عروبة الإخباري –
في زمنٍ باتت فيه الأكاذيب تُنسَج بخيوط ناعمة، وتُقدَّم في أطباق مطلية بالادعاء والوهم، يخرج علينا بين الحين والآخر من يحترف التزوير، ويقتات على التضليل. هؤلاء لا يحملون رسالة، ولا يملكون شرف الكلمة، بل هم أدوات مهترئة في يد من لا يريد لهذا الوطن خيرًا.
ينشرون الأخبار الكاذبة، يلوون أعناق الحقائق، ويصنعون الإثارة الرخيصة على حساب سمعة الناس وأمن المجتمع. يُحدثون جلبة مصطنعة، ويوهمون أنفسهم أنهم يحرّكون الرأي العام، وهم في الحقيقة لا يحركون سوى برك الوحل التي اعتادوا التمرغ فيها.
والأدهى من ذلك، أن بعضهم يختبئ خلف شعارات “الشفافية” و”الحرية”، في مشهد فجّ من التناقض. فهم أنفسهم أول من يكمم الأفواه إذا ما اقتربت من حقيقتهم العارية، وهم أول من يُجن جنونه إن سُلط الضوء على نفاقهم وانحيازاتهم المفضوحة.
أما نحن، الذين لا نتردد في قول الحقيقة كما هي، فنعلم أن الصدق مكلف، لكنه لا يُباع ولا يُشترى. لا نخشى مواجهة الرأي العام، ولا نهرب من كشف التفاصيل، لأننا ببساطة لا نملك ما نخفيه، ولا نسير بأجندة سوى مصلحة هذا الوطن.
نحن لا نُجمّل الواقع، ولا نغمض أعيننا عن مواطن الخلل. بل نكشفها، نناقشها، ونحارب لأجل إصلاحها. لا لأننا نبحث عن شهرة، بل لأننا نؤمن أن الصمت عن الخطأ خيانة، والتواطؤ مع الكذب جريمة في حق الأجيال القادمة.
إلى من يظن أن الكذب أداة للهيمنة، نقول: الكذبة مهما تكررت، لا تصبح حقيقة. والحقيقة، وإن أُخفيت مؤقتًا، تخرج يومًا بهيئة لا ترحم.
وإلى من يرتجف حين تُقال الحقيقة، نقول: نحن لا نرتجف. نحن نواجه، ونكتب، ونتكلم… لأن الوطن لا يُحمى بالتزييف، بل بالصدق والشجاعة والضمير.