عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
وضع الرئيس عباس، مع معارضيه وضع الأب الذي يدعو على ابنه ويكره الذي بقول (آمين) ولذا فإنه بمواقف سياسيه واضحة من خلال تصريحاته وخاصة الأخيرة في قمة الرياض وللأمساك بالانجاز الفلسطيني، سواء الذي تراكم بجهود فلسطينية، أو المواقف العالمية المتزايدة على المستويات الرسمية والشعبية المؤيدة للقضية الفلسطينية.
ومواقف الرئيس عباس تدعم المقاومة ويحاول توظيف كل ما تم انجازه، وهو يتوقف عند مصطلح اليوم التالي” الذي ظلت اسرائيل تتهرب منه وتتكلم عنه وتريد جعله طمعاً لسيادة القضية برمتها وهذا الطعم علقت به الادارة الديمقراطية المنتهية ولايتها والتي تحول الأفكار الاسرائيلية الى مشاريع ويجري طرحها وكأنها مبادرة سياسية دون الاخذ بعين الاعتبار الكم الهائل من التدبر للمواقف السياسية الموضوعية، حين يتحدث وزير المالية الاسرائيلية الارهابي عن خطط لمصادرة وضم الضفة الغربية المحتلة برمتها.
الرئيس الفلسطيني بشجاعته لا يتهرب من أي سؤال ويتصدى لأعمق الاسئلة وأصعبها، فالقضية الفلسطينية يعجرها وبجرها .وهو لا يستطيع فك ارتباطه بأي طروحات لأنه الأم الشرعية للمولود المستهدف.
ولذا ذهب في قمة الرياض للقول علناً أنه يجب تولي دولة فلسطين مسؤوليتها السيادية وإعادة النازحين الى بيوتهم قبل إعادة الإعمار.لم يرد الرئيس عباس أن تكون العربة خلف الحصان، وأن يكون الحصان في الأمام، وهو الذي يقود ويسحب العربة، فلا نية لإعادة الإعمار في غزة دون عودة النازحين لبيوتهم وتوفير الأمن لهم، وهذه مسؤولية السيادة الفلسطينية التي يدعو لها الرئيس ابو مازن في القمة والمحافل الدولية.
فالانسحاب القادم من غزة وعودة النازحين من كل اماكنها ومناطقها الى احيائهم وبيوتهم، هو المقدمة الصحيحة وهو الذي يسبق الاعمار وسيكون أهل غزة بالتعاون مع سلطتهم الشرعية قادرين على اعادة الاعمار الذي لا بد أن تتوفر معطياته دولياً ايضاً رغما عن المواقف الاسرائيلية التي امعنت في هدم البيوت حتى الفارغة منها تحت شعار حتى لا يعود المواطنون الغزيون، وإن عا دوا لا يجدون بيوتاً او مأوى.
الرئيس عباس ما زال على موقفه من وحدة التراب الفلسطيني في الضفة وشرق القدس وغزة وهذا امتداد الدولة الفلسطينية العتيدة.
ولذا فإنه يرفض اامخططات الاسرائيلية او المتماهية معها لفصل غزة عن القدس وما يتطلبه ذلك من وقف الاستيطان.
وفي السياق وبعيداً عن التهديدات الاسرائيلية والصفقات الخائبة التي اسقطها وما زال يسقطها صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته، فإن الرئيس دعى الى الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، وهو ينطلق من أرضية أممية ودولية أقرب دعت الى تنفيذ قرارمجلس الأمن بوقف العدوان الاسرائيلي وايصال المساعدات لغزة وانسحاب الاحتلال.
وكلمة الرئيس عباس في القمة تحتاج الى حاضنة عربية واسلامية حقيقية تفرض اعلى درجات التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يعيش حالة الإبادة منذ سنة وما زال النموذج في شمال غزة يستنكره العالم، فإلى متى؟
كلمة الرئيس عباس كانت واضحة ومحددة، وهي برنامج ورؤية ترتب…، فاليوم التالي لا بد أن يبزع بوجود الشرعية الفلسطينية التي ما زالت قادرة على اعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يتناسب واستمراركفاح الشعب الفلسطيني وتمثيله حتى بناء الدولة المستقلة وحق تقرير المصير