عروبة الإخباري – بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على التدوينة التي نشرتها زوجة النائب في الكونغرس الأميركي سكوت تبتون على صفحتيها في “فيسبوك” و”تويتر”، وقالت فيها إنها “تحلم باليوم الذي يصبح فيه المسجد الأقصى تحت السيطرة الصهيونية”، وبعد أيام قليلة أيضًا من اقتحام زوجها المسجد الأقصى برفقة زميله في الكونغرس، ديفيد ماكنلي، ومجموعة من الحاخامات اليهود المتطرفين، شارك عضو آخر من الكونغرس الأميركي، اليوم، مع أكثر من 100 مستوطن، في اقتحام جديد.
تلك الخطوة وصفها مسؤولو الأوقاف الإسلامية بـ”استفزازية”، واعتبروها “تطورًا خطيرًا في الموقف الأميركي من المقدسات الإسلامية، يترجم بصورة مقيتة قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال”،
رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، الذي ندد بمشاركة أميركيين متصهينين ومتطرفين في هذه الاقتحامات، والتي تتزامن أيضًا مع استهداف الكنائس المحلية من خلال فرض الضرائب على ممتلكاتها وعقاراتها.
وحث الشيخ عكرمة حكومات وشعوب الأمتين العربية والإسلامية على “التحرك العاجل للتصدي لهذا الصلف الإسرائيلي الأميركي، وانتهاكات الاحتلال ومستوطنيه للمسجد الأقصى، ما ينذر بأخطار غاية في الخطورة على واحد من أقدس مقدسات المسلمين”.
وأكد أحد حراس المسجد الأقصى، أن عضو الكونغرس الأميركي، الذي لم يكشف عن اسمه، تجول في ساحات الأقصى، برفقة عدد من الحاخامات ورؤساء جمعيات استيطانية، وبحماية شرطية معززة، في وقت كانت مجموعات أخرى من المستوطنين، وصل عددها إلى 112 مستوطنًا، تقتحم الأقصى، ويقوم أفرادها بطقوس استفزازية.
وفي تدوينتها على مواقع التواصل، كانت جين تبتون، زوجة النائب الأميركي المذكور، قالت إن “اليهود الناشطين من أتباع (جبل الهيكل) يحلمون في يوم السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وإزالة هذا الموقع الإسلامي، واستبداله بمعبد يهودي”، على حد تعبيرها.
وليس بعيدًا عن المسجد الأقصى، خلت ساحة كنيسة القيامة، صباح اليوم، من مصليها من أبناء الطوائف المسيحية المقدسية المختلفة، ومن مجموعات الحجاج المسيحيين الذين تقلص عددهم أمس إثر إغلاق أبواب الكنيسة قبل يومين، واستمراره اليوم أيضًا، باستثناء أفراد قليلين، بينهم عدد من المسنات، أدوا صلوات خاصة أمام الأبواب الضخمة للكنيسة، وأضاؤوا الشموع.
في السياق ذاته، دعا نشطاء مقدسيون مسيحيون، اليوم، إلى مسيرة حاشدة تبدأ بتجمع أهالي البلدة القديمة، خاصة سكان حارة النصارى، في منطقة العين، والانطلاق من هناك بمسيرة تخترق شوارع الحارة مرورًا بمنطقة مسجد عمر بن الخطاب، المجاور لساحة القيامة، وصولًا إلى الساحة الواسعة هناك، للاحتجاج على ما يصفونه باضطهاد الاحتلال للكنائس المحلية، ومحاولته إضعاف الوجود المسيحي الفلسطيني في المدينة المقدسة، بعد أن كان هذا الوجود تعرض لضغوط احتلالية شتى أدت إلى نزيف هجرة إلى خارج الوطن.
ويعيد إغلاق أبواب كنيسة القيامة إلى أذهان المقدسيين إغلاقها مطلع التسعينيات، بعد استيلاء مستوطنين على واحد من أكبر العقارات في سوق الدباغة القريب من الكنيسة، والمعروف باسم مبنى “مار يوحنا”. وفي خطوة احتجاجية آنذاك، وتعبيرًا عن غضبهم لاستهداف ممتلكات وعقارات الكنيسة الأم، قرر الزعماء الروحيون للروم الأرثوذكس، في حينه، إغلاق أبواب كنيسة القيامة، لكن ما حدث آنذاك هو أن سلطات الاحتلال وفرت الحماية للمستوطنين ومكّنتهم من الإقامة الدائمة في المبنى الذي يشتمل على عشرات الغرف، وعززت الحراسة عليهم بعناصر من الشرطة وأفراد شركات الحراسة الخاصة.