قال المجلس الوطني الفلسطيني إن الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها بلدة دير دبوان شرق رام الله على يد عصابات المستعمرين تمثل تصعيدا خطيرا في سياق الإرهاب المنظم الذي تمارسه سلطات الاحتلال عبر أذرعها الاستعمارية وأكد المجلس أن هذه الهجمات التي ينفذها المستعمرون تحت حماية جيش الاحتلال وبتوجيه مباشر من حكومة اليمين المتطرف المؤلفة من تحالف استيطاني عنصري تعد امتدادا لسياسة إحلالية ممنهجة تسعى إلى تفريغ الأرض من أهلها الأصليين وفرض واقع استيطاني بقوة النار والخراب والرعب.
واضاف المجلس أن المستعمرين الذين يمارسون الإرهاب في وضح النهار حاصروا عائلات فلسطينية داخل منازلها واعتدوا على الأهالي وأضرموا النيران في المركبات والأراضي الزراعية في مشهد يعكس الحقد والتطرف ووحشية عنصرية وانهيارا تاما في أخلاقيات النظام الدولي الذي يواصل غض الطرف عن هذه الجرائم العنصرية وشدد المجلس على أن هذه الجرائم لا تنفصل عن السياسة الرسمية لحكومة الاحتلال بل تشكل أحد أدواتها الرئيسة في الواقع الميداني عبر تغذية جماعات المستعمرين بالأيديولوجيا العنصرية والسلاح والحصانة القضائية والدعم العسكري المباشر.
وحمل المجلس الوطني الفلسطيني حكومة اليمين المتطرفة المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان معتبرا أن صمت المجتمع الدولي على هذه الممارسات الوحشية لا يشكل فقط تواطؤا بل يشجع على تمادي منظومة الاحتلال في مشروعها الاستعماري التطهيري
ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى الخروج من دائرة الإدانات الشكلية والانتقال الفعلي إلى مربع الفعل الرادع، من خلال فرض عقوبات مباشرة على كل مستعمر يثبت تورطه في الإقامة داخل المستعمرات غير الشرعية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة ومحاسبة من يتورط في تمويل هذا المشروع الإجرامي سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات أو حكومات.
وطالب المجلس باعتبار جماعات المستعمرين المسلحة جماعات إرهابية محرمة دوليا لا تقل خطرا عن أي تنظيم إرهابي آخر لما تشكله من تهديد مباشر على حياة الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة. كما دعا إلى تحمل الأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، وسائر المؤسسات الحقوقية الدولية مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في وقف هذه الانتهاكات الممنهجة، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني الذي يواجه إرهاب الدولة والمستعمرين.
وشدد المجلس بالتأكيد أن شعبنا الفلسطيني الصامد في أرضه رغم الألم والارهاب لن يتنازل عن حقه في المقاومة والصمود ولن ينكسر أمام آلة الاستعمار وأن هذه الجرائم لن تزيده إلا إصرارًةا على انتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.