عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – الذين جاءوا لإدارته لكل منهم اسلوب وطريقة وقد تركوا بصماتهم على درجات متفاوتة، وكنّا كلما جاءت إدارة جديدة نشفق أن لا تكون كسابقتها لخشيتنا على انطلاقة هذا المركز الذي أصبح مفخرة للأردن والاردنيين ومركزا أردنيا وعربيا لعموم المنطقة بامتياز، وقد جاءه أردنيون حتى من أوروبا وأميركا ليتعالجوا فيه بعد أن عمّت سمعته في الكفاءة والعناية والتطور في العلاج مناطق كثيرة في العالم.
اليوم يقف هذا المستشفى الرائد طوداً شامخا وقد توسع لعدة مراحل خلال السنوات العشر الماضية بعد أن بدأ بفكرة بسيطة تطوعية حين جمع الاردنيون دنانيرهم التي وصلت الى 36 مليوناَ بما في ذلك تبرعات عربية ليقيموا المستشفى الذي أسمي بداية بـ “مستشفى الأمل”.. وقد قيض له ادارات ناجحة وهو يتنقل من مرحلة الى مرحلة ومن ادارة الى ادارة وتعنى به اطراف رسمية وأهلية ويرعاه الحسين الراحل ويمده بكل أسباب البقاء والتطور ويصبح مقصدا للمرضى من كل عالمنا العربي ومنطقتنا الأوسع.
كنت ازور المدراء الذين تعاقبوا عليه ابتداء من الدكتورعبدالله الخطيب الذي بدا مرحلة التأسيس ومرورا بالدكتور ممدوح العبادي والدكتور سمير خليف والكتورمحمود سرحان والى الدكتور عاصم منصور الشاب النشيط الذي قطف ثمار من زرعوا وواصل الزراعة والتعهد بتفعيل ما جرى انجازه، وقد أفتتحت في عهد المرحلة الجديدة في المباني الضخمة وتأثيثها المكلف وفي هذه المرحلة ما زال المستشفى يتمتع بشبكة علاقات دولية واسعة وتوأمة مع مراكز طبية شبيهة ومتخصصة، وقد أخذ هذا التعاون شكل العمل المؤسسي اليومي المستمر.
لقد كان المنعطف الجاد والتطوير الفعلي قد رافق مرحلة التطور التي قادها سمير خليف الذي جعل المستشفى يعبر المرحلة الدولية ويتوسع في شبكة علاقاته ليتواصل من بعده العمل والتطوير.
الدكتور منصور: قبلنا التحدي ووضعنا المركز على الخارطة العالمية
التقيت الدكتور عاصم منصور العائد من جولة على اقسام المستشفى، وهي الجولة التي يدمنها يوميا وسألته وقد كان يعود من افتتاح التوسعة الجديدة عن دلالات ذلك. فقال:” إن هذه التوسعة ستمكننا من ادخال كل البرامج الطبية التي كنا نتطلع اليها، وهي ستحمل توسيع البحث في عديد من المجالات الاكاديمية، فالمستشفى لا يعني البناء ولكن كل المكونات من مختبرات وآلات وأطباء اختصاص وطواقم مساعدة.. لقد توسعنا بعدد الاسرة لنضمن لمرضانا أن لا يحرموا من الدخول لأخذ فرصة الشفاء ، لقد قررنا أن نقبل كل التحديات وأن نبحر مع العالم وان ننافس وان نطور مركزنا بأحدث الوسائل التكنولوجية لعلاج المرضى بأعلى المستويات وفي ذلك تطبيق لاستراتيجية شمولية لمكافحة السرطان.
اليوم نشاهد وجوه العديد من مرضانا وهم يتبسمون ابتسامة الانتصارعلى المرض المعقد وقد وفرنا لهم بيئة الدعم النفسي والمهني الى جانب العلاج فالبيئة المريحة والداعمة هي جزء اساس من العلاج وفي بعض الاحيان قد تعادله.
ما زلنا نمضي بتوجيه من قيادتنا الحريصة على وضع الاردن في المقدمة دائما والتي تعمل على استثمار طاقات الاردنيين باعتبار ان الانسان وقدراته هي الثروة الحقيقية الاكثر بقاء ورسوخا.. اننا نفاخر بمركزنا الذي تسنده ارادة الاردنيين ومن ادركوا اهمية البعد الانساني حين قدموا دعمهم السخي من اشقائنا العرب وحتى من متبرعين أجانب.
لقد أخذنا بعين الاعتبار ايجاد بيئة نفسية داعمة للاطفال الذين نحتفي بشفائهم ونشرك اهلهم في الاهتمام ونصمم برامج عديدة للترفيه عنهم.
ان الفوز بالشفاء ورسم الابتسامة وبعث الامل هي رسالتنا .. سنواصل وقد عقدنا العزم على مكافحة السرطان باسلوب شمولي وها نحن نضمن لمرضانا على اختلاف اعمارهم واجناسهم وجنسياتهم ومستوياتهم افضل علاج في المنطقة كلها”..
الدكتور عاصم منصور بدا متفائلا بأن المستشفى الذي يقوده سيسجل مكانه مرموقة على مستوى المنطقة كلها بعد ان تكاملت المرحلة الأهم الآن وهو ينطلق في ذلك من خبرته الممتدة التي رافقت انطلاقة المستشفى اذ انضم الى العمل كرئيس لقسم الاشعة التشخيصية منذ العام 1998 وقد نجح في جعله مميزا من خلال اختيار افضل الكفاءات له وتجهيزه بأحدث الاجهزة ثم جاءت به كفاءته ليكون نائبا للمدير العام منذ العام 2006 وقد استمر في موقعه ست سنوات حتى انتقل الدكتور محمود سرحان ليكون الدكتور حمزة في موقع المدير العام الرئيس التنفيذي.
والدكتور عاصم منصور يشغل ايضا رئيس اللجنة الوطنية للرعاية التلطيفية وعضو اللجنة الاستشارية الدولية للبرنامج الاردني لسرطان الثدي ومراكز عديدة أخرى مهنية وأكاديمية.
والدكتور عاصم الذي يتمتع بشبكة علاقات دولية واسعة في مجال عمله واختصاصه وموقعه كمدير عام للمركز يعتبر واحدا من ابرز الخبراء الاردنيين في تشخيص الاورام وتصوير الاعصاب وهو محكم في الكثير من المجلات والدوريات العلمية في مجال الاشعة التشخيصية.
إن الأريحية التي يجدها المراجعون للمستشفى يقف وراء المحافظة عليها وازدياد منسوبها تعليمات الدكتور منصور واسلوبه في العمل الذي يضمن بيئة رضى العاملين وتحفيزهم باستمرار.
واذ كنّا نضيء هذه المساحة من نشاط المركز في هذه السطور فإن الواجب يقتضي الوقوف على الجهد الكبير والرائع والمثمر الذي تبذله الأميرة غيداء طلال من خلال رديف المركز الأساس وهو مؤسسة الحسين للسرطان التي تقودها الأميرة بكفاءة وقدرة كبيرة على التسويق والدعم والتمكين .
والأميرة تشهد كافة المناسبات وترعاها وتضع في أولوياتها دعم مركز الحسين للسرطان باستمرار.
ويمكن في الملخص التالي إضاءة الخدمة العامة للمستشفى ..
يعالج مركز الحسين للسرطان ما يقارب 3500 مريض جديد كل عام من الأردن والمنطقة، حيث إنه مجهز بمعدات طبية رفيعة المستوى، ويقدم خدماته المتميزة من خلال 8 غرف عملياتو170 سريراً. ويشتمل على 18 وحدة للعناية الحثيثة، بما في ذلك 6 وحدات للعنايةالحثيثة المتخصصة في رعاية الأطفال.
ويضم المركز أكثر من 200 من مختصي الأورام والاستشاريين أصحاب الكفاءات العالية (بدوام كامل وجزئي)، وفريقاً مكوّناً من أكثر من 617 ممرضاً وممرضة تم تدريبهم على تمريض المصابين بالسرطان بصورة محدّدة لتقديم أفضل سبل الرعاية لمرضى السرطان.
يقدم مركز الحسين للسرطان العلاج الشمولي للمرضى عن طريق علاجهم جسدياً ومعنوياً، وذلك بالتركيز على احتياجاتهم الجسدية والعاطفية والاجتماعية. لذا، قام المركز بإنشاء العديد من البرامج التي تركّز على جميع مراحل العلاج الشمولي: ابتداء من الوقاية والكشف المبكر إلى تشخيص المرض والعلاج وصولاً إلى الرعاية التلطيفيّة. كما يقدم المركز العديد من الخدمات للتأكد من حصول المرضى على الدعم الذي يحتاجونه خلال فترة علاجهم المرهقة، بما فيها: مجموعات الدعم، وبرنامج إعادة التأهيل الجسدي، وعيادة التغذية، والعيادة النفسية، وعيادة التحكم بالألم للأطفال وغيرها الكثير.
ويعالج المركز جميع أنواع السرطانات ويجري حوالي 100 عملية لزراعة النخاع العظمي كلعام. وبرنامج مركز الحسين للسرطان لزراعة النخاع العظمي يعد واحداً من أكبر البرامج وأنجحها في الشرق الأوسط، إذ حقق نسب شفاء تتوافق مع المعايير العالمية. ويشرف المركز على عمليات الزراعة المتماثلة بطريقة الإخصاب الخلطي والزراعة المستمدة من الفرد نفسه. ويقوم برنامج زراعة النخاع العظمي في مركز الحسين للسرطان بإجراء عمليات الزراعة مستخدماً دم الوريد، مما يجعله البرنامج الوحيد في الأردن والثاني في المنطقة الذي يوفر مثل هذه الإجراءات المتخصصة على مستوى عالٍ للمرضى الكبار والأطفال. كما تتم معالجة حالات أخرى غير سرطانية في المركز من خلال برنامج زراعة النخاع العظمي في بما ذلك الثلاسيميا، والأنيميا الأبلاستيكية والأمراض الأيضية الأخرى.