عروبة الإخباري – وجهت النائب رولى الحروب عضو لجنة الحريات في مجلس النواب نداءً الى رئيس الحكومة عبد الله النسور من اجل اطلاق سراح نائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين زكي بني ارشيد.
وقالت الحروب في رسالة مفتوحة فجر الجمعة الى رئيس الحكومة ‘لقد كنت معارضا سياسيا يوما ما، وسجنت بسبب مواقفك السياسية، هل تقبل بما يحدث اليوم؟’.
وعبرت عن خشيتها مما وصفتها ‘سلسلة اعتقالات مقلقة لعدد من قيادات الاخوان المسلمين آخرها اعتقال السيد زكي بني ارشيد’، وقالت ‘ لا اعرف بعد طبيعة التهم الموجهة ضد كل منهم لان هذه الاعتقالات جاءت في توقيت لا نستطيع ان نعقد فيه أي اجتماع للجنة الحريات لانه لا يوجد لها رئيس حاليا، فالانتخابات ستكون يومي 25 و26 الشهر الجاري’.
واضافت ‘ ولكن ، مع ذلك ساحاول جمع المعلومات من مصادرها لفهم حقيقة الأمر، مع تسجيل اعتراضي على محاكمة أي مدني امام أمن الدولة لاسباب سياسية تتعلق بحرية التعبير عن الراي، طالما ان التعبير عن الرأي تم بوسائل سلمية ولم يحرض على العنف، أما تهمة تعكير صفو العلاقات مع دولة شقيقة او اجنبية فقد سبق ان حذرت من خطورتها وخطورة ادراجها في قانون منع الإرهاب والاصرار على احالة المدنيين الى محكمة امن الدولة في مسائل تتعلق بحرية الرأي والتعبير’.
وقالت الحروب ‘ أخشى ما أخشاه ان يكون مطبخ القرار لدينا قد قرر اللحاق ببعض دول الخليج ومن قبلها مصر في اعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية، او لعل تطورات الاحداث في القدس وسلوك الإسرائيليين الانتقامي من جهة والعدواني من جهة اخرى واقوال السيسي حول ضرورة ضرب الجماعات المسلحة في سيناء لحماية امن مصر اولا وحماية امن إسرائيل ثانيا سبب في هذه الاعتقالات او على الأقل اعتقال السيد زكي بني رشيد’.
وتابعت ‘وقد تكون السلطة التنفيذية لدينا خلطت بين الفكر الداعشي وسلوك تنظيم الدولة الإرهابي وبين فكر الاخوان المسلمين، رغم الفروق الشاسعة بينهما فالاخوان يؤمنون بالعمل السياسي السلمي واسسوا أحزابا سياسية في كل البلدان العربية والإسلامية التي وجدوا فيها، اما الدواعش فينتمون الى فريق من السلفية الجهادية ، وهو يختلف جزئيا في أفكاره حتى عن السلفية التقليدية العلمية والسلفية الحركية’.
وبينت الحروب ‘بغض النظر عن رأيي الشخصي في مسارات عمل بعض القيادات في الجماعة، واختلافي مع بعض طروحاتهم السياسية ، إلا أن اعتقال أي طرف سياسي معارض بسبب مواقفه السياسية هو أمر أتمنى أن لا يحدث في وطننا الجميل الذي أفلت من رياح التغيير في المنطقة بسبب سياساته المتسامحة مع الفرق السياسية المتعددة’.
وزادت ‘أردننا قوي بتعدديته، قوي بتسامحه، قوي بوسطيته، قوي باعتداله، ولا داعي ابدا للاقتداء بتجارب لا تناسبنا ولا تتفق مع الواقع، فجماعة الاخوان لدينا لها خصوصية في سلوكها، وهي ليست مشابهة لسلوكها في مصر او ليبيا او العراق او سوريا…اخوان الأردن مختلفون، ويدركون خصوصية الاردن، حتى وإن شطح بعضهم أحيانا في بعض التصريحات، الا أنهم يفهمون تماما العوامل الداخلية والخارجية التي تحكم مساراتنا في الأردن’.
وختمت حديثها الحروب بالقول ‘مرة أخرى أقول…لا أدافع عن شخص بعينه أو جماعة بعينها، وإنما ادافع عن المبدأ، وهو حق المعارضة السياسية في الوجود والعمل ضمن الدستور، أما قانون منع الإرهاب ومحكمة امن الدولة فإنهما من الاتساع بمكان بحيث يمكن تطويعهما لاخضاع أي شخص لمظلتهما’.
وقالت ‘أردننا قوي جميل متماسك…لا داعي ابدا للتصعيد ضد البعض واستعداء البعض في وقت نحن احوج ما نكون فيه للتعاون والاحتواء’.