افتتح أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة، الخميس، أعمال الملتقى الإقليمي “أثر المدن التراثية في ثقافة المجتمع- مدينة السلط نموذجا” الذي نظمته مجموعة العمل الثقافي للمدن العربية في مدينة السلط.
وقال الدكتور الشواربة في كلمة له خلال افتتاح الملتقى الذي حضره سفراء دول اليمن وتونس والإمارات العربية المتحدة ومحافظ البلقاء وجمع غفير من أهالي مدينة السلط، إن الأردن حظي بمدن تراثية وتاريخية عديدة تعكس التجارب الحضارية التي مرت على هذه الأرض وتجمع بين الأصالة والحداثة بصورة فريدة وتملك مقومات حضارية ومعمارية مميزة ومليئة بالحياة وهذا ما يحفظ إرثها الثقافي؛ لأنها انبثقت منذ بداياتها على أسس المزج بين التراث والإبداع الإنساني حيث يكون تراثها التاريخي نقطة انطلاق لسياسات تطورها المدني والحضارة بامتياز.
وأضاف، أنه تم إدراج ستة مواقع تراثية في الأردن على لائحة التراث العالمي، وهي البترا وأم قصير وقصير عمرة وأم الرصاص ووادي رم والمغطس والسلط.
وأشار إلى أن مدينة السلط تملك تاريخا وتراثا لا نظير له بين المدن الأردنية وتميزت هذه المدينة العريقة بعماراتها وبيوتها التي تصل عبق الأردنيين بمئات السنوات وما يزيد هذه المدينة تميزا أهلها الذين خرج منهم المفكر والأديب والسياسي والمعلم، حيث تكاملت هذه الصورة بين الانسان والمكان بأبهى أشكالها.
وأكد أهمية إدراج المواقع السياحية على قائمة التراث لكونه يجعل المدن التراثية مثالا بارزا لاستراتيجيات المحافظة على الهوية الثقافية وتنميتها ويسهم بتطوير المدن التراثية في إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمع المحلي، إضافة إلى أن هذه المدن تعكس الجمال المعماري التقليدي وتاريخ الشعوب التي عاشت فيها عبر العصور؛ مما يجعلها نقاط جذب للزوار والسياح ومحفزة للاهتمام بالتراث والتاريخ.
بدوره، قال ممثل اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم ممثل منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم “الايسيسكو” الدكتور سلطان خليف إن انضمام الأردن إلى المنظمات الدولية ومنها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ايسيسكو يؤدي الى مساهمة الوزارات والمؤسسات الأردنية في أنشطة الإيسيسكو والاستفادة المثلى من برامجها ومشاريعها، خاصة فيما يتعلق بالشأن الثقافي.
من جهته، قال الأمين العام لمنظمة المدن العربية المهندس عبدالرحمن العصفور، إن المدن التراثية تعتبر مستودعات حية للتاريخ والثقافة لما تحويه من معالم اثرية وتاريخية وتعد أداة طبيعة تحافظ على التقاليد التي تجسد هوية المجتمع وأصوله، وتوفر فرصا تعليمية للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم وتراثهم من خلال المتاحف والجولات السياحية والفعاليات الثقافية، وتعزز الفخر والانتماء والروابط الاجتماعية والوطنية.
وأشار إلى أن منظمة المدن العربية أولت منذ تأسيسها في دولة الكويت عام 1967 اهتماما بالغا بالعمل على تعزيز الروابط الثقافية والتاريخية بين مختلف المدن العربية أخذين بعين الاعتبار العمل على بناء مدن المستقبل مع التطلع للعمارة الحديثة دون فقد الهوية والجذور التراثية العربية والإسلامية للمدن العربية لما لها من أثر بالغ الأهمية في الارتقاء بالحياة الثقافية في مجتمعات المدن العربية بمعناها السلوكي والقيمي والمعرفي.
وأشار رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري إلى دور البلدية في إظهار هذا الموروث والمحافظة عليه من خلال تنفيذ العديد من البرامج والخطط الدراسية لاستخدام هذا الموروث التراثي بأفضل الوسائل والطرق، حيث عملت البلدية وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وجميع مؤسسات الدولة لإدراج مدينة السلط الكبرى على قائمة التراث العالمي اليونسكو مدينة التسامح والضيافة الحضرية.
وتضمن حفل افتتاح الملتقى محاضرة لأمين بغداد عمار كاظم حول جهود أمانة بغداد في الحفاظ على الموروث في ظل التحديات الراهنة مع عرض فيديو عن مدينة بغداد وفقرات فنية لفرقة شابات السلط وعرض أزياء تراثية لمديرية سياحة البلقاء وعرض فيلم وثائقي عن مدينة السلط.
ويشتمل الملتقى الذي يستمر يومين على جلسات عمل حول قصص النجاح في إدارة الشأن التراثي في المدن العربية ودور الإعلام والفن في حل المشكلات التي تعيق التنمية الثقافية والنشاط المعرفي في المدن العربية ومتطلبات بناء استراتيجية عربية للتنمية الثقافية والارتقاء بواقع ثقافة التعامل مع التراث في المدن العربية/ الفرص والتحديات ودور الشباب في حماية وإدامة الإرث الثقافي.
كما سيتم تنظيم مسارات سياحية للأماكن التراثية في الأماكن السياحية سيتحدث خلالها خبراء عن المواقع التراثية في السلط وعن الأردن كنموذج للتعايش المشترك وتأثير وتأثر ثقافة المجتمع على إدارة التراث في المدينة.