كتب سلطان الحطاب –
كما توقعت أمس الأول، أن إسرائيل ستخطف من هم على متن السفينة التي جاءت لكسر الحصار عن غزة، أو قصفهم كما فعلت من قبل مع السفينة مرمرة التركية، عام 2010، حيث استشهد من طاقمها 10 أشخاص.من 500 كانوا على متنها.
أقدمت إسرائيل على اقتحام، مادلين، بأوامر من حكومة الاحتلال الإرهابية، وامتدح وزير الحرب المجرم يسرائيل كاتس، الجيش على سرعة السيطرة على السفينة.
جرى محاصرة مادلين، بستة زوارق، اقترب أربعة منها، ليدخل الكوماندوز الإسرائيلي إليها، في حين ناشد قادة مادلين المتطوعين، الـ12، بعدم المقاومة والجلوس وقد ارتدوا السترات الخاصة بالبحر، بينما أحاطت زوارق آخرى بالسفينة، وقامت طائرة مسيرة بسكب سائل أبيض من الجو على السفينة، يبدو أنه مخدر كما تحدثت في اللحظة الأخيرة قبل انقطاع الاتصال النائبة، ريما حسن، وهي نائبة في البرلمان الأوروبي وطلبت اطلاق صفارات الإنذار، لأن السفينة تحاصر وتهاجم، وجرى خطف من هم على متنها، وكان ذلك في عرض البحر المتوسط، وجرى اقتياد المتطوعين على متنها للتحقيق في قاعدة عسكرية في ميناء اسدود، وتم نقلهم الى سجن جفعون بمدينة الرملة في زنازين منفرده.
وقال عمر فياض المراسل في الجزيرة من على متن السفينة إنه جرى قطع الاتصالات عنا، وجرى صعود الجيش للسفينة، وإنه جرى تجهيز السجون للاحتجاز، وقال تحالف أسطول الحرية إن إسرائيل اختطفت الآن السفينة مارلين.
وتحدثت النائبة ريما حسن، وبعدها الناشط الشاب البرازيلي الوسيم، نياغو أفيلا، الذي قال أن ما حدث هو جريمة حرب مكتملة الأركان.
كما تحدثت الناشطة غريتا تونبرغ السويدية تخاطب دولتها أن الجنود الإسرائيليين يخطفوني الان، المتطوعون رفضوا الاستسلام والتوقف عن السير باتجاه غزة، رغم التحذيرات، وكانوا قد انطلقوا من ميناء كاتانيا الإيطالي وأمضوا في البحر أسبوعا
كانت اسرائيل تستهدف ادخال الرعب الى نفوسهم بالطائرات المسيرة والزوارق وصب السائل الأبيض واطلاق التحذيرات والتشويش وموجات الطنين القوية والوقوف بالزوارق الحربية أمام السفينة وتوجيه الأسلحةباتجاههم .
وغزة التي مضى على حصارها 17 سنة، ومنعت عنها المساعدات، قالت اسرائيل انه يجب مساعدتها عبر آليات قانونية.والياتها كما عرف هي حرب الإبادة والتجويع !!!
وقالت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، إننا نحمل الأمل ولا سلاح ليدينا دول عديدة احتجت واستدعت سفراء اسرائيل لديها، مثل اسبانيا وفرنسا، وما زالت دول تحتج، في حين قدمت الولايات المتحدة للجنة المسماة (مؤسسة غزة الانسانية، )وهي عديمة الانسانية مبلغ 500 مليون دولار، لمواجهة حرب التجويع.
وكانت الإدارة الأمريكية قد استعملت حق النقض، الفيتو، قبل أيام في مجلس الأمن لتوفير غطاء الإبادة والتجويع للممارسات الاسرائيلية، حيث وصفت وكالة الغوث ما تقوم به مؤسسة غزة، بأنه (نموذج دعوة للموت)، وقد قال نياغو افيلا ، البرازيلي الناطق باسم كسر الحصار في السفينة، إن الولايات المتحدة، تدعم مسالخ للموت، شارحاً ما تقوم به اسرائيل من قتل في طوابير طلب الغذاء واطلاق الرصاص على الجزء العلوي من أجسام طالبي المساعدات.
نموذج مادلين الإنساني المعتدى عليه أثار نماذج أخرى متصلة، برية وبحرية وجوية، وكأن العالم بدأ يتحرك بعد طول انسداد، واستغلال نتاج حرب الإبادة والتجويع، فقد انطلقت يوم الأحد أول أمس، قافلة الصمود من الجزائر من أمام جبل الترجيح بقيادة المناضل يحي صاري، لينضم الى مسيرة من تونس وآخرى من ليبيا في اتجاه مصر والى معبر رفح على أمل الضغط لفتح المعبر وتحريك الآف الشاحنات الواقفة هناك، والممنوعة، وقال إنهم سينتظرون يومين الى خمسة، قبل أن يتوجهوا لعبور المعبر ومناشدة العالم كله، وانتظار القوافل العديدة من عديد دول العالم، حيث يتزامن وصول قوافل عربية ودولية، وقد قال، (يا أهل غزة، لستم وحدكم، نحن نقاسمكم الالم والأوجاع، وأنا قادمون، وقد حرصنا على الخروج لأن المجتمع الدولي فشل في كسر الحصار ووقف حرب الابادة والتجويع، )وقال وائل نوار، الناطق باسم قافلة دول المغرب، سنواجه كل أشكال تعقيدات التنسيق وسننجح ونرابط في رفح وننضم الى اللجنة الدولية الممثلة للمسيرة العالمية واسطول الحرية، مذكراً أن اسرائيل قصفت مرمرة، ودمرت سفينة آخرى، بعدها بالقصف، وقال (أننا سنلتقي مع قوافل من 42 دولة من البحر والبر والجو، ونحن نسابق الموت الذي تقترفه اسرائيل على غزة، بمنعها المساعدات منذ آذار 2025، )واستمرارها في القصف والقتل والنزوح الجماعي، يجب فتح المعابر، ووقف التجويع المتعمد ووقف مراكز المساعدات المزورة التي تحولت الى مسالخ بشرية.
وبدأت لجان دولية مع القافلة بجمع تواقيع دولية من مختلف أنحاء العالم، ومن شخصيات مؤثرة، وقد وصلت التوقيعات الى مليون و 150 ألف توقيع في محاولة لتوفير ضمانات دولية ان لا يجري المساس بالقافلة من عدوان اسرائيلي، وقال الناطق، (إننا نقوم بصرخة في وجه العالم ليتحرك في وجه العدوان الاسرائيلي، ولن تذهب هذه الصرخة، بل ستحرك هذا العالم الذي انتظر طويلاً).
وقالت المتطوعة ريما حسن، عضو البرلمان الفرنسي، سوف نصل وسنفتح الطريق لغيرنا أيضاً ولن تثنينا جرائم اسرائيل.الوحشية، قد تكون مثل هذه النداءات، قد انطلقت وتجاوزت اذ سماع العديد من دول العالم، لكنها اليوم تعلو.
وكان الأردن الذي لم تتجاوز النداءات اسماعه، لأنه يعيش مأساة أهل غزة كل يوم، وها هو طوال أيام العيد، وقد سألت أكثر من جهة أردنية، حيث تواصل الهيئة الخيرية الهاشمية، ذراع الأردن الانساني توزيع الوجبات الساخنة على الأسر الغزية التي يمكن الوصول اليها، وهي تحمل رسالة الأردن، رسالة الأمل والتضامن من الشعب الأردني الى اشقائه تحت الحصار وامام الموت.
الأردن نموذج لا بد أن يقتدى عربياً، فهو لم يتفرج ولم ينتظر ولم يراهن سوى على انسانيته وعروبته، وهو يرى ما تراه وكالة الغوث من أن ما يجري في غزة من تعطل للمساعدات، هو دعوة للموت، وهو ما قاله أيضاً.
السناتور الأمريكي ذو الضمير الحي، بيرني ساندرز،مخاطباً الادارة الأمريكية، “أن دعم نتنياهو في الحرب غلى غزة هو الرعب بحد ذاته، ونموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته الولايات المتحدة هو دعوة للموت”