عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
هنا في إسطنبول عاصمة الجمهورية التركية، عقد اليوم في جو معتدل نسبيا وفي احد فنادق العاصمة “الملتقى الأول لرجال الأعمال الفلسطينيين والأتراك” ليوم واحد وفي جلسات متتالية وبمشاركة اكثر من مائة وخمسين من الحضور، بعضهم مدعوين من الخارج وخاصة من فلسطين التاريخية من الضفة وغزة والقدس ومن فلسطينيي الداخل والخارج.
بدأت فكرة تنظيم إطار لرجال الأعمال الفلسطينيين هنا قبل ما يقارب العقد من الزم، فالجالية الفلسطينية اليوم تزيد عن عشرين ألفا، يتمركز معظمهم في العاصمة وبعضا منهم مضى عليه سنوات طويلة، بل ان بعضهم ولد في تركيا ودرس وعمل، كما استمعنا لهم يتحدثون عن ذلك.
وهناك من يملكون شركات يشار اليها بالبنان ولديهم قصص نجاح، وقد ارتبطت تجارتهم بالوطن ولهم فيها ممثلين ووسطاء ويجري تنظيم زيارات مستمرة لرجال الأعمال الذي رأى بعضهم ضرورة تجميعهم في إطار.
كما تناوب على رئاسة هذه الهيئة عدة قادة إداريين واقتصاديين، وقد آلت قيادة هذه الهيئة لشخصية ادارية اقتصادية خبيرة بالشؤون التركية ومناخات الاستثمار في تركيا ومن تركيا هو السيد مازن الحساسنة..
لقد استطاعت هذه الهيئة في السنوات الأخيرة ان تنجز الكثير، ومن بين انجازاتها انعقاد المؤتمر الأول الذي دعيت لحضوره وتعرفت فيه على العديد من رجال الأعمال الفلسطينيين.
مجالات الاستثمار هنا واسعة أمام رجال الأعمال الفلسطينيين الذين خبروا السوق التركي، كما خبروا اشتراطات البيئة الاستثمارية التركية، ولا يزعم احد فيهم انه بدأ دون ان تواجهه عقبات، ولكن انخراطهم في هذا الإطار وهو الملتقى، وفر لهم الخبرات الإدارية والقانونية التي كانت ضرورية لحفظ وصيانة استثماراتهم، وقد ادركوا ضرورة ان يكون هناك خبرات قانونية ومكاتب محامين لتعريفهم ببيئة الاستثمار وحقوقهم وواجباتهم، والسقوف الضريبية والالتزام به وحجم الإعفاءات التي يمكن الحصول عليها ومددها .
ولان في الاتحاد قوة وفي المشورة فائدة، فقد نبه لذلك الأستاذ الحساسنة، الذي عمل بروح وطنية واخلاص لمصلحة المستثمرين، وأشار إلى الفرص ونبه من المخاطر، واستقدم احد الخبراء الإداريين والقانونيين من مكتب رئيس الجمهورية التركية اوردغان، حيث تتبع الهيئة العليا للاستثمار في هذه البلاد لمكتب رئيس الجمهورية وإشرافه، لما توليه الجمهورية التركية من أهمية للاستثمارات الأجنبية وكسبها، خلاف الاستثمارات في بلداننا العربية التي تتعدد الجهات المسؤولة، مما يتسبب في بطء الاستثمار وضياع فرصه وتعقيدات الوصول اليه .
في البروشور المرافق الموزع في الجلسة، أحصيت اكثر من خمسين شركة فلسطينية و مشاركة بمستثمرين مالكين فلسطينيين، توزعت استثماراتهم بين الصناعة والتجارة والخدمات واللوجستيات والتعليم والسياحة ونشاطات أخرى عديدة.
ولقد عرفت من الملتقى ان الهيئة التي عقدته لها نشاطات في جوانب المسؤولية الاجتماعية، حيث جرت مساعدات لطلاب ومرضى وذوي حاجات خاصة بشكل محدود.
انعقاد الملتقى فتح مجالا واسعا للاطلاع على فرص الاستثمار في تركيا ،وإعادة الربط مع السوق الفلسطينية التي تتمتع بعلاقات واسعة في التبادل التجاري لصالح تركيا، حيث تتمدد المنتوجات التركية فيه بشكل واسع ومنافس ليجعل من تركيا الشريك الأول لفلسطين اقتصاديًا .
ويحظى رجال الأعمال الفلسطينيين برعاية ومعاملة خاصة من جانب الحكومة التركية التي تقيم علاقات اقتصادية رسمية مميزة مع السلطة الوطنية الفلسطينية ووزارائها وعدة هيئات فيها .
الحساسنة.. كما علمت متفائل من تصاعد وتقدم هذه العلاقات المرعية أيضا من جانب الرئيس محمود عباس ومن وزراء الخارجية والتجارة والاقتصاد ، ولعل النشرة او المجلة الدورية التي يصدرها رجال الأعمال تحاول هي أيضا ان تعكس مدى التطور الذي شهدته السنوات الأخيرة، حيث استقطبت تركيا الكثير من وجهات الاستثمار العربية من القطاع الخاص العربي المهجر بقسوة من بلدان عربية عصف بها الربيع العربي، ووجدت في تركيا بيئة استثمارية خصبة.
يبقى ان أقول ان الملتقى قد فتح عضويته لكل الحاضرين ممن يرغبون في الانضمام اليه، وقد توفرت لهم شروط العضوية ورأيت من الواجب ان يتوفر للرأي العام الفلسطيني والعربي الاطلاع على نشاط هذا الملتقى ودعمه، والتعريف بأهدافه، فالفلسطينيون المتشبثون بوطنهم والذين دفعوا ثمن صمودهم، يستحقون الدعم والعمل لتعزيز صمودهم وربطهم بأسواق الاستثمار والتجارة التركية، ولعل هذا الملتقي الذي يجمع فلسطينيين من الداخل والخارج. نموذجًا على ذلك..