25
عروبة الإخباري – د. مسلم الطّعان/ استراليا
إنَّ المسافة الجماليّة Aesthetic Distance هي البؤرة أو المكان الجماليّ Aesthetic Space الذي يتركه المبدع-صانع النص لقارئه الجماليّ لكي يمارسَ فيه حريَّته من خلال سياحته الرؤيوية في جغرافية النص، الذي يتحوَّل وفق منظورنا المسافاتيّ، إلى خطاب جماليّ يشترك بنسيج خيوط لعبته الجديدة، فالقارئ الجماليّ هو مكتشف جديد لمكنونات النص، حيث يقوم بعرضها بواسطة تقنية مرآتية عاكسة نستطيع أن نطلق عليها تسميَّة مرآة المسافة الجماليّة، و تلك المرآة تتحوَّل، بدورها، إلى عدة مرايا تقوم برصد عملية التشّظي المسافاتيّ، و تنقل لنا عدّة صور مأخوذة من مناطق سحيقة و بعيدة الغور في طبقات النص، و تأسيساً على ذلك، و حسب منظور نظريتنا الموسومة بالمسافاتية، تكون المسافة الجماليّة نقطة ارتكاز تأمّلي، أو بؤرة انطلاق نحو اكتشاف مسافات أخرى في النص الذي بدوره أيضاً يتحوَّل من مسافةٍ إلى أخرى، فالنص في البدء ينطلق من مسافة المبدع- منتج النص نفسه، و لذا نراه محافظاً على حرارته الأولى، بسبب بقاءه تحت رعاية خالق النص، ولكن عندما يتيّقن الكاتب من انتهاء مهمته، و يقدّم نتاجه الإبداعيّ للآخر، تحدث هنا عملية التحوّل المسافاتيّ، بمعنى إنَّ النص سيغادر خانة المسافة الأولى لولادته، ليلتقِ بمسافة أخرى، وهذا اللقاء يوّلد عملية تلاقح مسافاتيّ، أي عند دخوله مسافة الناشر المتسم بالوعي الجماليّ و ليس التجاري، وبذلك يكون الناشر قد عقد اتفاقيَّةً جماليَّةً مع منتج النص، و هنا يكون الناشر-الناقد الواعي أول من اكتشف جغرافية المسافة الجماليّة التي تمنحه الحريةَ كما أسلفنا في مهمة تجواله الواعي في مسافات النص الوعرة والسهلة منها على حدٍّ سواء.هنا يمكننا القول: بأنَّ عملية التحوّل المسافاتي، حسب ما نؤسس له في نظريتنا المسافاتيَّة، تكشف لنا بأنَّ النص قد تحرّرَ ولم يعد حبيساً في أدراج المؤلف، بل تحرّرَ من قيود ذلك السجن الجماليّ المسمّى بالنصText، ليصبحَ خطاباً Discourse مُوَّجهاً للآخر، والآخر هنا هو الناشر-القارئ للنص الخام الذي تسلّمه من المؤلف، وعندما دخل مسافته الجماليّة وأدرك فحوى الرسالة الإبداعيَّة التي تخاطبه، تحوَّل على يديه إلى خطاب جماليّ، ونفس الأمر ينطبق على المترجم الجماليّ الذي يتعامل مع النص كخالق أو منتج ثانٍ له لأنه سيبذل جهداً كبيراً في تفكيك بنية النص وقراءة تضاريسه الداخلية الوعرة، و سيكون مكتشفاً لمسافات أخرى لم يكتشفها الناشر،بيدَ أن القاسم المشترك بين المترجم والناشر هو دور القارئ الجماليّ الذي يتعامل مع النص كمتذوق للإبداع، وليس متذوقا للعسل التجاري الذي يجعل لعابه يسيل، ولو عملنا مخططاً بسيطاً لما نرمي إليه سيكون على الشكل التالي:
(مسافة المؤلف—المسافة الجماليَّة التي يتركها المؤلف داخل النص بقصد أو دون قصد—مسافة الناشر أو المترجم—مسافة القارئ الجماليّ-الناقد—مسافة القارئ العام أو العادي)، فضلاً عن المسافات المتناثرة هنا وهناك داخل بنية النص-الخطاب التي خلقتها مخيَّلة مبدع العمل الأدبي و تخلقها مُخيَّلة قارئه الجماليّ، و تأسيساً على كل ما طرحناه من رؤىً تنظيرية نجد بأننا قد اقتربنا من ضفاف ما نطلق عليه بالنظرية المسافاتيّة، و حسب ما اجترحناه في تلك النظرية، سنقرأ الخطاب الروائي الموسوم ( أدركها النسيان) للروائية الأردنية الفلسطينية الأصل سناء الشعلان من خلال إضاءتنا المسافاتيّة للآراء الثلاثة:
الكاتبة: سناء الشعلان، المترجمة:مشيرة صالح طلافحة، الناشر:عباس داخل حسن) التي قِيلت عن الرواية.
*مسافة الكاتبة
عندما نتخيّل اللحظة الجماليّة لصدور الرواية بلغة عالمية كاللغة الإنجليزية، لا بُدَّ لنا من قراءة مسافات الفرح ومسافات الشعور الداخلي لصانعة النص الأديبة الأكاديمية اللامعة سناء الشعلان ( بنت نعيمة) و هي ترى وليدها السردي يلبس حلّة الترجمة إذْ تقول:
(أنا فخورة بهذه الترجمة التي تمثل شراكة إبداعيّة مهمة بيني و بين المترجمة الأكاديمية الرصينة مشيره صالح طلافحة، و بين “مركز التنوّر” الثقافي الفلندي-العربي الذي يرأسه الأديب العراقي عباس داخل حسن بما يقدّم هذه التجربة الروائية إلى القارئ باللغة الإنجليزية، و يقدمها للمشهد الروائي العالمي، لا سيما هي تجربة سردية خاصّة في الدخول في عوالم كابوسية تندّد بسقوط المجتمع و رموزه في خضّم أحداث إنسانية دامية تقهر الإنسان، و تسحق وجوده، و تعلّي من قيم الفساد والخراب و الظلم و القهر.هذه الرواية هي صرخة وجع في وجه القبح و السقوط والترّدي، كما هي إنتصار الحب و الخير و الحق على الرغم من متاهات الواقع و إكراهاته و فساده.)
العبارة الأكثر أهمية في الاقتباس أعلاه هي: ” الترجمة تمثل شراكة إبداعيّة” بين الكاتبة والمترجمة والناشر وهم الأضلاع الثلاثة التي تشكّلَ منها مثلث هذا الخطاب الإبداعيّ المهم، ولكي نفهم الفعل المسافاتيّ للمبدعين الثلاثة انطلاقاً من المسافة الجمالية، ندرك أسرار اللعبة الجماليّة لكل واحد منهم، و علينا أن نضع في تصوّراتنا أنَّ القارئ الجماليّ الأول هو الكاتب، والثاني هو الناشر الذي قرأ المادة الخام للرواية حتى وإن كانت في طبعتها الثانية، والثالث هو المترجم الذي بعد أن ينهي مهمته الشاقة في عبور مسافات الترجمة يقوم بتقديمها لقارئ جماليّ رابع هو المتلّقي الغربي لتأخذ دورها في طرق أبواب وعيه بثيمتها وبنيتها اللغوية الجديدة، وهنا يتقدم المترجم المشهد لأنه يعتبر خالقاّ جماليّاً للنص بروح مسافاتيّة جديدة، و تأسيساً على ما تقدّم يتحقق لدينا مفهوم القارئ المسافاتيّ، فالمؤلف هو القارئ الجماليّ الأول لنصّه لأنه أول من يطلّع على نتاجه عندما يقوم بمراجعته بعين القارئ والناقد في ذات الوقت، بعدها يتحوّل النص من مسافته كنص إلى مسافة الخطاب، فالناشر يستلمه كخطاب جماليّ يحتّم عليه قراءته أولاً قبل الشروع بنشره، وبذلك يكون القارئ الجماليّ الثاني، أما المترجم فتقع على عاتقه المهمة الأكثر جسامةً بوصفه قارئاً جماليّاً ثالثاً، وبعد ذلك يأتي دور القارئ الجماليّ الرابع، أي المتلقّي الغربي الذي يقرأ ذلك الخطاب السردي بلغته هو، و هكذا فأنَّ مسافة قارئ الخطاب السرديّ تتحوّل، حسب مفهوم النظرية المسافاتية، إلى مسافات متعدّدة للقراءة، ترتكز في مسافاتها الثلاث على مبدأ “الشراكة الإبداعية” ما بين صانع النص وناشره و مترجمه. إنَّ وصف الرواية بكونها “تجربة سردية خاصّة في الدخول في عوالم كابوسية” كما تؤكد الكاتبة، يدّل على إنَّ الرواية يمكن لها أن تتناول أو تخترق مسافات عديدة في المجتمع الإنسانيّ المهدّد بالسقوط والتردّي واستشراء مظاهر الفساد بكافة أشكاله، وبقدر ما هي صرخة وجع في وجه عالم القبح، فأنَّها تؤسّس لعالم الجمال والحب المترامي المسافات، كما تؤكد الكاتبة.
*مسافة المترجمة
أما صاحبة الجهد الترجمي التي حوّلت لنا الرواية من مسافتها الأولى – النص بلغته الأم-، إلى مسافة الترجمة، والتي بدورها حوَّلتها إلى خطاب يخاطب ليس أبناء جلدتها، وإنما يخاطب الآخر-الغربي بلغته الأم، قد أنجزت المهمة المسافاتيّة الموكلة اليها بنجاح في تحقيق مشروعها الترجميّ في إنجاز النسخة النهائية التي بين أيدينا. وهنا نرى بأنَّ مهمة المترجم الجماليّ Aesthetic Translator لا تقتصر على الفعل النقلي، بمعنى نقل النص من بنية لغوية إلى بنية لغوية أخرى، وإنما يضطلع المترجم بمهمة التحويل الجماليّ Aesthetic Transformation و المسافاتي للنص، أي انَّ المترجم يفكّك النص جماليّاً و يسبر غور مكنوناته، و تلك العملية تجعله ملتزماً بإدخال النص في ورشته الجمالية، ليشتغل عليه مسافاتيَّاً من الداخل، وهذا يعني إن النص السردي سيمر بعدة مسافات قبل أن يصل قطاره سكة المسافة الأخيرة، و سنلمس ما ذهبنا إليه من تنظيراتنا المسافاتيّة تلك في الرأي المسافاتيّ الذي تؤكدّه المترجمة الأكاديمية مشيرة صالح طلافحة حين تقول:
(لقد اخترت رواية “أدركها النسيان” لترجمتها للإنجليزية، لأنني أردت أن أكون صاحبة السبق في تقديم هذا العمل الروائي العربي النسوي المميز للقارئ باللغة الإنجليزية في شتى أنحاء العالم، لأنني أرى في هذا العمل تجربة روائية سردية مميّزة، فهي تجربة روائية تشتغل على التجريب والحداثة في تقنيات السرد، كما إنها تقدّم تجربة إنسانيّة معقّدة في حياة الإنسان المضطهد في العالم المعاصر لا سيما في العالم العربي، و هي تقدم ذلك عبر توليفة جامعة بين قضايا اغتراب الإنسان المعاصر، و فنيّات الواقعيّة السحرية، فضلاً عن إستثمار خصوصية الرواية الخاصّة بالروائية سناء الشعلان.)
على ضوء قراءتنا لرأي المترجمة المقتبس أعلاه، ربما يتسنى لنا أن نطرحَ السؤال التالي:
*هل كان اختيار المترجمة للرواية مسافاتيَّاً ؟!
لو استخدمنا التقنية الجماليّة للمرآة المسافاتيَّة التي تمسك بها المترجمة المثابرة مشيرة صالح طلافحة، لكي تعكس لنا ما جرى و يجري من أحداث وتفاصيل جماليّة تحت جلد البنية السرديَّة للرواية، لبرزت لنا في بداية الأمر، عدة مسافات:
أولاً: مسافة الحلم الشخصي للمترجمة: ( أردت أن أكون صاحبة السبق).
ثانياً: تسعى المترجمة لتقديم هذا الخطاب السردي بوصفه عملاً روائياً عربياً نسويّاً، وهذا السعي الجماليّ يضم بين جنبيه مسافتين هما: مسافة الحلم القومي، و مسافة الحلم الجندري بوصف المترجمة امرأةً وعليها أن تنحاز لمسافتها الأنثوية و هي تؤكد على ذلك بصراحة و دون أيَّة مواربة.
ثالثاً: تقول المترجمة: ” إنَّ الرواية تجربة سرديّة مميزة بوصفها تشتغل على التجريب والحداثة في تقنيات السرد”. هنا دخلت المترجمة في مسافة جديدة، ألا وهي مسافة المترجمة-الناقدة، لأنّها باتت تقرأ النص بعين الناقد، و بذلك يتحقّق لدينا مفهوم المسافة النقدية Critical Distance، والتي تعني أنَّ المترجم عندما يشرع بحفريّاته الجماليّة في مسافات النص تصبح لديه القدرة على قراءة الرواية بإسلوبٍ نقديّ يبيّن أو يكشف للقارئ المسافة الأسلوبية للخطاب السردي و مبدعه.
*مسافة الناشر
أما الناشر الأديب الناقد العراقي الأستاذ عباس داخل حسن رئيس مركز التنوّر الثقافي الفلندي-العربي الذي يمثل الضلع المسافاتي الثالث من أضلاع تلك الرواية بثوبها اللغويّ الجديد يشيد بالتجربة الترجمية ويؤكد قائلاً:
(هذه تجربة جديدة لمركز التنوّر في ترجمة الأدب العربي المعاصر و إبداعه للقارئ باللغة الإنجليزية، وهي رواية نعتز بترجمتها إلى الإنجليزية في طبعة أولى من ذلك، بعد أن كان لنا شرف إصدارها باللغة العربية في طبعتها الثانية في عام 2021، و هي رواية حب و انسحاق مصائر واغتراب و حرمان وضحايا حروب معلنة و خفيّة و بوح، و في الرواية كل عوامل النجاح الذاتية والموضوعية، والأمر المهم فنيَّاً هو أنّها مثلت شكلاً جديداً ضمن تيّار الرواية الجديدة في المشهد الروائي الحالي و تحتاج قراءات متعدّدة، و أنا متيّقن من أنّها ستنال إستحقاقها الإبداعيّ من القرّاء و المهتمين بالرواية العربية).
بقراءتنا المسافاتيّة للرأي الأخير، يكشف لنا الناشر والسارد-الناقد الأستاذ عباس داخل حسن عن المكان الجماليّ Aesthetic Space لولادة الرواية بشكل آخر، ألا و هو مركز ” التنّوّر”، وهو من اسمه يعني هو المركز الذي يضيء و ينير عقل القارئ العربي المغترب والأجنبيٌ على حدٍّ سواء، بمصابيح المعرفة والجمال الثقافي والألق والإبداع بكافة أشكاله. إن مركز التنّوّر هذا يعتبر مساهمة جادة و جريئة، ترفع لمؤسسه و مديره القبعات، لأنّه يمّد جسور الثقافة و المعرفة مع الآخر، و يسعى لتقريب المسافة بين المثقف العربي والمثقف الفلندي على وجه الخصوص والمثقف الغربي بشكل عام. على مستوى المسافة الشخصية يقول الناشر: ” هي رواية نعتز بنشر ترجمتها في طبعتها الأولى بتلك اللغة..بعد أن كان لنا شرف إصدارها باللغة العربية في طبعتها الثانية في عام 2021″، و هذا اعتراف صريح بأنَّ الرواية على قدر كبير من الأهمية، فضلاً عن نشاط الكاتبة المبدعة سناء الشعلان في ترويج بضاعتها الجماليّة بشكلٍ جلي يشهد له القاصي والداني. وهنا تنتهي مسافة الناشر لتبدأ بعدها مسافة الناقد الذي خبرَ السرد والنقد بوعي ثاقب، حيث يقول بلغة الناقد المسافاتيّ: “هي رواية حب وانسحاق مصائر واغتراب وحرمان و ضحايا حروب معلنة و خفية و بوح”، وكأنَّه يلّخص لنا مسافات البِنية الثيماتية Thematic Structure للنص، ثم ينقلنا بعد ذلك إلى مسافة نجاح الرواية بإتكائها على (العوامل الذاتية والموضوعية)، وكذلك يسلّط ضوءه النقدي الكاشف على المسافة الأسلوبية Stylistic Distance للرواية عندما تعكس مرآته الجماليّة الصورة الفنية للشكل الروائي الذي يمكن أن يركب مركب ” تيَّار الرواية الجديدة في المشهد الحالي”. ويشير الأستاذ عباس داخل حسن، بذكاءٍ جماليّ و وعي كبير منبجس من معين خبرة طويلة في الكتابة السردية والنقدية، إلى إنَّ تلك الرواية ” تحتاج قراءات متعدّدة”، و تأسيساً على نجاعة هذا الرأي الجماليّ السديد، يتحقّق لنا شرطان من شروط نظريتنا المسافاتية هما:
أولاً: إنَّ الرواية مسافاتية بامتياز؛ لأنَّها تحتاج إلى قراءات متعدّدة.
ثانياً: إنَّ القرّاء الذين يقومون بمهمة القراءات المتعدّدة هم قرّاء مسافاتيّون، حيث أنَّ كلّ واحد منهم عندما يشعر باللّذة الجماليّة بعد قراءة النص سيدلي بدلوه المسافاتيّ، بمعنى إنَّ كلَّ قراءة جديدة للرواية سيكون لها طعم و ذوق و رائحة، تختلف عن القراءة التي سبقتها.
*مسافة الخاتمة:
من هنا نرى إن الخطاب السرديّ المُترجَم، إذا ما تحقّقت له تلك “الشراكة الإبداعية” ما بين الكاتب والناشر والمترجم، كما وصفتها الكاتبة المبدعة سناء الشعلان، فإنَّه ستتحقّق له شروط النجاح الإبداعيّ، و سيحقّق حضوراً معرفيّاً و جماليَّاً لافتاً بعبور مسافاته المحّليَّة ليسمو في سماء مسافاتٍ إنسانيَّةٍ و عالميَّةٍ جديدة.
نوافذ مسافاتيّة:
نوافذُنا مُشرَعةٌ لنسيمِ المَحّبَةِ و عطور ورود الجمال
نافذة الترجمة: قراءة في كتاب مُتَرجَم
الخطاب الروائي المُترجم بين مسافات ثلاث: الكاتب والمترجم والناشر.
* قراءة مسافاتية في آراء قيلت عن الرواية الموسومة “أدركها النسيان” للأديبة المبدعة سناء الشعلان المُتَرجَمَة للغة الإنجليزية بعنوان: Oblivion Saved Her.
ترجمة: مشيرة صالح طلافحه
الناشر: مركز ” التنّوّر” في فنلندا ( 2024)