عروبة الإخباري – قال الروائي بكر السباتين:»ان ديوان الكاتبة يمثل قاعدة انطلاق لها نحو مشروعها الادبي، اضافة الى ان عنوان الكتاب يجعلنا نستشعر بعض الملامح التجريدية ذات الدلالات الرياضية، بحكم ان الدوران حول النقطة الثابتة سيشكل لدينا دائرة هندسية».
واشار السباتين في قراءة لمجموعة الشاعرة أفنان الدوايمة «طواف حول الثبات» جرت في المكتبة الوطنية الى ان الكاتبة :»تمتلك من خلال النصوص الشعرية والنثرية التي احتواها الديوان ادواتها.
وبين السباتين في القراءة النقدية التي شاركه فيها الشاعرعبد الرحيم جداية وادارت الحوار صباح ابو العز ان الكاتبة تمتعت بالنضوج الفني وتتجلى قدرتها في بوحها الصادق ورهافة حسها فتاخذ المتلقي الى اكتشافاتها الخاصة لجوهر الوجود بلغة وجدانية مسكونة بالقلق الذي يولد الحكمة الضائعة في زحام الاسئلة العمياء والفراغ بداخل جسد الرحيل، بالاضافة لامتلاكها اطلالاتها الجميلة على الخيال الممتد الى ما هو ابعد من بدايات الكون.
إلى ذلك تساءل جداية عن ماهية الطواف الذي قصدته الشاعرة في ديوانها اهو طواف لغوي او اصطلاحي شرعي، مبينا ان هناك دلالات متعددة للحركة في ديوان الكاتبة تشير الى الطواف بأشكاله الكونية والنفسية وشعائرها الدينية وهذه الادلة موجودة في ثنايا قصائد الديوان.
وزاد أن الشاعرة تقدم نموذجين من الطواف في دائرة شعرية صغرى وكلها مرتبطة بالوقت، اذ قدمت مرور الذكريات وتلك الصور التي ما زالت تسكن ذاكرتها في تعاقب الصور والذكريات كطواف اولي ليأتي الطواف الثاني طواف شعوري الذي يؤكده قولها :
«والكل يحسب انني
خلفت في كف الوراء مشاعري»،
وقال إن الذكريات والمشاعر تشكل حالة من الطواف الجمعي ما بين الكل وبين الأنا» مستدركا اما بالنسبة للثبات فهي من القضايا التي تقدمها الشاعرة في قصيدة «العصف المأكول» التي ترفض ساحتها ان تكون ممرا للغزاة وتطالب باشهار السيف في وجه الردى وتبحث معنى التكاتف بشد الكفوف واقامة الثورة حتى تحقق اهدافها بأن يهوى الجدار امام اقدام الثبات، فالسكون لدى الشاعرة حالة من الثبات القبيح او حالة من الانصياع للواقع والترقب دون معنى جوهري «.
واشار الى ان الشاعرة: قدمت الفلسفة بين الطواف والثبات باسلوب شعري جميل اتكأ على القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، ولكن الروح الثابتة التي تحملها ولاتقبل السكون ولا تخاف ارتعاش النار هي فلسفة الوجود القوي بشعره وبقصائده وبلغته وبايمانه، لتشكل لنا علاقة ثنائية جمالية اولا من حيث الحركة والثبات، وكونية عندما ننظر في الكون ونفسية عندما نترقب الذات ودواخلها، فقد جاء ديوان الكاتبة بفلسفة اللغة على لسان الشعرلتقدم لنا تعدد معاني الطواف مع معنى واحد للثبات الا وهو الصمود والثورة للوصول للحق».
وقرأت الكاتبة عددا من النصوص الشعرية برفقة عازف عود منها ، «غزل ملثم»
قد قُد شعري ان تجمل بالكذب
بمفاتن الأبيات هديٌ ينسحب
فالهدي أضعف من غواية أسطر
وتُميل وقع مسيرها لا تنتصب