عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب – الغيورون على الإسلام من أتباعه سواء كانوا أفرادا أو أحزابا أو منظمات عليهم أن يهبوا قبل غيرهم في شجب واستنكار وأدانة وأيضا بناء عمل حقيقي يتصدى لكل هذه الصور المشوهة عن الاسلام وخاصة ما جرى اقترافه أو ما سيجري ولعل الصورة الأخيرة التي نشرت عن جماعة “بوكو حرام” ابلغ مشهد عن تشويه صورة الاسلام وتدمير هذه الصورة ليس عند أعداءه بل وعند أتباعه..
هناك جهات موجهة تلتقي مع جهات جاهلة ومتخلفة في انجاز هذه الصور والمواقف ،ليس من في تدمير تماثيل بوذا في افغانستان التي لم تدمرها جيوش الفتح بقيادة قتبة بن مسلم الباهلي التي مرت عنها ولا من الذبح للأسرى او المخطوفين او من يصنفوا بالخصوم كما تذبح الشاه وعزل رؤوسهم عن جثثهم وليس بما جاءت به حادثة خطف البنات في نيجيريا وهو العمل المنسوب الى “بوكوحرام”.
قلت تحالف الجهات الأجنبية وتخطيطها لأيجاد مبرر للحرب على الاسلام وتسويغ هذه الحرب كلما أصبحت صورة الاسلام كريهة ومثيرة وخطيرة كما الحوادث التي نعيشها من قتل وارهاب رأيناه في مناطق سيطرت عليها داعش وغير داعش في سوريا وغير سوريا وفي مناطق في الجزائر ابان ازدياد نفوذ المنظمات المنتسبة للاسلام ممن تطرفت وقتلت الأطفال وقطعت رؤوسهم بالفؤوس حتى لا يكبروا عصاة.ورأت ان في ذلك تقربا من الله تحت شعار “ابناء الفاسقين فاسقون”.
اذا استمر تشويه صورة الاسلام هكذا فإن اتباعه سيجدون حرجا في الدفاع عنه حتى لدى اتباعه ولذا على القادرين والدول التي تدعي الاسلام و في دساتيرها ما يشير الى انه دينها ان تهب ليس للحرب والقتال وانما لتقديمه شريكا في الحضارة المعاصرة ومساهما مخلصا في نجاتها واسعاد البشرية. ليس بتبعية هذه الدول للغرب وموافقتها على خططه في محاربة التطرف بطريقته وضمن رؤيته وبفهمه وثقافته لأنه غير معني بمحاربة الظواهر السلبية التي هو مسؤول في الأصل عن نشوء اسبابها نتاج احتلال القدس ووجود اسرائيل ونتاج دعم الأنظمة المستبدة لسنوات وغياب حق المسلمين في التطور والتقدم باستقلالية كما شعوب الارض الاخرى.
الاساليب الجهنمية حيث يتحالف اعداء الاسلام مع الجهلة من ابناءه وحين يجري دعم وجود مثل هذه الصورة كما في خطف البنات النيجيريات ليأتي رامبو أو بطل الكاوبوي الأمريكي مخلصا . هذا فيلم جرى اتقان حبكه وعقدته وإخراجه وتوفير المال له وتوزيع أخباره. وهذه اخر الطبعات فالمسلمون يهمهم العرض والشرف ولا بد من تذكير الغرب وتعبئته ضد المسلمين من أصحاب الحقوق المصادرة بإعادة استعمال عبارات “العبيد”: و”الجواري” و”السبايا” والنخاسة وأيضا عبارات الغزو “غزوة نيويورك” وعبارة “الغنيمة” التي استعملتها كونزاليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية التي غزت ادارتها العراق حينما قالت باللفظ العربي عن العراق إنه :غنيمة”..
نعم يجري إحياء تعبيرات قديمة من التراث ولصقها بأفعال مشينة واستعمالها والترويج لها..
فالذي دفع الرسامين الغربيين من هولندا والدنمارك ليرسموا الصور المسيئة للرسول وتسجيل ردود الفعل والذي دفع الفاعلين لتحطيم تماثيل بوذا وسبي او بيع البنات النيجيريات او التهديد ببيعهن هو يريد الخبر ويريد الصورة ويريد الصاق ذلك بالاسلام الذي يعمل بعض اتباعه ضده.
الذين يقولون انهم مسلمون معتدلون لا يكفي ان يتنصلوا من هذه الاعمال او يستنكرونها او ينفضون أيديهم منها بل هم المعنيون بالدرجة الاولى بمقاومتها وفضحها ولا يجوز ان يغريهم قتل سفير امريكي في ليبيا وحرقه داخل المبنى او شبح وتعليق أسرى او قتل مسلمين لأنهم خارجون عن تعليمات جماعة فلان اوعلان..هذا السكوت هو سكوت عن وباء وعن طاعون وعن مرض يجتاح الملايين ليحولهم الى ارهابيين.
بوكو حرام وغيرها صناعة عليها علامة استفهام كما داعش والقاعدة وغيرها ولولا ان بعض التيارات المعتدلة ظلت تصمت وتوفر حواضن لهذه الفصائل المتطرفة لخرجت معزولة وضعيفة فالبيض الذي كانت فصائل الاعتدال توفر له سخونة التفقيس كان يفقس التطرف الذي قد يصل بنا في لحظة معينة وقد أصبحت الصورة مشوهة هل هناك اسلام معتدل واسلام غير معتدل وعندها لن نجد من يشتري صورة الاسلام المعتدل حين ينصرف المتسوقون وكل له هدفه الى التعاطي مع غير المعتدل وترك بضاعة المعتدل..
المشكلة ان المعتدلين يريدون بيع اعتدالهم لمن يدعون انهم يحاربون التطرف تحت شعار نحن القادرين على لجم التطرف فاشترونا دون ان يدركوا ان للتطرف سوقا رائجة وأنه يجتذب التمويل اكثر ويحقق اهداف اعداء الامة في بقاء الاحتلال والتبعية ومصادرة القدس فالحرب ضد الاسلام المتطرف وضد التطرف لن يتوقف طالما انها تحصد اهدافا يتنفع منها,,
وسيجد المعتدلون ان بضاعتهم كاسدة وانهم مشروع برسم التطرف لما يرونه ويعيشونه ويشاهدونه فمن ينقذ المسلمين مما هو مدبر لهم حين نتحدث عن انقاذ صورة الاسلام ؟ اليس مشروع يهودية الدولة يصب بهذا الاتجاه الذي يستخف به البعض!!