عروبة الإخباري –
سجَّل مرصد مصداقية الإعلام الأردني )أكيد( 385 إشاعة خلال العام الماضي 2023، وكانت الإشاعات المرصودة قد صدرت وانتشرت بين جمهور المتلقين، ووصلت إليهم عن طريق وسائل إعلام محلية، ومنصَّات نشر علنية، مثل مواقع التَّواصل الاجتماعي: فيسبوك، إكس، إنستغرام، سناب شات، تيك توك، وتطبيقات الهواتف الذكية؛ ومنها واتساب، وتيليغرام.
وطوّر مرصد (أكيد) منهجيّة كمية ونوعية لرصد الإشاعات وفق تعريف الإشاعة بأنّها: “المعلومات غير الصحيحة، المرتبطة بشأنٍ عامٍ أردني، أو بمصالحَ أردنيّة، والتي وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف شخص تقريبًا، عبر وسائل الإعلام الرَّقميّ”.
وتبين لـ (أكيد) من خلال عملية الرَّصد اليومية وعلى مدى 12 شهرًا المنصرمة، أن عدد الإشاعات الذي بلغ 385 إشاعة، بمعدل 32 إشاعة شهريًا، قد سجّل ارتفاعًا بمقدار 23 إشاعة، مقارنة بالإشاعات التي سُجِّلت خلال العام 2022، والتي بلغت 362 إشاعة. بهذا يكون متوسط عدد الإشاعات قد ازداد من 30 إشاعة العام 2022 إلى 32 إشاعة العام 2023.
وقد سجّل شهر أيار الماضي عدد الإشاعات الأعلى خلال 2023، حيث بلغ عددها 52 إشاعة بنسبة 13.5 بالمئة من مجمل الإشاعات، فيما سجّل شهر كانون الأول الإشاعات الأقل بواقع 12 إشاعة بنسبة 3.1 بالمئة.
وقد شهدت الإشاعات الصحية ارتفاعًا بمعدل 13 إشاعة عما كانت عليه في العام 2022، حيث سجّل المجال الصحي 27 إشاعة آنذاك، ارتفعت إلى 40 إشاعة في العام 2023، ما ارتقى بإشاعات المجال الصحي من المرتبة الخامسة (ما قبل المجال الاجتماعي في المركز الأخير) في العام 2022 إلى المرتبة الرابعة في العام 2023، حيث تبادل موقعه مع المجال السياسي، فيما حافظت بقية المجالات الثلاثة الأولى: الاقتصادي والشأن العام والأمني على التوالي، والاجتماعي في المركز السادس على ترتيبها دون تغيير للعام الثاني.
وفي تفاصيل رصد (أكيد) لحجم الإشاعات ومجالاتها خلال العام 2023، نجد أنها تتوزع على النحو التالي:
أولًا: الإشاعات الاقتصادية في الصدارة
بتصنيف الإشاعات بحسب المجال، نجد أنَّ الإشاعات الاقتصادية تصدّرت المشهد، كما هو مبين في الجدول رقم (1)، حيث حلّت الإشاعات الاقتصادية بالمرتبة الأولى بواقع 113 إشاعة من أصل 385 بنسبة 29.4 بالمئة، ثم جاءت في المرتبة الثَّانية إشاعات الشأن العام بـ 97 إشاعة بنسبة 25.2 بالمئة، فيما جاءت في المرتبة الثَّالثة الإشاعات الأمنية التي سجلت 86 إشاعة بنسبة 22.3 بالمئة، تلتها إشاعات المجال الصحي،ّ مسجلة 40 إشاعة بنسبة بلغت 10.4 بالمئة، ثم الإشاعات السياسية التي سجلت 34 إشاعة بنسبة 8.8 بالمئة، وأخيرًا الإشاعات الاجتماعية التي سجّلت 15 إشاعة، بنسبة 3.9 بالمئة.
ثانيًا: 21 إشاعة خارجية
تتبّعت عملية الرصد مصدر الإشاعات المنتشرة عبر وسائل الإعلام، ومنصَّات النَّشر العلنية لا سيما شبكات التواصل الاجتماعيّ، فتبيّن لدى تصنيف الإشاعات بحسب مصدرها، أنّ حصّة المصادر الداخليّة، سواء كانت تواصلًا اجتماعيًا أو مواقع إخباريّة، قد بلغت 361 إشاعة من مجمل حجم الإشاعات لعام 2023، بنسبة بلغت 93.7 بالمئة، فيما سُجّلت 21 إشاعة من مصادر خارجية بنسبة بلغت 5.5 بالمئة، وثلاث إشاعات لم يُحدد مصدرها بنسبة 0.8 بالمئة.
ثالثًا: الإعلام التقليدي يطلق 98 إشاعة
لدى تصنيف الإشاعات بحسب وسيلة النشر، تبيّن من خلال رصد (أكيد)، أنّ 287 إشاعة، بنسبة 74.5 بالمئة، كان مصدرها وسائل التَّواصل الاجتماعيّ، فيما كان الإعلام التقليدي مصدرًا لـ 98 إشاعة بنسبة بلغت 25.5 بالمئة.
ويرى مرصد (أكيد) في قضية الإشاعات وانتشارها الآتي:
أولًا: إنّ القاعدة الأساسيّة في التعامل مع المحتوى الذي يُنتجه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعيّ هي عدم إعادة النشر إلا في حال التحقّق من مصدر موثوق.
ثانيًا: إنّ الاعتماد على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعيّ كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقّة المحتوى من عدمه يتسبّب بنشر الكثير من الأخبار غير الصَّحيحة والبعيدة عن الدِّقة، وبالتالي ترويج الإشاعات وانتشار المعلومات المضلِّلة والخاطئة.
ثالثًا: اعتمد رصد (أكيد) على تحديد الإشاعات الواضح بأنّها غير صحيحة، أو تلك الأخبار التي ثبت عدم صحّتها بعد نشرها خلال الأيّام التي تلت النشر.
رابعًا: طوّر (أكيد) مجموعة من المبادئ الأساسيّة للتحقّق من المحتوى الذي يُنتجه المستخدمون، بصرف النَّظر عن نوع المحتوى، إن كان مرئيًّا أو مكتوبًا أو مسموعًا أو مقروءًا. وتوضّح هذه المبادىء ضرورة طرح مجموعة من الأسئلة قبل اتّخاذ قرار نشر المحتوى المنتَج.
خامسًا: عادة ما تزدهر الإشاعات في الظروف غير الطبيعيّة، مثل أوقات الأزمات، والحروب، والكوارث الطبيعيّة… وغيرها، وهذا لا يعني “عدم انتشارها” في الظروف العاديّة.
سادسًا: يتم ترويج الإشاعات بشكلٍ ملحوظ في بيئات اجتماعيّة، أو سياسيّة، أو ثقافيّة دون أخرى، ويعتمد انتشارها على مستوى غموضها، وحجم تأثير موضوعها، ومدى حصول المتلقين على تربية إعلامية صحيحة وسليمة.
وينشر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) على موقعه الإلكتروني، تقارير تحقق من المعلومات المضلِّلة والخاطئة والتي تنتشر في وسائل الإعلام، رغبة منه في رفع الوعي بخطورة انتشار هذه المعلومات غير الصَّحيحة وبتأثيرها السلبي على المجتمع.