ترحب الجبهة العربية الفلسطينية بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، القاضي بإلزام قوة الاحتلال الصهيوني بتسهيل وتأمين إدخال المساعدات الإنسانية وجهود الإغاثة التي تنفذها الأمم المتحدة ووكالاتها، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، باعتباره انتصاراً قانونياً وأخلاقياً جديداً لشعبنا الفلسطيني الصامد في وجه الإبادة والحصار والتجويع.
إن هذا القرار التاريخي يؤكد أن إسرائيل كقوة احتلال تقف اليوم عارية أمام العالم، بعد أن حاولت لسنوات تدمير مؤسسات الأمم المتحدة وتجفيف موارد الأونروا في إطار حربها الشاملة على الوجود الفلسطيني وحق اللاجئين في العودة. لقد أسقطت المحكمة أكاذيب الاحتلال، وأثبتت أن الرواية الصهيونية ليست سوى أداة لتبرير جرائم الحرب والتغطية على جريمة التجويع المتعمد التي ترتكب ضد أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
وتدعو الجبهة إلى تحويل هذا الرأي الاستشاري إلى إلزام سياسي وقانوني من خلال تحرك فلسطيني–عربي منسق في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لإجبار الاحتلال على التنفيذ الفعلي للقرار ورفع الحصار فوراً، وضمان عودة الأونروا إلى كامل دورها في الإغاثة والإعمار، باعتبارها الشاهد الأممي على نكبة اللاجئين وحقهم المقدس في العودة، وكذلك على الابادة الجماعية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني .
كما تحيي الجبهة مواقف الدول والمنظمات التي وقفت إلى جانب الحق الفلسطيني في جلسات المحكمة، وتدعو المجتمع الدولي إلى محاصرة الاحتلال سياسياً واقتصادياً وقانونياً حتى إنهاء احتلاله غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، تنفيذاً للرأي الاستشاري الصادر عن المحكمة ذاتها في تموز/ يوليو الماضي.
إن شعبنا الذي واجه الموت جوعاً وناراً، يكتب اليوم صفحة جديدة في معركة الوعي والعدالة، ويؤكد أن الحق الفلسطيني لا يقهر، وأن صوت الأحرار في العالم بات أقوى من دبابات الاحتلال وصواريخه.