتقديم مقترحٍ جماليٍّ أخلاقيٍّ حول ما يجري في العالم العربي من فعل ومن عجاجٍ وربيعٍ وتداعياتِ فصولٍ وانكفاءٍ أمام حقائق الكون الأزلية من موتٍ ومن سفرٍ نحو عالم آخر خارج حدود الزمان والمكان، وفق معالجات موضوعيةٍ واقعيةٍ، هو ما تقدمه .
هذا ما أراده المخرج زيد خليل صاحب الأعمال المسرحية: «إشارات وتحولات»، «أوبرا القروش الثلاثة» وغيرهما، دافعاً بآفاق الفعل المسرحي حتى غاياته القصوى، ومدفوعاً بمختلف المؤثرات والعلامات التي تتراكم جميعها لترتاح تحت ظلال العادات والتقاليد والممنوع والمحظور والمسكوت عنه.
عشيقة تراسل عشيقها، قروية تصعد الجبل من أجل لحظتها، أب مضطرب القيم غير عادل الحسابات، عاشق لا يرى في المسافة بين المتفق عليه وبين إشارات تمرده سوى قفزة أخرى خارج دهاليز العتمة حتى وإن أحرقته.
تبني المسرحية الأردنية «عالخشب» التي تنافس ثمانية عروض عربية أخرى للظفر بجائزة الهيئة العربية للمسرح، منظومتها القيمية والجمالية ساعية للدفع بآفاق التلقي حتى نهايات فرص صمودها.
وتختتم المسرحية بإسدال ستارة العرض على غناء الجوقة:
«علّي يا خوي الصوت وقاوم بالغضب
رح تنصلب والّ انمصلب هو الّ غلب
جاهر بكلمة حق وبروحك اذا حملوك
ملكين مبتسمين وانت عالخشب».
مشهد الختام أراده زيد خليل مصطفى الذي أدى، إضافة لكتابته النص وإخراجه العمل، واحداً من الأدوار فيه، وفق الرؤية المسرحية المتمثلة روح أبي الفنون، قدرٌ لا مناص منه: «يتكوّر الممثلون في أماكنهم على الأرض وكأنهم أجّنةٌ في بطون أمهاتهم.. تُصدِرُ الجوقة صوت الصُّور.. (البوق)، وكأنه يوم البعث، ثم نسمع صوت بكاء طفل حديث الولادة وكأنه خرج من رحم أمّه».