انتفاضة ثالثة عنوانها التحرر وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني

كتب عمران الخطيب   

تتحدث وسائل الإعلام وكثير من المحللين وخاصة من يهتم بمتابعة التطورات الميدانية داخل فلسطين المحتلة وفي غالب الأحيان يتم التطرق إلى انتفاضة ثالثة والكل يدفع في إتجاه الانتفاضة الثالثة، والبعض يطرح الانتفاضة دون أن يكون على معرفة بنتائج الانتفاضة ومستلزمات ومتطلبات هذا التحرك الشمولي للانتفاضة، البعض يعتبر مواجهات مع الإحتلال الإسرائيلي وشهداء وجرحى ومصابين واعتقالات وملحقاتها ونسف وتدمير البيوت واقتحامات للمنازل السكنية،وصدور البيانات الخطابية وأنا أقول لا توجد انتفاضة ثالثة على غرار الانتفاضة الأولى والتي تشكل على آثار ذلك القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة بسبب عوامل ذاتية في الساحة الفلسطينية ومنها بالدرجة الأولى الانقسام الفلسطيني، حيث تتولى حركة حماس السيطرة والاحتواء على قطاع غزة منذ الانقلاب العسكري الدموي عام 2007 وثانيا قامت حماس و”إسرائيل” بهدنة طويلة الأمد، وكما قال رئيس حركة حماس إسماعيل هنيه حول أسباب الهدنة مع “إسرائيل”، حيث قال نتيجة أعمال المقاومة وإطلاق الصواريخ من قطاع غزة كانت نتيجة صفر على حسب قول السيد هنيه، وقال نحن وفصائل المقاومة وصلنا إلى هذه النتائج نهاية الاقتباس.

ولكن حماس وحلفائهم من الفصائل تريد الإبقاء على قطاع غزة خارج إطار الحسابات، وتعتبر بأن تكون الانتفاضة وبكل أشكالها الشعبية والمسلحة في الضفة الغربية وبذلك وكما يقول المثل الشعبي “عصفورين بحجر واحد”، انتفاضة في الضفة الغربية تؤدي إلى إضعاف السلطة الفلسطينية وتعود “إسرائيل” في إعادة السيطرة على الضفة واختصار السلطة على الدور الأمني وإنهاء الدور السياسي للسلطة في الضفة، وتغيب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني، وتفاهم حماس و”إسرائيل” على غرار تفاهم طلبان أفغانستان والإدارة الأمريكية، ولكن الذي لم يكن في الحسبان لدى مختلف الأطراف بأنه ليس من السهل السيطرة والاحتواء للضفة الغربية من خلال بعض التسهيلات للعمالة الفلسطينية من العمل في “إسرائيل”، فإن الفلسطينين في الضفة والقدس قد تجاوز الانتفاضة الشعبية من خلال العمليات الفردية للمواطنين في مختلف مناطق الإحتلال ، مما أفقد الجانب الإسرائيلي السيطرة على منظومة الأمن للأفراد المستوطنين وجيش الإحتلال الإسرائيلي، حيث قد تمتلك سلطات الإحتلال مختلف أنواع السلاح ومع ذلك لا تمتلك مقومات الأمن والأمان، حيث تتصاعد العمليات الفردية وقد تصبح بشكل يومي وبعيد عن الحسابات لتنظيمات والفصائل الفلسطينية حيث يتخذ المقاوم الفلسطيني وبشكل فردي وبدون أدنى خوف أو حساب يقوم بعملية طعن جندي أو دعس أو إطلاق الرصاص الحي على جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، بل يتجنب إطلاق الرصاص على النساء والأطفال كما حدث في كثير من العمليات الفردية،إضافة إلى عمليات المواجهة المباشرة بين المقاومين في مخيم جنين ونابلس والمناطق الفلسطينية الأخرى،لكل من يستنتج أو يتوقع حدوث انتفاضة كما حدث في السنوات الماضية نقول قد تغيرت المعطيات في هذا الشأن ولكن السؤال الجوهري هل تتراجع هذه العمليات الفردية ونوعية باعتقادي بأن هذه العمليات سوف تؤدي إلى المزيد من هذه العمليات بين أفراد الشعب الفلسطيني، وخاصة بين صفوف الشباب الفلسطيني الذي يشاهد الجرائم اليومية للأحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، لذلك سوف تصبح العمليات حالة دائمة وليست مجرد ردود فعل وفي سياق تفاعل الأحداث سوف تنخرط الفصائل الفلسطينية في القيام بعمليات عسكرية قد تأخذ الطابع الفردي أو من خلال تشكيل الخلايا المقاومة
وتنتشر وتتسع في مختلف مناطق الضفة والقدس وخاصة مع تصاعد التوترات والعقوبات الجماعية للسلطة الإحتلال الإسرائيلي وقيام المستوطنين والمتطرفين الصهاينة في الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك وباحاتها وفي ضل الإجراءات الإرهابية للجيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي.

وعلى الجانب الإسرائيلي والإدارة الأمريكية تحمل نتائج استمرار الاستيطان والعقوبات الجماعية المفروضة على الشعب الفلسطيني
ونقول للأمة العربية والإسلامية ولكل من يدعو إلى الانتفاضة الثالثة الاستعداد إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني، حيث يتمثل ذلك في مقاومة كل أشكال التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي ومقاطعة الشركات والمؤسسات والبضائع لمختلف الأسواق للمنتوجات الإسرائيلية، هذه هي الخطوات المطلوبة لتعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني للأحتلال الإسرائيلي
الاستيطاني العنصري الفاشي، المطلوب تقديم مختلف عوامل الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني
للتحرر وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي.

عمران الخطيب

Omranalkhateeb4@gmail.com

شاهد أيضاً

الإحتلال الإسرائيلي…والإنحياز الأمريكي…. عنوان لتقويض الأمن والسلم الدوليين؟* د فوزي علي السمهوري

عروبة الإخباري – لم تعد تنفع المكابرة والعناد الأمريكي ومن يدور بفلكها من دول اوربية …