عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
مهمة أبو عون محمد الطراونة في الهيئة العامة لم تكن سهلة فقد حاول البعض أن يخلط كيس السكر بصندوق الشاي و يقول افرز كل واحد منها على حدة.. هذه المعجزة تجاوزها رئيس مجلس الإدارة لأنه رأى فيها أحجية وأعاد وضع الأرقام والحقائق ماثلة ليخرج من امتحان الأحجيات بنجاح مقنع ووفير..
ورغم أن الرجل لم يكن من البدء في بعض الشركات التي اختلطت لتشكل رزمة من الصوف الذي اختلط فيه الغزل إلا انه استطاع وهو يحفظ درسه أن يتسلسل في المعطيات القائمة منذ بدايتها وان يكشف بشفافية عن مواقع التداخل والافتراق وان يحمل كل جهة ما تحتمله دون زيادة أو نقص .
حضرت تمريناً من النقاش الحيوي بذخيرة حية من المعلومات التي حفظها الرجل عن ظهر قلب وبين ما كان من قبل وما كان من بعد.
لم نكن نعرف من قبل أن “نادي ديونز” الشهير الواعد الآن هو ثمرة تلاقح عدة شركات شكلت روافع لولادته الجديدة بعد أن ظل في حالة التحفظ عليه لسنوات طوال قبل أن يفك آسره وتضخ فيه الحيوية ويعاد إطلاقه كمرفق سياحي نموذجي و اعد قادرة على إعالة نفسه و حتى صب الأرباح والتوسع في الاستثمار وصيانة البنية التحتية وإعادة التوظيف والتشغيل…
فقط خلال حديثه فهمت تداخلات “شركة عمان المتطورة للاستثمارات” والتي ولدت كحاضنة لانطلاقة نادي ديونز الجديدة وترتب عليها ما ترتب لتكون شريكاً مناسباً، حيث تساهم هذه الشركة بـ 76 % من رأس مال النادي وهو التي مكنته من العودة للحياة واستكمال بنيته وحيويته وأهليته و تصبح هي نفسها عنوان امتلاكه وعنوان المراجعة عن كل ما يتعلق به…
ليست شركه عمان وحدها والتي حصرت نادي ديونز في مكونات الشركة الأوسع “الديرة للاستثمار” بل أن مصفوفة شركات صبت في الإطار، ولهذه الشركات مضمون اقتصادي فهناك تحت عنوان الديرة مجموعة فلل الرحمانية التي بيعت بكاملها وهي تصل إلى 12 فيلا وهناك تسويق نشط لشقق الاطلالة التي بيع منها (14) شقه خلال عام 2018 ولم يبق إلا (7) شقق من أصل رقم كبير كان عددهم (94 ) شقة في خضم السعي للخروج من التشابك وإعادة انتظام الغزل لمواصلة الحياكة بنجاح..
تم بيع “شركة التمائم للاستثمار والتطوير” في محاولة للتقليم وتشذيب الزائد والمعطل وإبعاد الهالوك عن الزرع ومن البيع تحقق ربح وصاحب هذا البيع بيع قطع أراضي وشراء أخرى بالمقابل في منطقة الفحيص.
كان أبو عون في حديثه عن تداخل الشركات يؤمن بإضاءة كل الأماكن المعتمة ويحاول التخلص من المعطيات حتى ينتظم الصف ولا ينظر احد بعد ذلك إلى الصف الأعوج إذ أراد أن يقول لمن انتقدوا “استووا واعتدلوا” , فقد صنع تناغماً جديداً وكأنه أشبه بالمايسترو الذي يرتب انتظام العزف ومنع النشاز..
ما وعد به الرجل الذي كان دفاقاً في معلوماته و قد حفظها تماماً و كان فصيحاً بعيداً عن العنعنة واثقاً فيما يقول ويدعو إليه كمخلص للشركة وما يتبعها أو يشاركها أو يتحالف معها من عثرات، وبين لنا انه يحدوه الأمل في وضع الشركة على سكة عام 2019 لتنطلق بسلاسة..
كل ذلك يبعث الأمل في أن تقوم أرباح لتجد افقها للتوزيع الذي طال انتظاره من المساهمين .
في التصنيف لمعاينة نشاط شركة الديرة جرى التوقف عند ذراعها المتمثل في “شركة أوتاد للمقاولات الإنشائية” والتي كانت سبباً في رفع تصنيف الشركة (أوتاد)والتي تعود ملكيتها بالكامل لشركة الديرة، وهذا كان له مردود ايجابي. . فقدرة المايسترو على إعادة موضعة بعض الشركات وإخراج بعضها وتصفية الأخر أو الزج بمعطيات جديدة ورافدة في استقرار شركه الديرة وإثراء مسيرتها..
والى أن نلتقي في هيئة عامة أخرى وفي أروقة نادي ديونز المبشر فإن ما راهن عليه أبو عون سيكسب فالرجل كان دائماً يملك سراً!!!