عروبة الاخباري –
مما لا شك فيه بأن المطارات تُعدُّ من البُنى التحتية الحيوية التي تلعب دورًا استراتيجيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول. فهي ليست مجرد مراكز للنقل الجوي، بل تُشكّل محركات رئيسية لجذب الاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري والسياحي. ولبنان، بوصفه دولة ذات موقع جغرافي متميز على البحر المتوسط، يعتمد بشكل كبير على المطارات لتسهيل حركة الأفراد والبضائع، ما يعزز النشاط الاقتصادي ويُسهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.
أهمية المطارات في الاقتصاد اللبناني
لم تكن المطارات اللبنانية بمنأى عن التأثيرات الجيوسياسية والجيواقتصادية، لكنها شهدت انتعاشًا ملحوظًا بعد التعافي التدريجي من جائحة كورونا. فمع عودة الحركة الجوية، زادت أعداد المسافرين وانتعشت قطاعات السياحة والتجارة، مما ساعد في تحفيز الاقتصاد. وتؤدي المطارات دورًا جوهريًا في دعم الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية المباشرة وغير المباشرة، حيث تُمكّن من استقطاب الشركات العالمية، وتنشيط الأسواق المحلية، وتعزيز التعاون التجاري بين لبنان والدول الأخرى.
ضرورة تطوير المطارات اللبنانية وتوسعتها
يتطلب الواقع الاقتصادي والتنموي في لبنان تطوير البنية التحتية للمطارات، وزيادة عددها لاستيعاب النمو في أعداد المسافرين وحركة الطيران. فتوسعة المطارات القائمة وإنشاء مطارات جديدة يسهمان في تحقيق عدة فوائد اقتصادية، منها:
1. تعزيز فرص العمل: يتيح تطوير المطارات فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، تشمل وظائف في قطاعات الطيران، والخدمات، والتجارة، والسياحة.
2. جذب الاستثمارات: تسهم المطارات المتطورة في تحسين مناخ الاستثمار، وجذب الشركات الأجنبية والمحلية لإنشاء مشاريع اقتصادية وتجارية.
3. تحفيز القطاع السياحي: يُعتبر قطاع السياحة من أبرز روافد الاقتصاد اللبناني، وتطوير المطارات يُعزز القدرة على استقبال السياح من مختلف أنحاء العالم بسهولة ويسر.
4. تنمية التجارة الدولية: من خلال تسهيل نقل البضائع والخدمات، ما ينعكس إيجابيًا على أداء الاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات اللبنانية.
5. تحسين الخدمات اللوجستية: تطوير المطارات يُسهم في تحديث البنية التحتية اللوجستية، مما يعزز من قدرة البلاد على التعامل مع الطلب المتزايد على النقل الجوي.
تجارب دولية في تطوير المطارات وتأثيرها الاقتصادي
لقد أثبتت العديد من الدول أن الاستثمار في قطاع الطيران والمطارات يُمكن أن يحقق قفزات اقتصادية كبيرة. فمدن مثل دبي وسنغافورة وإسطنبول أصبحت مراكز عالمية للنقل الجوي، مما انعكس إيجابيًا على اقتصاداتها الوطنية، حيث شهدت نموًا كبيرًا في مجالات السياحة والتجارة والخدمات اللوجستية. ويُمكن للبنان الاستفادة من هذه التجارب عبر تبني استراتيجيات حديثة في تطوير المطارات، وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين والمستثمرين.
تُعدُّ المطارات عنصرًا أساسيًا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، ويُمثل تطويرها واستحداث مطارات جديدة خطوة ضرورية لتعزيز تنافسية البلاد على المستويين الإقليمي والعالمي. فالاستثمار في البنية التحتية للمطارات ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وجذب الاستثمارات، وتحفيز القطاع السياحي والتجاري، بما يخدم مصلحة المواطنين ويُسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للبلاد
دور المطارات وضرورة توسعها وإنشاء المزيد منها في التنمية الاقتصادية في لبنان* الإعلامية كلاديس متى
7