عروبة الإخباري – لطالما انتظرت عائلة مالك ابن الخامسة عشر أن تسمع صوت أبنها ويسمعونه صوتهم، حتى غدا هذا الحلم حقيقة، بعد أن خضع لعملية زراعة القوقعة السمعية، ليستعيد من خلالها حاسة السمع، ويتغلب بذلك على إعاقة لازمته سنوات.
حلم مالك وعائلته تحول إلى واقع، وهو ينطق بكلمات الشكر والتقدير لنائب جلالة الملك سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، خلال زيارته، اليوم الأربعاء، قسم عمليات جراحة القوقعة السمعية بمدينة الحسين الطبية، واطمئنانه على أطفال أجريت لهم عمليات الزراعة، في إطار مبادرة سموه “سمع بلا حدود”.
ويجلس إلى جانب مالك شقيقه أحمد، ابن الخمس سنوات، الذي يعاني من ذات الإعاقة، بعد خضوعه لزراعة القوقعة، على أمل استعادة سمعه ونطقه، ليندمج هو الأخر كشقيقه بشكل طبيعي في أسرته ومجتمعه.
وبينما يرقد هؤلاء الأطفال على أسرة الشفاء إلى جانب ذويهم، حرص سمو ولي العهد، على تفقد أوضاعهم الصحية، واستمع إلى شرح من رئيس دائرة الأذن والأنف والحنجرة، حول مراحل العلاج، التي مر بها الأطفال أثناء وبعد عملية زراعة القوقعة، بما يحقق نتائج إيجابية تعيد لهم حاسة السمع وتساعدهم على النطق.
ولجهة استفادة ذوي الإعاقة السمعية، من أبناء وبنات الوطن من مبادرة “سمع بلا حدود”، أوعز سمو ولي العهد، باستحداث عيادة أذنية متنقلة، تسهم في إجراء فحوصات طبية وتأهيل الحالات المرضية، وإجراء المسح الميداني لهذه الإعاقات.
وتهدف مبادرة “سمع بلا حدود”، التي أطلقها سمو ولي العهد في العام الماضي، إلى معالجة الأطفال الذين يعانون من الصمم من خلال زراعة أجهزة القوقعة لهم، وإنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيلهم، وتدريب أسرهم على مساعدتهم على النطق.
وخضع نحو 471 طفلا لعمليات زراعة القوقعة، منذ عام 2013 وحتى الآن، أجريت لهم في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية، ومستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، ومستشفى الأمير حمزة بن الحسين.
وأنهت عمليات زراعة القواقع، معاناة هؤلاء الأطفال، حسبما قالت والدة الطفلين مالك وأحمد، والتي عبرت عن شكرها وتقديرها لسمو ولي العهد على مبادرته، ومساهمتها في تذليل الصعوبات الناتجة عن الضعف السمعي لديهما، وإعادة الأمل لهما في مستقبل أفضل.
وفي الخدمات الطبية الملكية، حققت عمليات زراعة القوقعة نجاحات متميزة، كان آخرها عمليات الزراعة، التي أجريت في مدينة الحسين الطبية على يد فريق متخصص، بحسب رئيس دائرة الأذن والأنف والحنجرة فيها، رئيس فريق زراعة القوقعة العميد الطبيب “محمد علي” الحياري، الذي لفت إلى أن هذه العمليات تجرى باستخدام أحدث التقنيات الطبية، “ومستمرون في تبادل الخبرات مع المراكز الطبية في العالم”.
وساهمت مبادرة سمو ولي العهد “سمع بلا حدود”، وفقا للحياري، بزيادة أعداد الاطفال المنتفعين من عمليات زراعة القوقعة، التي تعتبر باهظة التكاليف، بعد أن وفرت الدعم المالي لها.
وشرح رئيس قسم السمعيات في مدينة الحسين الطبية العميد الطبيب حسين القاسم، آلية عمل جهاز القوقعة، الذي يمكن من إجراء الفحص السمعي للمريض ويساعد في عملية التأهيل السمعي واللفظي، مشيرا إلى أهمية دور أسر الأطفال في تأهيلهم ومساعدتهم على ممارسة حياتهم الطبيعية.
ورافق سمو ولي العهد في زيارته، أمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير الخدمات الطبية الملكية اللواء الطبيب معين الحباشنة، ومدير مكتب سمو ولي العهد الدكتور يحيى المجالي.