عروبة الإخباري –
تمر منطقتنا اليوم بواحدة من أخطر المراحل في تاريخها الحديث، مرحلة عنوانها الاضطراب السياسي والتصعيد العسكري والتغيرات الجذرية في موازين القوى. ووسط هذه العاصفة، يقف الأردن في عين العاصفة، مستهدفًا لا لشيء سوى لموقعه الجيوسياسي الحساس، ولدوره المتوازن الذي لطالما شكّل صمام أمان في محيط ملتهب.
اليوم، يشعر الأردنيون بثقل المرحلة، بالخطر المحدق، وبالقلق الحقيقي على مستقبل وطنهم. لكن الأخطر من التهديدات الخارجية هو غياب الوعي الإعلامي الذي يفترض أن يكون خط الدفاع الأول في مثل هذه الظروف. للأسف، إعلامنا لا يرتقي إلى مستوى التحديات، ولا يعكس بدقة حقيقة موقف الدولة الأردنية، بل في كثير من الأحيان يظهر بصورة باهتة، يفتقر إلى العمق، ويسيطر عليه محللون سطحيون يفتقرون إلى الفهم الشامل للواقع السياسي والعسكري والدبلوماسي.
في الوقت الذي نحتاج فيه إلى تعزيز ثقة المواطن بدولته، نجد أن بعض الطروحات الإعلامية تسهم ـ ولو بحسن نية ـ في تقويض هذه الثقة، وفي فتح الباب أمام الشكوك والتكهنات. الإعلام ليس مجرد وسيلة نقل أخبار، بل هو سلاح استراتيجي في معركة الوعي، وهو الأداة الأهم في بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها.
إننا بحاجة اليوم إلى إعلام وطني مسؤول، يتسلح بالمعرفة والتحليل العميق، ويقف على تماس مباشر مع الموقف الرسمي، ينقله بوعي وشجاعة، ويدافع عنه بموضوعية وفهم دقيق للمرحلة. إعلام يعزز وحدة الصف، ويشرح التحديات لا ليبث الخوف، بل ليعمق الفهم، ويشد من أزر الناس.
الوطن مستهدف، وهذا ليس شعارًا، بل حقيقة يعرفها كل من يقرأ ما بين سطور الأحداث. ولأن المعركة ليست فقط على الأرض، بل على العقول والقلوب، فإن أولى معاركنا يجب أن تكون في ميدان الإعلام… سلاح الثقة.