عروبة الاخباري – كتب سلطان الحطاب – “نحن لا نعمل فقط من أجل نجاح مصرفنا .. بل من أجل نجاح أمتنا”
موسى شحادة – الرئيس التنفيذي – المدير العام
بهذه الكلمات التي جاءت في سياق كلمة الرئيس التنفيذي – المدير العام للبنك الإسلامي الأردني، عرض البنك تقريره المستقل عن المسؤولية الاجتماعية التي ينهض بها والتي برزت في مؤشرات واضحة خلال العام 2016 حيث موّل البنك قطاعات حيّوية في الاقتصاد أو التبرع لهذه القطاعات والاستثمار فيها .. وقد برز اسم البنك واضحاً في الجائزة الممنوحة له من المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية على مستوى المنطقة العربية كلها للعام الثاني على التوالي لإسهاماته المميزة كما حصل على درع التميّز الذهبي وشهادة التقدير والتميّز في مجال المسؤولية الاجتماعية وأيضاً على جائزتين من مجموعة البركة المصرفية لنفس الغرض.
وقد جاءت الجائزتان تحت مسمى (بطل أهداف البركة لعام 2016) وجائزة أفضل مساهم في قطاع التعليم لعام 2016.
وهذا الاسهام في بناء المسؤولية الاجتماعية والنهوض بها على وجه أكمل ميز البنك الإسلامي الأردني عن غيره في أوساط البنوك على أختلاف تكويناتها وأيضاً الشركات الكبرى في بلدنا على إختلاف إهتماماتها، ولم يواز البنك في إجادة دوره في مجال المسؤولية الأجتماعية إلا شركات معدودة على أقل من أصابع اليد الواحدة ..
كنت زرت البنك الإسلامي الأردني وأطلعت على تقرير المسؤولية الاجتماعية وناقشت السيد موسى شحادة فيه، وهو يفخر بما جاء في التقرير فقد كان صاحب مبادرة أن يأتي التقرير منفصلاً على التقرير العام للبنك وان يضاء هذا الجانب من نشاط البنك وأن يعظم دور المسؤولية الاجتماعية في مساعدة الفئات أو الأفراد بالشكل الذي تخدم صورة البنك ونهجه والقيم التي يؤمن بها .. وأن تظل هذه المسؤولية في خدمة صورة الصيرفة الإسلامية بجميع جوانبها التي تصب في خدمة الإنسان والقدرة على خدمة الأمة والوطن وتأكيداً للمسؤولية الاجتماعية والنهوض بها، تأسست لجنة المسؤولية الاجتماعية التي انبثقت عن مجلس الإدارة ولجنة أخرى مشكلة على مستوى الإدارة التنفيذية إنطلاقاً من قناعة مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية .. بهذا الدور.
وتعظيماً لذلك جرى تقرير أن يصدر تقارير مستقلة فقد بدأ البنك في إصداره وطباعته وها هو يصدر التقرير الخامس على التوالي ..
ولم يترك البنك مسؤولية تقويم دوره في هذا المجال للإنطباعات بل أنه تحصّل على شهادة تقدير (ISO 2600) من منظمة الأيزو العالمية في جينيف على أدائه المميز في مشروع المسؤولية الاجتماعية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولدى البنك كما علمت من السيد شحادة خطة عن عام 2017 سننشر تفاصيلها وفيها استمرار لدعم بعض القطاعات وإنشاء نشاطات جديدة إضافية، ولأن البنك يستند إلى روح عقائدية إسلامية سمحة فقد أخذ بمبدأ القروض الحسنة بشكل متسع كما أقام صندوق تأميني تبادلي منذ عام 1994 يقوم على جبر الضرر الذي يلحق بأحدهم بتسديد رصيد مديونيته تجاه البنك وهناك برنامج تمويل المهنيين والحرفيين وأيضاً باب التبرعات داخل المملكة وهذه التبرعات كما في تقرير عام 2016 بلغت (844) ألف دينار في حين بلغ إجمالي التبرعات التي قدمها البنك منذ تأسيسه وحتى نهاية عام 2016 أكثر من (10.5) عشرة ونصف مليون دينار ..
لقد ظل البنك الإسلامي الأردني وباستمرار وفي مبادرات حيّة يتطلع لتصويب الدعم الاجتماعي باتجاه الاهداف الأكثر نفعاً وتأثيراً في خدمة المجتمع .. ولهذا كان لديه مظلة واسعة ومتنوعة من الأهداف التي جرت تغطيتها .. وخاصة في مجال المؤتمرات والندوات والتعليم والتدريب والسلامة والصحة المهنية والثقافة والفنون والآداب والتراث والصحة والطاقة والبيئة والمياه وذوي الإحتياجات الخاصة والفئات الأقل حظاً والفقراء، وكذلك في بعد التفاعل مع المجتمع المحلي وتنميته.
لقد أضاء السيد موسى شحادة هذا الركن من نشاط البنك وقد كنت أستمع إليه وهو يتحدث بما يميزه عن تلك البنوك والشركات والمؤسسات التي تعتبر المسؤولية الاجتماعية عبء عليها أو ضريبة يتوجب دفعها فقد ظل يرى أن للبنك فلسفة هي في خدمة قيم الحياة الصالحة من منظور إسلامي وسطي يتوازن مع الإنسانية ويحترم مكوناتها كافة، قال إننا بنك نعمل على أسس إقتصادية واضحة وجلية نؤمن بالشفافية ومعايرها المختلفة.
قيادة البنك الإسلامي الأردني وعلى رأسها في الأردن الرئيس التنفيذي راكمت نجاحات كبيرة منذ أكثر من ربع قرن وهذه النجاحات تتحدث عن نفسها وفي أكثر من مجال ولذا إكتسب هذا البنك سمعة طيبة، وإذا جاز لي أن أنتقل من العام إلى الخاص على غير رغبة محدثي فإنني أقول إذا كان الصفاء من باب الحال فإنه عند السيد موسى شحادة كنية يحملها بعد إسمه وله منها نصيب فقد أصبحت عنده صفة أيضاً وأدركت أنه كلما أحب الله عبده حبب الناس إليه.
محدثي مثقف واقعي لا تحجب الأرقام التي يغرق فيها يومياً أو ملفات البنك المتراكمة ثقافته عن سامعيه فإن تحدث أجاد وإن فكر أصاب فقد ظل يحمل هموم وطنه وأمته ويؤمن بشعار “الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها أدركها” وهذا ما أبعده عن التزمت والتطرف فقد نشأ نشأة عصامية حين كان التعليم يبني بيوتاً لا عماد لها وحين كان يصنع في النفس حالة العز والكرم.
هذا الرجل العصامي مثالاً وطنياً واضحاً على العطاء والبذل والعمل الدؤوب الناجح.
لا يحرجني ما أكتبه عنه لأني أستعين في ذلك بشهادات من يعرفونه ولذا لم أتجاوز في الحديث بعضاً مما هو عليه ..