عروبة الإخباري –
في البداية أود التأكيد على المرونة الوطنية التي ابداها الشهيد القائد إسماعيل هنيه أبو العبد في مختلف جلسات الحوار للفصائل الفلسطينية، وخاصة حوار لم الشمل الفلسطيني بالجزائر الشقيق وفي حوار إسطنبول مع الرئيس أبومازن وفي جلسات حوار العالمين للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة ابو مازن، ولكن كانت كوابح متعددة الجوانب والاتجاهات تمنع القفز عن تلك الكوابح والحواجز التي لا تزال عائق بلم الشمل وتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني وخاصة في هذه المحطة الصعبة من العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، حيث تجري محاولات تحويل القضية الفلسطينية إلى حدود الاحتياجات الإنسانية، حيث تنحصر المطالب إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة، إعتقادي بأن عودة القيادي خالد مشعل أبو الوليد إلى تولي رئاسة حركة المقاومة الإسلامية حماس سوف ينعكس بشكل إيجابي على أكثر من صعيد، المستوى الداخلي والوطني، وخلال فترة تولى رئاسة حماس في دورات السابقة قد تحول مشعل ليس فقط مجرد رئيساً لحماس بل أصبح شخصية وطنية فلسطينية تجاوز فكرة وحدود كونه زعيم فصيل بل رمزاً وطنياً ، حيث كان على تواصل مع الرئيس الراحل الشهيد القائد ياسر عرفات من موقع
الوفاء الوطني وتقدير للرئيس الرمز. وتحويل حماس إلى أبعد من فصيل بل كشريك بمنظمة التحرير.
وقد تجددت وتطورت العلاقات بين الحركتي فتح وحماس بشكل ملموس بعد تولي الرئيس أبو مازن رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث عمل الرئيس عباس خلال اللقاء مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش على مشاركة حركة حماس في الإنتخابات التشريعية، حيث قال للمرحوم سليم الزعنون ابو الأديب
رئيس المجلس الوطني الفلسطيني. بأن أهم نجاح لزيارة أبو مازن واللقاء مع رئيس الإدارة الأمريكية الموافقة على مشاركة حماس في الإنتخابات التشريعية والأهم بأن الرئيس عباس رفض بشكل قاطع الانقلاب على نتائج الإنتخابات التشريعية والقبول بنتائج.
المحطة الثانية في العلاقات التي جسدها الرئيس عباس قرار تشكيل الإطار القيادي الموقت من أجل إنضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى الإطار القيادي الموقت
والذي يضم رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والشخصيات الوطنية المستقلة، وللأسف الشديد بأن موسى أبو مرزوق طلب خلال حوار بكين بأن يكون الإطار القيادي الموقت فقط من الفصائل الفلسطينية وبدون الشخصيات الفلسطينية المستقلة. وكان الشعب الفلسطيني مكون فقط من الفصائل الفلسطينية 14 وقد تكون بعض العائلات الفلسطينية اكبر من حجم بعض الفصائل ولذلك لا يجوز أن يتم إستبعاد الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والشتات، ولذلك فإن إعادة رئاسة حركة حماس إلى خالد مشعل أبو الوليد سوف يشكل خطوات إيجابية إتجاه تحقيق التوافق الوطني من خلال تنفيذ الاتفاقيات السابقة وخاصة وثيقة الوفاق الوطني، حيث أصبح من ضروري إعادة تفعيل الإطار القيادي الموقت كخطوة نوعية وضرورية على أن نتوجه بعد ذلك إلى إنضمام مختلف الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة ضمن منظومة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني العظيم.
نراهن على انتصار الوحدة الوطنية على الحسابات فكرة العقلية المحصورة بهذا الفصيل أو ذاك، من أجل النهوض وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، لذلك فإن أمام خالد مشعل للرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس تجسيد الخطوات التي تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة بترجمة جلسات الحوار المتكررة إلى خارطة طريق تنهي الانقسام لتحقيق الأهداف المنشودة لشعبنا الذي يتعرض لعملية الإبادة الجماعية وتهجير الفلسطينيين، لذلك أمام أبى الوليد مهمة ليست بسهله ولكن ليست مستحيلة.