عروبة الإخباري –
لطالما شكلت المواقف الوطنية للقيادة الهاشمية حصناً منيعاً أمام المخططات التي تحاول المساس بالسيادة الوطنية والهوية القومية، ففي يوم عودة جلالة الملك من زيارته للولايات المتحدة ولقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برز موقفه الصلب والرافض لمحاولات تهجير أهل قطاع غزة إلى الأردن ومصر، وهو الموقف الذي شكل صدمة لبعض الجهات، خاصة الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية، التي لم تبدُ بنفس الحماسة التي أظهرتها في مواقف أخرى، مثلما حدث في اعتصامات منطقة الكالوتي.
هذه الصدمة لم تكن مجرد إحساس عابر، بل كشفت واقع التوازنات على الساحة السياسية، حيث ظهر جلياً أن أبناء العشائر والقبائل والمخلصين للوطن وقيادته كانوا في مقدمة المدافعين عن القرار الوطني، في موقف يؤكد أن السيادة الأردنية وحقوق الفلسطينيين لا يمكن أن تكون موضع مساومة أو تفاوض.
لبنان وساحة الشهداء: إرث الحريري بين التأييد والاستفزاز
على الضفة الأخرى من المشهد السياسي العربي، شهدت بيروت موقفاً مشابهاً خلال الذكرى العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث امتلأت ساحة الشهداء بالحشود الغفيرة التي جاءت لتجدد العهد لنهجه الوطني، في تظاهرة سياسية وشعبية تعكس استمرار تأثير الحريري في الحياة السياسية اللبنانية.
كلمة الشيخ سعد الحريري في المناسبة حملت في طياتها معاني الوحدة والتماسك، لكن اليوم التالي كشف مجدداً طبيعة الانقسامات الحادة التي تعصف بالمشهد اللبناني، إذ أعقب الحدث تصرفات مستفزة من قبل أنصار حزب الله، تمثلت في إلقاء النفايات على طريق المطار وإغلاق الطرقات، إلى جانب إطلاق العبارات التخوينية ضد الجيش اللبناني. هذه التصرفات ليست جديدة، بل تأتي في سياق محاولة فرض واقع سياسي معين، غير أن الشارع اللبناني أثبت مرة أخرى أن هناك شريحة واسعة لا تزال تؤمن بنهج الدولة والمؤسسات وترفض سياسات الفوضى والترهيب.
الوحدة الوطنية أساس الاستقرار
إن المواقف الوطنية لا تقاس بالشعارات أو بالمزايدات السياسية، بل تُترجم في اللحظات الحاسمة بمواقف صلبة تقف إلى جانب الحق والسيادة والاستقرار. سواء في الأردن أو لبنان، المشهد يتكرر ليؤكد أن الشعوب الحية قادرة على التمييز بين من يسعى لحماية الأوطان ومن يحاول استغلال الأحداث لأجندات ضيقة. ويبقى الرهان دائماً على وعي الشعوب وصدق قياداتها الوطنية التي تضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار.