يعتبر قبول عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي هذه المؤسسة الأممية التي مهمتها إرساء السلام والأمن للشعوب العالم المنطوية تحت هذه المنظمة ومؤسساتها الدولية تدفعنا إلى قرع جرس الخطر الذي أصاب وبشكل مباشر الأمم المتحدة، كانت لدي شكوك في آلية القوى المسيرة للأمم المتحدة ولكنني اليوم تتحول الظنون والشكوك إلى وقائع للعديد من الأسباب الجوهرية المتراكمة، وسوف أطرح في البداية كيف يمكن لدول أعضاء في الأمم المتحدة ومؤسساتها أن يتم تمرير أو مجرد القبول بمثل “إسرائيل” بقبول ترشح نائب لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما حدث يعتبر إنتهاكات فادحة في منظومة الأمم المتحدة، كيف يمكن قبول ذلك و”إسرائيل’ دولة إحتلال وتمييز عنصري ولم تلتزم بالقوانين الدولية للأمم المتحدة، بحيث لم يتم تنفيذ أي من قرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة منذ قبول عضوية “إسرائيل” داخل هذه المؤسسة الأممية التي مهمتها إرساء السلام والأمن للشعوب العالم.
الملفت للنظر أن جلعاد أردان نفسه قام بتمزيق تقرير مجلس حقوق الإنسان لإدانته “إسرائيل” بانتهاكات ضد الفلسطينيين، بينما جدد الإتحاد الأوروبي دعوته “إسرائيل” إلى وقف خططها لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
هذا يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت سيطرة اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على إتخاذ المواقف والقرارات داخل هذه المؤسسة الأممية، والتي لم تتمكن من تنفيذ أي من قرارات مجلس الأمن الدولي حين يتعلق الأمر “بإسرائيل” على الشعوب ودول العالم، إعادة النظر بعضوية الإنتساب للأمم المتحدة التي أفرغت من المضمون ودورها ومهماتها المناطة بدورها، وقد أصبح واضح أزدوجية الكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الصادرة عنها، هناك العديد من الدول قد فرض عليها سلسلة من العقوبات والحصار الإقتصادي، كما حدث في كوبا وكوريا الشمالية وإيران والعراق وسوريا بما في قانون قيصر الذي تسبب بمعاقبة الشعب السوري بسبب تلك القوانين الجائرة ، بما في ذلك إستخدام القوة إستناداً إلى البند السابع والذي يستخدم بالقوة الجبرية حين لم تلتزم بالقوانين الدولية للأمم المتحدة، ومن المؤسف أننا لم نشاهد “إسرائيل” تنصاع لقرارات الأمم المتحدة ويتم مكافئة هذا الكيان الذي يمثل عنوان الإرهاب ونظام الأبارتايد.
في حين منذ اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا رأينا سلسلة من القرارات والعقوبات والحصار الإقتصادي بشكل شمولي على روسيا الاتحادية، وإزدواجية المعايير الدولية وآلية تنفيذها. وبعد مرور أقل من شهر على جريمة إغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قناص جيش الإحتلال الإسرائيلي، وجريمة إغتيال الصحفية غفران خلال ذهابها إلى عملها وقتلها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي يتم مكافئة “إسرائيل” وتعين جلعاد أردان نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الأمر يستدعي من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إعادة النظر بمكونات هذه المؤسسة الأممية التي فقدت مصداقيتها، أمام شعوب العالم والشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري منذ 74عاماً بدون تحقيق العادلة المنصفة للحقوق الإنسان في الحرية والاستقلال والتحرر الوطني من الإحتلال الإسرائيلي.
عمران الخطيب
Omranalkhateeb4@gmail.com