لا عهد لهم.. معاقبة حلفائها..!

عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
ما ان بدأ الاتحاد الاوروبي بالخروج عن صمته برفع وتيرة خطابه للكيان الصهيوني بمراجعة اتفاقية الشراكة مع الكيان الصهيوني نتيجة حرب الابادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني وجيشه ضد ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية رغم محاولات اغلب الدول الاوروبية التغطية على جرائم جيش الاحتلال الصهيوني وقد حظرت الكثير من الحكومات الاوروبية العديد من الانشطة الشعبية التضامنية مع الشعب الفلسطيني حتى وصلت الامور في العديد من البلدان الى التصادم بعض الاحيان بين الحكومات مع شعوبها بسبب ان حجم الاجرام الذي يقترفه الكيان الصهيوني يفوق قدرة تصور البشر بالرغم من طلبها الدائم للتهدئة الا ان الكيان الصهيوني بقيادة النتن ياهو قي تصعيد دائم دون الاكتراث بالمجتمع الدولي ولا القوانين والاعراف الدولية .
فقد أعلنت كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء 20/ايار/2025 م، أن الاتحاد سيباشر مراجعة شاملة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، وذلك في ضوء ما وصفته بـ”الوضع الكارثي” في قطاع غزة وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل وفي تلك الاثناء أعلنت بريطانيا عن إجراءات ضد الكيان الصهيوني شملت عقوبات ضد مستوطنين، وتعليق بيع أسلحة، في الوقت الذي يبحث الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات، وسط تصاعد المجازر وتجويع المدنيين في غزة وقد استدعت الخارجية البريطانية سفيرة الكيان تسيبي هوتوفيلي بشأن توسيع العمليات العسكرية في غزة وتم تعليق المفاوضات مع الحكومة الصهيونية بشأن اتفاق التجارة الحرة الكيان وهدد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بفرض إجراءات إضافية، قائلا إن تلك الإجراءات التي اتخذناها محاولة لاستخدام تأثير بريطانيا لوقف ما يحدث في غزة وبالتوازي مع الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا، أعلنت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد اليوم أن بلادها ستتحرك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء صهاينة كما أعلن رئيس وزراء النرويج يوناس غار ستوره أن بلاده ستواصل اتصالاتها للاتفاق على تدابير تتضمن عقوبات اقتصادية لمواجهة انتهاكات الكيان الصهيوني ومن جهة اخرى أعلنت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس اليوم أنها طلبت مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد والكيان الصهيوني وقالت كالاس إن هناك أغلبية قوية مع مراجعة الاتفاقية، وأضافت أن وضع غزة كارثي وأن الضغط مطلوب لتغييره وقد حظي طلب مراجعة الاتفاقية بتأييد 17 دولة من دول الاتحاد الاوروبي في حين عارضت 9 دول مراجعة اتفاقية الشراكة مع الكيان اللقيط وأضافت مصادر لوسائل اعلام أن مراجعة الاتفاقية ستزيد فرص فرض عقوبات تجارية على الكيان كما دعا وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب إلى مراجعة المادة الثانية من هذه الاتفاقية، والتي تنص على ضرورة احترام حقوق الإنسان .
كما دعت باريس المفوضية الأوروبية إلى النظر فيما إذا كان الكيان الصهيوني يفي بالتزاماته بموجب اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إن بلاده تدعم مراجعة اتفاقية الشراكة ومن جانبه أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية، كما تنوي فرنسا وبريطانيا وكندا ” لن يتوقف” في أعقاب تلويح تلك الدول باتخاذ إجراءات ضد الكيان المحتل إذا لم يوقف حربه المدمرة على قطاع غزة وقال بايرو أمام الجمعية الوطنية خلال جلسة أسئلة الحكومة “للمرة الأولى، قررت 3 دول كبرى أنها ستعترض معا على ما يحدث” في غزة و”أن تعترف معا بدولة فلسطين، وهذا التحرك الذي انطلق لن يتوقف” .
وردا على بريطانيا، قالت وزارة خارجية الكيان الصهيوني إن العقوبات البريطانية المفروضة على المستوطنين في الضفة الغربية محيّرة وغير مبررة ومؤسفة وقال متحدث باسمها إن الضغوط الخارجية لن تثني الكيان عن مساره في ما سماه “كفاحه من أجل وجوده وأمنه”، مضيفا أن الانتداب البريطاني انتهى قبل 77 عاما” .
اما باقي الدول حتى الاوروبية وبعد يوم واحد فقط من تلك الانتقادات أطلقت قوات الاحتلال الصهيونية، يوم الأربعاء21/ايار/2025 م ، باطلاق الرصاص الحي وبشكل مكثف باتجاه وفد دبلوماسي أثناء وجوده بمدخل مخيم جنين في الضفة الغربية للاطلاع على الواقع المأساوي للمخيم، ضم الوفد سفراء من دول عربية وأجنبية منهم دولاً اوروبية زار مقر محافظة جنين، واطلع على أوضاع المدينة والمخيم .
وبعد غياب طويل عن وسائل الإعلام، خرج النتن ياهو في خطاب مطول للصحفيين أكد فيه أنه سيواصل الحرب حتى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونزع سلاح المقاومة والسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه انتقد النتن ياهو المواقف الغربية المناهضة لتوسيع العملية العسكرية وطالبهم بـ”الخجل من أنفسهم”، وقدم في هذا الخطاب ما يعتبره حلا نهائيا لقضية غزة، على غرار الحل النهائي الذي وضعه الألمان لأزمة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية كما حاول من خلال الخطاب وطريقة إلقائه وتوقيته طمأنة داخل الكيان بأنهم لن يكونوا وحدهم في هذه الحرب، وذلك من خلال تحذير الغرب من التمادي في معارضة سلوكه “لأن هذا سيكون معاداة للسامية وللكيان الصهيوني وليس لشخص النتن ياهو” وهو ما اعتبره خبراء تحذيرا منه لهذه الدول .
ليقوم الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالاعلان عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50 %على جميع السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة وتعتبر هذه التصريحات تصعيدا جديدا في إطار حرب ترامب التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأمريكي قد فرض رسوماً جمركية بنسبة 20 %على معظم واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكنه خفضها إلى النصف بصفة مؤقتة حتى الثامن من يوليو/تموز لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات وهذا ما يشير بشكل واضح عن العقوبات التي سيوجهها النتن ياهو بالتعاون مع ترامب لدول الاتحاد الاوروبي اذا ما قاموا بالتصعيد في انتقادهم للكيان الصهيوني او اذا ما ارادوا المضي الى ما هو اكثر تجاه الكيان الصهيوني علماً بان هذه الدول لطالما كانت تنفذ ارادة الكيان الصهيوني حتى انها جعلتها تنساق خلف الولايات المتحدة كالخراف وراع المرياع..! فقد اكد رئيس الوزراء الصهيوني النتن ياهو على عدم صحة ما يتردد عن وجود خلاف مع الإدارة الأميركية، بعد زيارة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للخليج الأسبوع الماضي ولم تشمل الكيان ولم يسبق أن علق النتن ياهو علنا على المسألة، لكنه قال خلال مؤتمر صحفي إنه تحدث إلى ترامب قبل نحو 10 أيام وإن ترامب قال له “بيبي، أريدك أن تعرف، لديّ التزام كامل تجاهك، ولدي التزام كامل تجاه دولة الكيان المحتل”..! فكما اصدر الكونجرس الامريكي سابقاً عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاصدارها مذكرات التوقيف بحق مجرمي الحرب النتن ياهو ويوآف غالانت يصدر ترامب العقوبات بعدة اشكال تجاه باقي الدول بما فيها دول الاتحاد الاوروبي بسبب انتقاد الكيان الصهيوني حتى وان كانت تظن اداراتها انها دول حليفة لامريكا والصهيونية وقدمت لها القرابين.. فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!.