عروبة الإخباري – لارا نون –
يبدو أن هناك مشكلة حقيقية في الدراما اللبنانية، اسمها “النهايات”. ورغم التطور الكبير في الإنتاج والأداء التمثيلي، تبقى الكتابة نقطة ضعف واضحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالخاتمة.
الانطباع السائد هو أن بعض الكتّاب لا يزالون يعتمدون على أسلوب الإنشاء المدرسي، حيث يجب أن تحمل النهاية عبرة أو درسًا أخلاقيًا صارخًا، وكأنهم يسعون للحصول على “العلامة الكاملة” في امتحان الكتابة! ولكن في الواقع، ليست كل نهاية بحاجة إلى أن تكون وعظية أو مأساوية حتى تترك أثرًا.
والأغرب أن هذه النهايات غالبًا ما تأتي وكأننا نعيش في مدينة فاضلة، حيث الشخصيات تنعم بالسعادة طوال الأحداث، ثم تنهار حياتهم فجأة في الحلقة الأخيرة! بينما الواقع اللبناني مختلف تمامًا، فهو مليء بالتحديات والضغوط، مما يجعل الجمهور أكثر حاجة لنهايات مريحة أو حتى منطقية، بدلًا من قصص تنتهي بالموت والدمار والانتقام.
هل المطلوب إلغاء التراجيديا تمامًا؟ بالطبع لا، لكن التنويع ضروري، فلماذا لا نرى أعمالًا أكثر خفة وكوميدية؟ لماذا لا نخرج من دوامة “للموت”، “للدين”، “للدم”، و”للطوارئ”، إلى مساحات درامية أوسع تعكس الحياة بجوانبها المتعددة؟
لا شك أن هناك تقدّمًا في الإنتاج واختيار الممثلين والأداء، وهذا أمر يُحسب لصناع الدراما. لكن الاعتراف بالثغرات هو جزء من التطوّر، والأمل أن نشهد في السنوات القادمة أعمالًا تقدم نهايات أكثر واقعية، وربما… أكثر تفاؤلًا!