عروبة الاخباري- كتب سلطان الحطاب – يعجبني في جمال الصرايرة انه لا يستسلم وانه يعمل لتكون المواقع التي يقودها اولا وقد استطاع في المواقع التي تولى مسؤوليتها سواء هنا على المستوى الوطني وزيرا لاكثر من وزارة وعلى فترات طويلة ممتدة عبر اكثر من حكومة . او في موقعه كنائب للامة على محافظة الكرك حين جاء الى عالم السياسة والعمل العام وهاهو اليوم في شركة البوتاس يحظى بالمنزلة الاولى بين كافة الشركات المساهمة العامة الكبيرة في تحقيق النتائج سواء في الاتساع او الارباح او توزيع العوائد على المساهمين بنسب مختلفة ..
والموقع الاول ليس في هذا المجال الذي يعني المساهمين والشركة وحصة الحكومة .. بل ايضا في الموقع الذي يصيب قطاعات واسعة من اصحاب الحاجة حيث تتقدم البوتاس العربية على كل من عداها في المسؤولية الاجتماعية التي بلغت اكثر من عشرة ملايين دينار وهو رقم لم تبلغه اي شركة اردنية في تاريخ الاقتصاد الاردني ..
فقد ادركت قيادة الشركة بحكم حسها العام مدى اهمية ذلك خاصة وان الشركة في عملها ومصانعها ومواقع تعدينها موجودة في مناطق نائية يحتاج مواطنوها الى دعم على مختلف الاصعدة فكان الدعم للجمعيات الخيرية والتعليم والصحة والطرق والفكر والتاليف والمستشفيات والاندية وغير ذلك ورغم الانحسارات الاقتصادية والتحديات العالمية وما اصاب منطقتنا تحديدا من اهتزازات ومتغيرات في السنوات الاربع الاخيرة ورغم تذبذب اسعار الطاقة وارتفاعها في الفترة الماضية . ورغم التنافسية الشديدة واغلاق اسواق او نضوب استهلاكها الا ان البوتاس العربية حافظت على كثير من اسواقها والطلب عليها وعلى تنويع مصادر دخلها ومكوناته..
كنت اتابع جلسة الهيئة العامة للبوتاس وقد جاء التقرير يسعى باخبار جديدة وبانجازات اضافية .. وكان رئيس مجلس الادارة يتلو ما في التقرير حتى جاء الى الرقم (100) مليون وهو رقم صاف تحقق بعد الضريبة وكافة الاقتطاعات مقارنة مع الفوسفات التي حققت 20 مليون فقط .. وجاء الخبر المفرح للمساهمين اكثر حين ذكر توزيع الارباح الذي بلغ 120% من راس المال .. لم يناقش احد من الحاضرين حول مسالة توزيع الارباح وهو الامر الذي يشغل بال المساهمين في الشركات ويختنق عنده النقاش في قاعات الهيئات العامة للشركات المساهمة العامة بل ان التصفيق عبر عن الرضى الذي ظل يسري داخل القاعة وخارجها وفي ميادين العمل حيث ظل رئيس مجلس الادارة وفريقه يحرصون على ذلك . فلم نعد نرى احتجاجات او خيام اعتصامات او عرائض او بيانات وجاء الرضى ايضا معكوسا من نقابة العاملين في البوتاس ومن عموم النقابات العمالية ومن البيئة المحلية التي ساهمت شركة البوتاس في دعمها وانعاشها وقد جرى التعبير عن ذلك بكلمة شكر دافئة من عضو المجلس البلدي لمنطقة الاغوار الجنوبية والذي اثنى على دور الشركة في مجال مسؤوليتها الاجتماعية
” المايسترو ” كما يحلو لي ان اسميه .. يقود اوركسترا متناغمة .. فالحكومة تاخذ حصتها من راس الكوم والشركاء الكنديون مستبشرون بالنتائج وراضون عنها ولا يعيشون كآبة الفرنسيين في الاسمنت فالحكومة الاردنية لها نصيب الاسد اذ حازت على 58 مليون دينار عام 2014 والشركة تبرعت بـ (10) ملايين دولار في برنامج مسؤوليتها الاجتماعية كما كانت حصة الرواتب والمزايا لموظفي الشركة 64 مليون دينار ..
ورغم انخفاض سعر البوتاس عالميا من 380 دولارا الى (300) للطن الواحد وارتفاع كلف الانتاج بارتفاع كلفة الطاقة والكهرباء بنسبة 15% عن العام الذي سبق وكذلك المياه الا ان النتائج مازالت تقدم ارقاما اعلى بفعل حصافة الادارة وقدرتها على ضغط الانفاق وتحسين الاداء والانتاج وتوسيع الاسواق ..
في الخطط المستقبلية ما يتعلق بتامين البنية التحتية وتطويرها وتوسيع قاعدة اصول الشركة وبناء مشاريع راسمالية تصل الاستثمارات وراس المال فيها الى مليار دولار اميركي وتشمل توسيع انتاج البوتاس ليصل الانتاج الى 245 الف طن سنويا بكلفة تتجاوز ( 200) مليون دينار وفي بناء يستمر حتى عام 2018 وهناك مشاريع اخرى في مجال تنويع مصادر الطاقة وتمويل مشروع سد وادي بن حماد الذي يوفر مياه شرب نقية لمواطني الجنوب ومشروع الميناء الصناعي الجديد في العقبة بالتعاون مع شركة مناجم الفوسفات ..
كان الصرايرة يعزف الارقام الجديدة الكبيرة على مسمع الحاضرين من مجلس الادارة والمساهمين في الهيئة العامة وهو ما جعلني اطلق عليه صفة المايستروا الذي يضبط الايقاع ويوزعه ويمتلك اجابات حاسمة على الاسئلة الطبيعية وحتى النافرة كالسؤال حول مصدر الغاز الذي تستعمله الشركة ..
غالبا ما تستقر الشركات بادارتها فهي حارسة البوابة وهي التي تقود للنجاح او تورد للفشل وفي الاردن لا تعوزنا النماذج الفاشلة التي ضربها الفساد وسوء الادارة وتظل النماذج الناجحة وعلى رأسها البوتاس شاهدا ودليلا على قدرة الادارة في النجاح حين تكون الامانة مضمونا والحس الوطني دليلا وبوصلة ..
كنت ابحث عن النقاط الخفية وعن نقد يمكن التذرع به وعن ثغرات في التقارير المتعددة او تقرير مجلس الادارة الاخير . ولكني لم اجد ولم اجد ذلك عند من هم اكثر علما وقدرة مني على قراءة التقارير السنوية وتمحيصها ممن يرهنون الاجتماعات للهيئات العامة للشركات المساهمة بوابل من الاسئلة التي تحرج الادارات وتجعلها مرتبكة او باحثة عن مخارج ..
ادارة البوتاس تستحق الثناء على جهودها وعلى النتائج الباهرة التي قدمتها وعلى حرصها على ان تكون الاولى في المسؤولية الاجتماعية من خلال حجم الانفاق عليها ..