عروبة الإخباري –
في خضم التحديات الجسام التي تواجه الأردن اليوم، أصبح من الضروري التوقف والتفكير بجدية وصراحة في أوضاعنا الداخلية. إن القادم يحمل في طياته صعوبات لا تُرحم، والتجاهل أو التساهل لن يكونا خيارًا مجديًا. العصبية الوطنية، إذا ما استُخدمت بحكمة ووعي، يمكن أن تكون السلاح الأمثل لمواجهة هذه التحديات، حيث تُعزز من تلاحم المجتمع وتقوي روابطه.
العصبية الوطنية لا تعني التعصب الأعمى أو التحيز الضيق؛ بل هي الروح الوطنية الحقيقية التي تحفز المواطنين على التضحية والعمل من أجل مصلحة الوطن. إنها تعني توحيد الصفوف والوقوف معًا في مواجهة التحديات المشتركة. في هذا السياق، يمكن للعصبية الوطنية أن تكون دافعًا قويًا لتجاوز الصعاب والعمل على بناء مستقبل أفضل.
للأسف، هناك دائمًا من يسعى لاستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية، وهم الانتهازيون الذين لا يرون في الأزمات إلا فرصة للربح السريع على حساب المصلحة العامة. هؤلاء هم من يجب أن نكون حذرين منهم، فهم يقوضون الجهود المبذولة لتحسين الأوضاع ويعرقلون التقدم. أما الضعفاء، فهم من يستسلمون للظروف ويتقبلون الفشل كحتمية لا مفر منها، بدلًا من مواجهة التحديات والسعي للتغلب عليها.
التحديات الداخلية
الوضع الاقتصادي:
الاقتصاد الأردني يواجه تحديات متعددة منها البطالة، الدين العام، والفقر. تتطلب هذه التحديات استراتيجيات اقتصادية مبتكرة وسياسات مالية مدروسة.
التحديات الاجتماعية:
الفجوة الاجتماعية بين مختلف شرائح المجتمع تتسع، مما يسبب توترات قد تتفاقم إذا لم يتم التعامل معها بجدية وشفافية.
التحديات السياسية:
الإصلاح السياسي مطلب ملحّ لتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار.
التحديات البيئية:
مشاكل المياه والتغير المناخي تهدد الموارد الطبيعية في الأردن، مما يستدعي تبني سياسات بيئية مستدامة.
الطريق إلى الأمام:
تعزيز الوحدة الوطنية
يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الوحدة والتلاحم بين كافة مكونات المجتمع الأردني، بعيدًا عن الانقسامات والاختلافات.
التعليم والتوعية:
التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. يجب التركيز على تعليم القيم الوطنية وروح المواطنة.
محاربة الفساد والانتهازية:
تطبيق القانون بصرامة على الجميع دون استثناء، ومحاسبة الفاسدين والانتهازيين، هو السبيل لبناء مجتمع عادل ومنصف.
تشجيع الابتكار والإبداع:
دعم الشباب وتشجيعهم على الابتكار والإبداع، من خلال توفير بيئة حاضنة ومحفزة.
ختاماً، الأردن قادر على تجاوز التحديات إذا ما تضافرت جهود أبنائه وبناته المخلصين. العصبية الوطنية بمفهومها الإيجابي، والعمل الدؤوب والجهود المخلصة، هي ما نحتاجه للعبور إلى مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا. علينا أن نلتفت للداخل بجدية وصدق، فالقادم صعب، ولكنه ليس مستحيلًا إذا ما اتحدنا وعملنا معًا.