عروبة الإخباري –
تتزامن الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال في قطاع غزة مع عدوان للاحتلال على الفلسطينيين في القدس والخليل وجنين وطولكرم وغيرها من مناطق الضفة الغربية، والتي تتمثل بالاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأملاك وهدم المنازل بحجة عدم الترخيص، الأمر الذي يعكس استغلال الاحتلال الانشغال بالعدوان على غزة من قبل الساسة والمنظمات والقوى الدولية، وليؤكد أن نهج الإبادة موجه إلى القدس وأهلها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وإلى كل المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية والإنسانية والإعلامية الدولية المبذولة للتهدئة وإنقاذ المدنيين الأبرياء، إلا أن آلة الاجرام الصهيونية نتج عنها في الضفة الغربية، بما فيها القدس ومنذ السابع من تشرين الاول، وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، حوالي 226 شهيداً منهم 54 طفلا، كما بلغ عدد الجرحى ما يزيد عن 2800 جريح، والأسرى حوالي 3000 أسير فلسطيني، وبلغت قيمة الخسائر الاقتصادية أكثر من 713 مليون دولار أميركي في فلسطين نتيجة توقف شبه تام في عجلة الإنتاج لقطاع غزة وتداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، بما يعادل حوالي 24 مليون دولار أميركي يومياً، تضاف إلى ذلك خسائر الأصول والأملاك الثابتة، حيث فقد القطاع الاقتصادي من إنتاجه في الضفة ما نسبته 37% مقارنة مع المعدل الطبيعي للإنتاج الشهري بخسارة تقدر حوالي 500 مليون دولار أميركي شهريا، مقابل خسارة نسبتها 84% في قطاع غزة بما يعادل 200 مليون دولار أميركي.
ووصف أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان في تصريح إلى «$» مواصلة مجموعات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى والقيام بالطقوس الاستفزازية، ومحاولة السير في مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، بالخطوة الصهيونية الخطيرة لهدم المسجد الأقصى، وتستند هذه الاستراتيجية على حماية مباشرة من شرطة الاحتلال والتضييق على الفلسطينيين خصوصا المقدسيين من خلال سياسة الإبعاد للمرابطين والمرابطات وتحديد أعمار المصلين لمن هم فوق الخامسة والخمسين عاماً، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية وقت الاقتحامات بذريعة باطلة هي توفير الأمن لهم.
وأضاف كنعان: إن اللجنة الملكية لشؤون القدس، وفي ظل استمرار حرب الإبادة الاسرائيلية على قطاع غزة المحتل والتي أصبحت بشكل أو آخر غطاء تجري تحته الكثير من الجرائم والاعتداءات في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تنبه الرأي العام والإعلام العالمي والمنظمات القانونية والإنسانية إلى خطورة ما يجري في الضفة الغربية من انتهاكات واقتحامات إسرائيلية تقوم بها سلطات الاحتلال والمستوطنين، ما يؤكد أن ما يجري في الضفة الغربية بالتزامن مع الحرب الشرسة على غزة هو حلقات متكاملة من حرب إبادة وتطهير عرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وبين أن سلطات الاحتلال توسعت في استراتيجيتها وسياستها القمعية الاستعمارية باستخدامها للقوة المفرطة في كامل فلسطين المحتلة، وعلى الصعيد الدولي تحشد روايتها المزعومة وتغتنم سياسة الكيل بمكيالين لمواقف دول عظمى تدعي للأسف حماية حقوق الإنسان والديمقراطية.
وأكد كنعان ضرورة السعي الدولي لإلزام إسرائيل (باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال) بالقانون الدولي المجمع عليه، هذه الشرعية التي اصبحت بسبب تعنت إسرائيل عرضة لفقدان الثقة، خصوصا مع تراجع الإرادة الدولية الفاعلة في ترسيخ سيادة القانون الدولي وحقوق وكرامة الانسان، فمن المعلوم ان فلسطين والقدس اراضي محتلة تطبق عليها اتفاقيات جنيف ولاهاي والمعاهدات واللوائح القانونية الدولية بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والنضال المشروع ضد الاحتلال لإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.