هذا شيء جديد لم نألفه..نعرف الكراسي والصراع السياسي عليها ونعرف لعبة الكراسي ولكننا صدمنا حين عرفنا أن الكراسي تطير وتحمل أسلحة تطلق النار منها وأنها تحمل كاميرات تصوير وانها الان بيد منظمات متطرفة أصولية وتكفيرية تعمل في سيناء وتوقع بالجيش المصري وتشغله في معارك مستمرة..
جرى الكشف أخيراً عن الكراسي الطائرة المسلحة وهي صناعة أميركية والسؤال كيف وصلت إلى سيناء وبأي الانفاق أو الطرق وهل وصل شيء منها الى غزة؟ هل تعرف حماس شيئاً عنها وهل تدرب أعضاؤها عليها؟ ومن هي الجهة العربية التي تدعم تسليح المقاتلين في سيناء وقرب الحدود الفلسطينية مع غزة وفي مجموعة القرى الواقعة جنوب رفح
وفي المعلومات انها أي الكراسي الطائرة (وليس الاطباق الطائرة) وقد حملت اسماً آخر هي الخفافيش الطائرة ويمكن رؤية صورها التي نشرتها المخابرات المصرية وتحدث عنها اللواء محسن النعماني الأمين العام للجهاز.. وفي المعلومات انها تطير على ارتفاع 200م وتشكل سلاح استطلاع وتصوير وتحمل فوقها قذائف الآر بي جي وهي في هذه الحالة شديدة الخطورة اذ يتمكن الكرسي الطائر المسلح من اعتلاء المكان ومراقبته والانقضاض على الكمائن العسكرية والارتال..
الكراسي التي ألقي القبض عليها في مهابطها صناعة أميركية تعمل على البنزين ويستطيع الخزان في الكرسي أن يكفي لطيران ما بين 40-50 دقيقة وكلما ارتفع الكرسي أكثر زات الحاجة للوقود وجرى اختصار زمن مدة الطيران.. في البيانات المصرية انه ضبط ثلاثة من هذه الكراسي وما زال البحث جارياً عن مخازن لها وأماكن تجميع وصيانة وكيف وصلت.. ومن هي الدولة التي كانت وسيطاً لتزويد الجهات المستعملة وقد اكتشف الجيش المصري وجود (28) بؤرة ارهابية في منطقة شمال سيناء جرى قصفها وهناك أخرى لم تكشف..
في التقارير أن هناك تحالفاً ما بين عناصر عسكرية من الاخوان المسلمين ومنظمات ارهابية تكفيرية من بينها القاعدة وأن بعض القيادات الاخوانية الهاربة من مصر تدير وتدرب والسؤال الذي يطرح نفسه.. هل يناطح الجيش المصري قوات مقاومة ومقاتلة (عصابات) لا يعرف مداها أو عمقها أو دقة تدريبها؟ هل وضع الجيش المصري يده على خرائط هذه المجموعات أم أنه ما زال يتفاجأ وخاصة بنوعية السلاح المستعمل ومصادره والدول التي تقف وراءه..ومتى بدأت هذه المجموعات تعشعش في سيناء ومن الذي دربها وما علاقتها بمجموعات حماس في غزة وما طبيعة التعاون..وهل العلاقة مع حماس بدأت بعد سقوط مرسي حين بدأ الاخوان المسلمين يبحثون عن تحالفات جديدة للرد على النظام المصري الجديد؟ وإلى أي مدى يمكن للتنسيق ما بين الاخوان المسلمين وأذرعتهم العسكرية في حماس غزة وفي غيرها (في سيناء ومصر) أن يستمر وأن ينجح وأن يجري الاعتراف به؟
الخطاب الاعلامي المصري ضد هذه الجماعات خطاب تصعيدي وكبير يصيب حماس نفسها ويعمل على شيطنتها وهو خطاب يكشف عن أن العمل العسكري والأمني المصري في سيناء وخاصة شمالها حيث (23) قرية وموقعا وتجمعا سكانيا سوف يزداد رغم الخسائر الرسمية المصرية واتساعها مما يكشف عن أن مصر سوف تزج بقوات اضافية وأعمال عسكرية أوسع لن تعترض عليها اسرائيل التي لم تواجه هذه المجموعات ولم تستهدف بها من قبل مما يطرح سؤالاً مفاده هل تشكلت هذه المجموعات بعد سقوط حكم الاخوان في مصر؟ وهل سيزداد الرد المصري الرسمي ليصل إلى تحد واسع قد يصل إلى غزو حماس في غزة نفسها مما يستدعي وجود أنصار للموقف المصري في غزة فهل تقف حركة «تمرد» الغزية في هذا الاتجاه وهل تتفهم السلطة الفلسطينية وأنصارها ذلك؟ وهل يكون هناك دعم عربي في هذا الاتجاه يواجه الدعم الذي تقدمه أيضاً أطراف عربية للمجموعات الأصولية المقاتلة للجيش المصري؟ هل تصبح سيناء جبهة جديدة ساخنة تخطف الانظار عن كل النقاط الساخنة الأخرى بما في ذلك سوريا..هذا ما ستكشف عنه الأيام..وهل يأتي ذلك وقد توفرت دوافعه بوجود معلومات عن تدخل حماس في الشأن المصري مباشرة وإلى جانب الاخوان وأيضاً بوجود مخطط لدولة حماسية تتجاوز حدودها غزة إلى جزء من سيناء ومنطقة العريش قبلها الاخوان وتفهمها مرسي وتعلم بها اسرائيل أنها أسئلة حارة ما زالت تطرح!!
alhattabsultan@gmail.com
سلطان الجطاب/الكراسي الطائرة في سيناء !
14
المقالة السابقة