عروبة الإخباري – قال الناقد الدكتور عماد الضمور ان رواية “رسائل مبحوحة” للروائية دينا العزة تتميز بعنوانها بمظهر تركيبي ذي حساسية عالية.
وأوضح الضمور في امسية ضمن نشاط الاسبوع الذي نظمته دائرة المكتبة الوطنية مساء امس الاحد، إن الرسائل تقتضي مرسلا ومستقبلا ونصا يحمل عنفوان المرسل وخطابه الجامح، اما نعت هذه الرسائل بالمبحوحة فقد جاء تصعيدا واضحا للرؤيا وكشفا عن حالة وجدانية انتظمت معظم نصوص الكاتبة.
وبين في الندوة ان ما تتسم به الرسائل من بحة لا يعني اتصافها بالوهن العاطفي كما يتصور البعض بقدر اكتنازها للدلالة واحتشادها بالرؤى، مبينا أن بحة صوتها مصدر ارادة ومبعث ادانة لواقع يعتريه الانكسار وتحيط به المخاطر.
وقال إن الكاتبة تضع خطابا مختصرا للعنوان الرئيس لنصوصها النثرية مما جعله عنوانا شاعريا ينفتح على ممكنات فنية جديدة تتجدد معها دماء النصوص المكتوبة، إذ حرر العنوان النصوص من النثرية وبعث فيه روحا شعريا ووهجا عاطفيا تذوب من خلاله الذات لتتشكل في قالب ابداعي مجازي يتخلل افق انتظار المتلقي التقليدي، وتستحثه على استحضار الشعر أغنياته في تناسق واضح مع ايقاعيات المفردات وقدرته على ايجاد علاقات وجودية مغايرة بين الأشياء، حيث تتولد الانزياحات على مستوى صياغة العنوان دلالات تنفتح على أكثر من قراءة.
وأشار إلى أن العناوين تتحول من مجرد ملحوظات عابرة الى نصوص موازية تشكل الى المتلقي اضاءة ومفتاحا للاستشراق فتغدو العناوين رقيقة في الايقاع محاطة بشاعرية رامزة ولغة ناطقة لباطن الذات المبدعة.
ولفت إلى ان الكاتبة تحتفظ في عناوينها بخطابها العشقي الذي يصعد من أنوثة النصوص ورغبتها في رسم معالم خطاب محفز فيلمس القارئ فوضى تثور في اعماق الوجدان وهذا ما تصنعه البلاغة حالة من الزهو تحلق كالوحي حولها.
وبيّن أنها وظفت الاستعارة في رسائلها توظيفاً يخدم رؤيتها الابداعية كذلك وظفت الذكوره لخدمة ذاتها الساردة بوعي انثوي يدفع بعملية التلقي الى مراحل مختلفة من التطور حتى تصل الى إدراك خصوصية الانثى وإمكانيتها الحقيقية في تحولات حرجة معذبة لا يمكن للمرأة البوح بها كاملة بل جاءت مجزأة.
وأوضح أن معاناة الفقد وتوهج عاطفة الحب في تجربة الكاتبة قد جعل من نصوصها أقرب الى الشعر وتمتاز بكثافة المجاز وتدفق العاطفة والرغبة في معانقة الوجود برؤى حالمة ، فضلا عن ايقاعياتة الألفاظ وروعة الروح بألم الفراق.
ولفت إلى انه على الرغم من وجود انبعاثات شعرية في نصوصها إلا أن فن القصة القصيرة راسخة الوضوح في رسائلها المبحوحة التي تؤكد سطوة الكاتبة القصصية وبراعتها في نسج خيوط قصصها بواقعية لا تخلو من الخيال.
وقرأت الكاتبة عددا من نصوص الرواية “هو….هي”، “أين كهفك أختبئ به”، “عيناك!!”، “طلقت غابتك آكلة الاحساس!!”، “مذكرات خماسيني”، “كيف لا أحبك”، “عسر ولادة”.