عروبة الإخباري –
حذرت الباحثة السياسية المتخصصة في الشؤون الأفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، من تفشي ظاهرة الأدوية المغشوشة في الأسواق الأفريقية، مشيرةً إلى أن ضعف الرقابة من الجهات المختصة أدى إلى انتشار عصابات متخصصة في تجارة هذه الأدوية، تضم بين صفوفها موظفي شركات الأدوية، ومسؤولين عموميين، وعناصر من جهات إنفاذ القانون، إضافة إلى العاملين في الوكالات الصحية.
وفي حديثها لصحيفة “اندبندنت عربية”، أكدت عبد الخالق أن “هذه الأدوية تشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة، حيث تساهم في انتشار الأمراض والأوبئة، وترفع معدلات الوفيات”، مشددةً على ضرورة أن تتخذ الدول الأفريقية إجراءات صارمة بحق المتورطين في هذه التجارة، من خلال تعزيز العقوبات، والتعاون مع الجهات الطبية لمراقبة جودة الأدوية، إلى جانب سنّ مزيد من التشريعات التي تحدّ من انتشار الظاهرة.
وأوضحت عبد الخالق أن أسباب انتشار الأدوية المغشوشة تعود إلى عوامل عدة، أبرزها ضعف الرقابة، واستشراء الفساد في العديد من الدول الأفريقية، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الأدوية مقابل عدم كفاية العرض، مما يدفع المرضى إلى اللجوء إلى البدائل الرخيصة، حتى وإن كانت مغشوشة. كما أن التراخي في إنفاذ القانون يسهم في تسهيل عمليات تهريب الأدوية عبر الحدود.
وختاماً، شددت عبد الخالق على أن “الدول الأفريقية تواجه خطراً محدقاً بسبب هذه الظاهرة، ولا بد من مواجهتها من خلال تدابير قانونية صارمة قبل فوات الأوان، خصوصاً أن القارة الأفريقية تُعد من أكثر المناطق التي تنتشر فيها الأمراض، مما يجعل قضية الأدوية الآمنة أولوية لا يمكن تجاهلها”.